مسقط في 5 أكتوبر /العُمانية/ يشكل الاكتتاب الخاص بشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج نقلة نوعية في بورصة مسقط وللاقتصاد العُماني وللمستثمرين؛ إذ يعد أكبر اكتتاب يُطرح في سلطنة عُمان والأكبر على مدار هذا العام في منطقة الخليج العربية.
وأشار عدد من المختصين والمحلّلين الاقتصاديين إلى أن تغطية الاكتتاب في فئة المؤسسات بالكامل يعد مؤشرًا إيجابيًّا للمستثمرين خاصة الأفراد، كما يؤكد على اهتمام المؤسسات المحلية والعالمية على الاستثمار في سلطنة عُمان سواء في قطاعي النفط والغاز أو في بورصة مسقط.
ووضح الدكتور المعتصم بن مصبح المطيري رئيس قسم الاستثمار في بنك صحار الدولي "مدير الإصدار" أنه بحسب نشرة الإصدار المعتمدة من هيئة الخدمات المالية تم تخصيص 800 مليون سهم من أسهم الطرح للأفراد (مستثمري الفئة الثانية)، أي ما يعادل 40 بالمائة من حجم الطرح وقد تم تقسيم فئة الأفراد الى قسمين بالتساوي، حيث سيتم تخصيص نصف هذه الفئة أي ما يعادل 20 بالمائة من حجم الطرح لمقدمي الطلبات من كبار المستثمرين من الأفراد وهم المتقدمون بطلبات تعادل 28600 سهم وأكثر، كما سيتم تخصيص النصف الآخر أي 20 بالمائة من حجم الطرح لمقدمي الطلبات من صغار المستثمرين الأفراد وهم المتقدمون بطلبات للاكتتاب بعدد أسهم من 500 سهم إلى 28500 سهم.
وقال رئيس قسم الاستثمار في بنك صحار الدولي إن آلية التخصيص المعتمدة حسب نشرة الإصدار في كلتا الشريحتين "كبار المستثمرين الأفراد وصغار المستثمرين الأفراد" ستكون كلٌّ على حدة وعلى أساس النسبة والتناسب للمتقدمين حسب حجم تغطية كلٍّ من الشريحتين.
وأضاف أنه في حال قلّ الطلب الإجمالي عن الحجم المخصص للفئة الثانية (فئة الأفراد بشقيها صغار المستثمرين الأفراد وكبار المستثمرين الأفراد) عن نسبة 40 بالمائة من حجم الطرح، فسيتم التخصيص للأفراد بكامل الأسهم المكتتب بها لجميع مقدمي الطلبات من الفئة الثانية، وسيتم تحويل باقي الأسهم غير المكتتب بها من هذه الفئة لمقدمي الطلبات من الفئة الأولى (فئة المؤسسات) بسعر الطرح، حسب آلية التخصيص لتلك الفئة شريطة وجود طلب زائد بالاكتتاب من الفئة الأولى.
وبين أنه في حال زيادة إجمالي الطلب في الفئة الثانية عن 40 بالمائة من أسهم الطرح المخصصة لهذه الفئة (والمقدرة بقيمة 312 مليون ريال عُماني وهي أكبر من الحجم الإجمالي للاكتتاب السابق لأوكيو لشبكات الغاز بكل شرائحه)، تحتفظ هيئة الخدمات المالية حسب نشرة الإصدار بحقها حسب الإجراءات المعمول بها في إقرار توزيع حد أدنى من الأسهم المخصصة وذلك فقط لفئة صغار المستثمرين الأفراد بالتساوي، حيث يجري توزيع باقي الأسهم بالنسبة والتناسب في الفئة ذاتها.
وأشار إلى أن التخصيص المعتمد في نشرة الإصدار من قبل الهيئة لفئة صغار المستثمرين الأفراد يكون بآلية النسبة والتناسب ولكن تحتفظ الهيئة بهذا الحق لتنظيم آلية التخصيص في حال تعدت طلبات المتقدمين في هذه الفئة النسبة المخصصة لها بعدة أضعاف وهو ما قد يؤثر على نسبة التخصيص للطلبات الصغيرة.
من جانبه قال عبد الواحد بن محمد المرشدي رئيس الصيرفة الإسلامية ببنك صحار إن الاكتتاب لقي إقبالًا كبيرًا منذ اليوم الأول للطرح، مشيرًا إلى أنه تمت تغطية حجم الطرح المخصص للمؤسسات بأكثر من 100 بالمائة في أول يومين من الاكتتاب.
وأضاف أن ارتفاع الإقبال على الثقة الكبيرة لدى الشركات ومؤسسات الاستثمار العالمية لهذا الاكتتاب يشكل علامة فارقة لبورصة مسقط، مبينًا أن معظم شركات الوساطة وبيوت الأبحاث المالية قيّمت سعر السهم بين 440 و458 بيسة.
من جهته قال مصطفى بن أحمد سلمان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمتحدة للأوراق المالية إن اكتتاب أوكيو للاستكشاف والإنتاج يعدّ من أفضل الاكتتابات حاليًّا ويشكل دعمًا كبيرًا لبورصة مسقط، ويشهد تفاعلًا واسعًا من المؤسسات والمستثمرين والأفراد للاكتتاب فيه.
وأكد على أن الدراسات التي قامت بها بعض شركات الوساطة والتحليلات المالية تبين أن هذا الاكتتاب جيد من حيث سعر العائد، وتتوقع أن يحقق السهم ارتفاعًا بنسبة ٢٠ بالمائة من سعر الأفراد العُمانيين، مشيرًا إلى أن هناك طلبات كبيرة من عدة شركات عالمية من خارج سلطنة عُمان للاكتتاب في أسهم أوكيو للاستكشاف والإنتاج التي تعدّ من الشركات العاملة في مجالي النفط والغاز.
ووضح أن مثل هذه الاكتتابات تضيف رأسمال لبورصة مسقط وتستقطب أموالًا إلى سلطنة عُمان؛ ما يشجع الشركات الأخرى للتوجه للبورصة والإدراج فيها وتعزيز أدائها.
وقال لؤي بطاينة الرئيس التنفيذي لـ "شركة أومنفيست الدولية القابضة" إن طبيعة الاكتتاب أعطى خصوصية للمواطن العُماني بسعر خصم تشجيعي للدخول في هذا الاكتتاب الذي يمثل شركة حكومية تعمل في النفط والغاز ولديها استثمارات استراتيجية مع شركاء آخرين.
ووصف شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج بأن مستقبلها واعد، وقد أعلنت في نشرة الإصدار التزامها بتوزيع أرباح لثلاث سنوات قادمة بنسبة عالية ومن المتوقع أن يكون العائد على الاستثمار في الشركة بين 7.5 بالمائة إلى 9.3 بالمائة وهي توزيعات عادلة وجاذبة للمستثمرين سواء من الأفراد أو المؤسسات.
وأكد على أنه عند الانتهاء من هذا الاكتتاب وإدراجه سيستقطب سيولة للسوق وسيساعد في ترقية بورصة مسقط لسوق ناشئة من خلال دخول المستثمرين ودخول فئات جديدة من المستثمرين في البورصة من المؤسسات الاستثمارية سواء كانت من آسيا أو أوروبا أو السوق الأمريكي، مشيرًا إلى أن قيام بنك الاستثمار العُماني والبنوك العُمانية بتسويق هذا الإصدار والتنسيق مع بنوك عالمية سيؤدي للإصدارات الأخرى العمل بشكل جيد.
/العُمانية/
محمد السيفي
انتهت النشرة الاقتصادية