فيينا في 25 فبراير /العُمانية/ أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز علم الأحياء الدقيقة وعلوم النظم البيئية (CeMESS) بجامعة فيينا بأن التربة الأكثر دفئًا تحتوي على تنوع أكبر من الميكروبات النشطة.
وتمثل الدراسة، التي نشرت في مجلة / Science Advances /، تحولًا كبيرًا في فهمنا لكيفية تأثير النشاط الميكروبي في التربة على دورة الكربون العالمية وآليات ردود الفعل المحتملة على المناخ، ويفترض العلماء أن ارتفاع درجات حرارة التربة يمكنه تسريع نمو الميكروبات، وبالتالي يزيد من إطلاق الكربون في الغلاف الجوي.
ويقول أندرياس ريختر، المؤلف الرئيس للدراسة والأستاذ في مركز علم الأحياء الدقيقة وعلوم النظم البيئية: “إن التربة هي أكبر خزان للكربون العضوي على الأرض“.
ويعتقد أنه مع ارتفاع درجات الحرارة – وهو سيناريو مضمون في ظل تغير المناخ –فإن المجتمعات الميكروبية ينبعث منها المزيد من ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تسارع تغير المناخ في عملية تعرف باسم "ردود فعل الكربون والمناخ في التربة".
ويوضح ريختر : “على مدى عقود، افترض العلماء أن هذه الاستجابة مدفوعة بزيادة معدلات نمو الأصناف الميكروبية الفردية في مناخ أكثر دفئًا”. وزار الباحثون خلال هذه الدراسة، الأراضي العشبية شبه القطبية في أيسلندا والتي شهدت أكثر من نصف قرن من الاحتباس الحراري الأرضي، مما أدى إلى ارتفاع درجات حرارة التربة مقارنة بالمناطق المحيطة.
وحدد الفريق من خلال جمع نوى التربة واستخدام تقنيات فحص النظائر المتطورة، الأصناف البكتيرية النشطة، ومقارنة معدلات نموها بدرجات الحرارة المحيطة والمرتفعة، حيث تكون الأخيرة أعلى بمقدار 6 درجات مئوية.
ورأى دينيس ميتزي طالب دكتوراة والمؤلف الرئيس للدراسة أن أكثر من 50 عامًا من ارتفاع درجة حرارة التربة بشكل مستمر أدى إلى زيادة نمو الميكروبات على مستوى المجتمع، ولفت إلى أن معدلات نمو الميكروبات في التربة الأكثر دفئًا لا يمكن تمييزها عن تلك الموجودة في درجات الحرارة العادية”، ويكمن الاختلاف المحوري في التنوع البكتيري: فالتربة الأكثر دفئًا تؤوي مجموعة أكثر تنوعًا من الأصناف الميكروبية النشطة.
ويتجاوز هذا الاكتشاف الجديد التركيز التقليدي على النمو المجتمعي، مما يمهد الطريق لتنبؤات أكثر دقة للسلوك الميكروبي وتأثيراته المترتبة على دورة الكربون في سيناريو المناخ المتطور.
وتسلط الأفكار المكتسبة من هذه الدراسة الضوء على الاستجابات الميكروبية المتنوعة لظاهرة الاحتباس الحراري، وهي حيوية للتنبؤ بتأثير ميكروبيوم التربة على ديناميكيات الكربون المستقبلية.
/العُمانية/
أسماء