الأخبار

تطبيقات تقليد الأصوات عبر الذكاء الاصطناعي.. التحديات والمخاطر
تطبيقات تقليد الأصوات عبر الذكاء الاصطناعي.. التحديات والمخاطر

مسقط في 19 سبتمبر /العُمانية/ يسهم الذكاء الاصطناعي في التطوير ونقل العالم إلى التقدم والازدهار بصورة سريعة وملحوظة، حتى أصبح أداة رئيسة يدخل في صلب جميع القطاعات، وتتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي من بينها التزييف العميق الذي يستخدم في توليد أصوات وصور وفيديوهات تبدو وكأنه تم إنشاؤها بواسطة أفراد حقيقيين، حيث باتت هذه التطبيقات أو التقنيات تشكل مصدر قلق للكثير من الأشخاص العاديين أو الفنانين أو السياسيين؛ كونها قادرة على استخدام الأصوات المقلدة بدقة للاحتيال في حال استخدامها بطرق سلبية.

يقول الدكتور سالم بن حميد الشعيلي مدير دائرة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: إن استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد الأصوات والتزييف العميق (Deepfake) هو مجال نامٍ وصاعد، يستند إلى تقنيات التعلم العميق deep learning ومعالجة الصوت، تهدف هذه التقنية إلى إنشاء أصوات اصطناعية تشبه أصوات الأفراد الحقيقيين بشكل كبير، حيث إنَّ تقليد الأصوات يعتمد على الشبكات العصبية العميقة لتحليل وفهم الأنماط الصوتية الفريدة والمعقدة التي تميز كل صوت.

وذكر أنَّ مراحل استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد الأصوات هي تطوير النماذج الصوتية التي تتطلب نماذج صوتية عميقة معقدة تتيح للذكاء الاصطناعي فهم الأصوات بشكل دقيق، وتدريب هذه النماذج باستخدام مجموعات كبيرة من البيانات الصوتية التي تحتوي على أصوات الأفراد المستهدفين، ثم مرحلة تحليل الأصوات التي يتم من خلالها تحليل الصوت الحقيقي لفهم النبرة واللهجة والتلفظ والأنماط الصوتية الفريدة، ثم توليد الأصوات الذي يتم به مزامنة الأصوات المصنوعة مع النص المقابل لضمان التوافق والوضوح، ويأتي في المرحلة الأخيرة ضبط وتحسين النماذج الذي يتطلب تحقيق تقليد دقيق للأصوات والتعديل المستمر على النماذج لتحسين الأداء وجعل الأصوات أكثر واقعية.

وأكد على المخاطر الناتجة من استخدام هذه التطبيقات وأنه يجب التعامل معها بحذر، للمخاطر المحتملة منها، مثل استخدامها في الاحتيال والاختراقات وانتهاكات الخصوصية وإنشاء محتوى مضلل أو غير أخلاقي.

وأوضح أن تقنية تقليد الأصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي تواجه العديد من التحديات، من بينها دقة التقليد الذي يعد التحدي الأساسي في تقليد الأصوات بشكل واقعي، والتدريب على البيانات التي تتطلب توفر كميات كبيرة من البيانات الصوتية، وهذا قد يكون صعبًا في بعض الحالات، كما يأتي تجاوز تقنيات الكشف ضمن التحديات، حيث يتطور التقليد الصوتي باستمرار، وبعض النماذج يمكن أن تتجاوز تقنيات الكشف عنها، مما يجعل من الصعب اكتشافها.

وبيّن أنّ استخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تقليد الأصوات قد يعرّض المستخدمين إلى المساءلة عند الاستخدام غير القانوني لها، مثل الاحتيال الهاتفي والاختراق والتزييف، بما في ذلك من انتهاك للخصوصية، إذ يتم استخدام هذه التقنية لتسجيل أصوات أفراد دون إذنهم، مضيفًا أن من مخاطرها الانتشارَ السريع للأخبار المزيفة؛ ما قد يؤدي إلى الارتباك العام وزعزعة الاستقرار.

وقال إنه من ضمن هذه المخاطر التلاعب بالأدلة القانونية، حيث يمكن عبر هذه التطبيقات تقليد الأصوات لإنشاء تسجيلات صوتية تُستخدم كأدلة في القضايا القانونية، مما يثير الشكوك حول مصداقية الأدلة، كما أنها قد تستعمل في تشويه سمعة الأفراد أو الشركات من خلال إنشاء مقاطع صوتية مزيفة تسيء لهم بما في ذلك الفنانون والسياسيون.

وأشار إلى الإجراءات والخطوات المتّبعة للحد من استخدام هذه التطبيقات بطريقة خاطئة أو سلبية، وهي تحديد التعريفات والإطار القانوني بحيث تكون واضحة، وتجريم الاستخدام غير القانوني، ووضع عقوبات صارمة سواء للأفراد أو الجهات القانونية التي تنتهك هذه القوانين، مثل الغرامات الكبيرة والسجن، وكذلك حماية حقوق الخصوصية بحيث يتم تضمين حماية حقوق الخصوصية في القوانين لمنع تسجيل الأصوات دون إذن صريح من الأفراد، إضافة إلى التشجيع على الإبلاغ والكشف عن الانتهاكات من قبل الأفراد والمؤسسات، والتعاون مع الجهات المعنية، وضرورة التوعية والتثقيف، ومراقبة التطور التقني لمواكبة أحدث التقنيات، وضبط القوانين والعقوبات وفقًا للتطورات الجديدة، بالإضافة إلى التفاعل مع المجتمع الدولي لتطبيق مبادئ وقوانين مشابهة على مستوى العالم، لمكافحة استخدام هذه التقنيات بشكل غير قانوني.

جدير بالذكر أن تقنية تقليد الأصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها بشكل سليم لتحقيق الاستفادة وتقديم فوائد عديدة في مجالات مختلفة كتطوير ألعاب الفيديو والأفلام، وتحسين تقنيات تحويل النصوص إلى كلام، والتعليم والتدريب، وتحسين التواصل عبر الإنترنت، وكذلك في الأعمال الإعلانية والتسويق، ودعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

/العُمانية/

شيخة الشحية