الأخبار

"هبوب الريح".. الجزء الأخير من ثلاثية "البيرق" للعُمانية شريفة التوبي

عمّان، في 2 ديسمبر /العُمانية/ صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، الجزء الأخير من ثلاثية "البيرق" للروائية العُمانية شريفة التوبي، بغلافٍ من تصميم الفنانة التشكيلية بدور الريامي.

وتدور أحداث الرواية التي حملت عنوان "هبوب الريح" في أماكن متعدّدة في دول مختلفة، حيث تتصاعد وتيرة الأحداث وفق مقتضيات السرد والحبكة، في عوالم متخيّلة صنعتها الكاتبة عن الشباب الذين آمنوا ببعض المبادئ والأفكار التي وجدوا فيها خلاصًا ومنقذًا لمجتمعهم مما كان يعيش فيه.

ووفقًا للتوبي؛ "شهدت الفترة الزمنية التي تدور أحداث الرواية في رحاها أحداثًا فصليّة عدّة حول العالم، وتأثّر خلالها الكثير من الشباب بالفكر الذي تبنّاه عدد من أولئك الذين سافروا إلى الدول العربية والأجنبية؛ لما وجدوا فيه من مَخرج لمواجهة أزمات الفقر والجهل والمرض التي انتشرت في مجتمعاتهم".

وتبدأ الأحداث مع الشخصية الرئيسة "حمود" الذي يُبتَعث إلى مصر للدراسة، ومن مصر التي فتنته كما لم يفتنه شيء آخر قبلَها في فنها وثقافتها وأفكارها و"ناصرها" الذي كان يقود حركة التغيير في الوطن العربي مناديًا بالقومية والحريّة، وجد البطل نفسه يرتدي "قبّعة ماركس"، ويغير طريقه الذي كان يسير فيه إلى طريق آخر بعد أن يلتقي مع "أحمد سهيل" الذي فتح أمامه أبوابًا أخرى للخروج من عالمه الضيق، فسلك "حمود" دروبًا لم يتوقع يومًا أن يسير فيها.

تعاين الرواية التي جاءت في حوالي 600 صفحة، الدروب التي سلكها "حمود" في شبابه، ومصيره الذي آل إليه، وحال "نفافة"؛ عروسه التي انتظرته طويلًا في "حارة الوادي".

وترصد الرواية الأسباب التي دفعت ثلة من الشباب للانضمام إلى "الفكر الجديد"، والتي كانت نابعة من حلمهم بالتغيير، فضلًا عن أن لكلٍّ منهم أسبابه الخاصة به. كما أوجدت الكاتبة في هذا الجزء شخصيات جديدة؛ مثل: "أحمد سهيل"، و"عبد السلام"، و"أبو سعاد"، و"باسمة"، و"طفول" الثائرة في وجه العادات والتقاليد والأعراف والرافضة للاستغلال والتهميش.

ويجد المتلقي نفسه يخوض في "هبوب الريح" تفاصيل الأحداث المفصلية كما خاضها الأبطال مع مجتمعهم وعائلاتهم وأنفسهم، وسيعيش أحداث تلك المرحلة من تاريخ عُمان، وسيعثر على إجابات لأسئلة حول مصائر الشخصيات التي التقاها في الجزأين الأول (حارة الوادي) والثاني (سراة الجبل)، وسيندغم في اللحظات الحاسمة والفارقة في حياتهم حينما يقفون أمام خيارهم الأخير وهم يسمعون المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/ يقول: "عفا الله عمّا سلف"، ويخاطبهم: "إني أعدكم؛ أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية... سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل".

تمثل ثلاثية التوبي الروائية حكاية الحرب والحب، والنور والنار: "وحلّقت الأرواح نحو السماء. رقصت النجوم وغنّى القمر مع صوت أبي سُعاد الذي ارتفع شجيًّا عذبًا في ليلة كأنها ليلة عرس: (بلادي بلادي بلادي/ لكِ حبّي وفؤادي).

وكتب الناقد والكاتب السوري د.نزار فلوح على الغلاف الأخير للرواية: "من سِحر عُمان التي لا تبوح بأسرارها إلّا لعاشقٍ وفيّ أدْنَفَهُ الوجد وأضناهُ الحنين، تحمِلنا الروائيّة المبدعة شريفة التّوبي في رحلة فاتنة عبر دروب حارة الوادي وبيوتها، تحكي لنا آلامَها وآمالَها، وأحلامَ نسائها ورجالها. نسمع في جنَباتها أهازيجَ الأطفال، وعزيفَ أشباح الجنّ في ليالي أزقّتها المعتمة، قبل أن ينفتح المكان وتتشظّى مصائر الحالمين بين بلاد وأمكنة عديدة... في بادرةِ انتقالٍ رمزيٍّ خجول، لم يكتمل، من مجتمعٍ قديم جامد إلى لحظةِ حداثة واعدة".

ويصف فلوح ثلاثية التوبي بقوله: "إنه عملٌ معماريٌّ ملحميُّ السِّمات، يقف وراءه الكثيرُ من الجهد والصبر والمكابدة والغوص الذكيّ في أعماق التاريخ وأسرار الزمان والمكان".

وتركز الكاتبة في هذه الثلاثية على التاريخ الاجتماعي، وهي مترابطة الأحداث وإن كان كل جزء منها يمثل رواية مستقلة، حيث تتصاعد الأحداث فيها وتتطور الشخصيات وفق تسلسل زمني مدروس: الجزء الأول (1950-1956)، الجزء الثاني (1956-1960)، الجزء الثالث (1960-1973).

يُذكر أن التوبي أصدرت منذ عام 2014 عددًا من الأعمال الأدبية في القصة والرواية من بينها: "المقعد شاغر"، و"نثار"، و"سُعاد.. رسائل لم تصل"، و"انعكاس"، و"سجين الزرقة" التي فازت بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات التي تمنحها الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء (2021).

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..