فلوريدا في أول يوليو/العمانية/ انطلق التلسكوب الفضائي الأوروبي "إقليدس" اليوم من قاعدة كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، في مهمة ترمي لكشف أحد أهم الألغاز في علم الفلك والمتمثل في مادتين مظلمتين غامضتين تشكلان 95 في المائة من الكون لكن لا تتوافر أي معطيات تقريباً عن طبيعتهما الدقيقة.
وقد انطلق القمر الاصطناعي على متن صاروخ "فالكون 9" المصنوع من شركة "سبايس إكس" الأمريكية.
واضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى اللجوء للشركة المملوكة من الملياردير إيلون ماسك لإطلاق المهمة بعد أن سحبت روسيا صواريخها من طراز سويوز رداً على العقوبات الغربية عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.
بعد رحلة تستمر شهرًا عبر الفضاء، سينضم "إقليدس" الذي يبلغ وزنه طنين وصممته شركة "تاليس ألينيا سبايس"، إلى التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" في نقطة مستقرة على بعد 1,5 مليون كيلومتر من الأرض تسمى نقطة لاغرانج الثانية.
ومن هناك، سيرسم "إقليدس"، الذي سُمّي على اسم مخترع الهندسة، خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، تشمل ملياري مجرة على جزء يغطي ثلث القبة السماوية.
وهذه "أول مهمة فضائية لدرس خصائص الطاقة المظلمة"، وفق ما أكد قبل الانطلاق مايكل سيفرت، المدير العلمي للمشروع في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التي تشارك في هذه المهمة لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويكمن الهدف في إعادة بناء تاريخ الكون من خلال تجزئته إلى "أجزاء زمنية"، على ما أوضح عالم الفيزياء الفلكية يانيك ميلييه، رئيس اتحاد "إقليدس" الذي يضم حوالي 2600 باحث من 16 دولة، خلال مؤتمر صحفي.
ويأمل القائمون على المهمة في أن يساعد ذلك في الكشف عن الآثار التي خلفتها المادة المظلمة والطاقة المظلمة أثناء تكوين المجرات.
ويحتوي المسبار "إقليدس" البالغ طوله 4,7 أمتار وعرضه 3,5 أمتار، على أداتين على متنه: جهاز تصوير للضوء المرئي (VIS) ومصور طيفي قريب من الأشعة تحت الحمراء (NISP).
ومن المتوقع أن يرسل التليسكوب صوره الأولى بمجرد بدء العمليات العلمية في أكتوبر القادم مع التخطيط للكشف عن بيانات رئيسية عن المهمة خلال الأعوام 2025 و2027 و2030.
ويُتوقع أن تستمر هذه المهمة الأوروبية البالغة تكلفتها 1,5 مليار يورو حتى عام 2029، لكنها قد تطول أكثر إذا سارت الأمور على ما يرام.
/العمانية/
فهد الحضري