عمّان في 11 نوفمبر /العُمانية/ تشتغل التشكيلية الأردنية سامية قعوار على طاقة اللون الذي يتشكل عبر أسطح لوحاتها ضمن تدرجات تهدف إلى إشاعة الفرح والتفاؤل.
تستخدم قعوار في أعمالها المعروضة بجاليري جودار، الألوان المشرقة والمريحة للعين والنفس، وتحاكي في تشكيلاتها مشاهد من الطبيعة، كالأشجار الخضراء التي يتسلل النور من بين أفرعها وأوراقها، والشمس التي يمنح امتزاجها بالشفق أروع الألوان، والبحر الأزرق الهادئ، وهي تقصد أن تكون كل لوحة "واحة تحط بها النفس المتعبة لتنال قسطًا من التأمل الذي يفضي إلى الراحة".
وتقدم قعوار في المعرض الذي يحمل عنوان "العصر الذهبي"، لوحات اتجهت نحو التعبيرية والتجريد، وجميعها ذات لمسات روحانية، لهذا تركت كوّات واسعة للضوء على حساب الظل، وجاء توزيع الكتل اللونية لديها منحازًا إلى مساحات النور، حيث بدت كل لوحة كما لو أنّ في وسطها شمسًا قوية ترسل أشعتها في كل اتجاه.
ونُفذت هذه اللوحات بالألوان المتعددة على القماش، مع استخدام ضربات فرشاة عريضة وقشطات سكّين حققت بروزات لونية، تعزز الطاقة الإيجابية والسلام الداخلي، وتجعل من الأعمال مشاهدَ نابضة بالحياة.
وفي عدد من اللوحات أضافت الفنانة مفردات تعزز الطاقة الإيجابية؛ مثل الموسيقى المنبعثة في أرجاء الصالة للتعبير عن مضامين اللوحات ورسائلها. وطُعِّمَت غالبية اللوحات بالأحجار الكريمة التي جاءت على شكل شجرة كبيرة متعدّدة الفروع، تحيل إلى رمزية الحياة التي عُرفت في الحضارات المتعاقبة مثل رمز للأمل والتجدد.
وتنحاز أعمال قعوار إلى الألوان المستوحاة من قوس المطر؛ كالبنفسجي والأصفر والأزرق، مع اشتغالها على الدمج بين هذه الألوان بطريقة تجريدية فيها نوع من الاتصال الدائم والتجاور والتحاور بين درجات اللون الواحد، كما تتكثف الألوان في أعلى اللوحة لتشكل ما يشبه غيمة تمطر، إذ تحضر فكرة الانسياب للسوائل في اللوحات، وتبدو الألوان كما لو أنها تندلق من الأعلى ثم تواصل سيرها في خطوط نحو الأسفل.
وتقول قعوار حول هذه التجربة: "منذ عشر سنوات قررت أن أقدم أعمالًا تدمج بين الرسم وعلم الطاقة إيمانًا مني بأن الرسم هو عبارة عن امتداد لطاقة الرسام"، وتضيف: "لا أرسم إلا حين أشعر أنني أتمتع بطاقة إيجابية؛ وهو ما انعكس على أعمالي الفنية".
وتوضح قعوار أنها اختارت "العصر الذهبي" عنوانًا للمعرض بهدف "منح الناس دفقة من التفاؤل في هذا الوقت الذي تكالب علينا فيه الظلام"، مؤكدة على أن "العصر الذهبي" سيعود، وأن العتمة لا يمكن لها أن تستمر، وأن الأمل وحده القادر على إعادة النور من جديد.
/العُمانية/النشرة الثقافية/ طلال المعمري