مسقط في 16سبتمبر /العُمانية/ تشهد سماء العالم يوم الأربعاء المقبل ظاهرتين فلكيتين بارزتين تتمثل في خسوف جزئي للقمر وظاهرة القمر العملاق.
وحول هذه الظاهرة قال ماجد بن محمد الفرعي مدير المشاريع الفلكية بالجمعية الفلكية العمانية في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن خسوف شبه الظل (حسب التوقيت المحلي لسلطنة عمان) يبدأ في تمام الساعة (4:41) صباحًا، فيما يبدأ الخسوف الجزئي عند الساعة (6:12) صباحًا، بينما تكون ذروة الخسوف الجزئي في تمام الساعة (6:44) صباحًا وينتهي عند الساعة (7:15) صباحًا، فيما ينتهي خسوف شبه الظل عند الساعة (8:47) صباحًا بالتوقيت المحلي لسلطنة عمان، وعليه فإن الخسوف القمري سيستغرق مدة أربع ساعات و6 دقائق تقريبًا لكل مراحله المتمثلة في (شبه الخسوف والخسوف الجزئي).
ووضح أن سكان سلطنة عمان لن يتمكنوا من مشاهدة خسوف القمر، حيث سيغرب القمر في محافظة مسقط عند الساعة 5:54 صباحًا، أي قبل بداية الخسوف الجزئي، و أن الخسوف سيكون مرئيًا في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك أفريقيا، وأوروبا، والأمريكيتين، وأجزاء من آسيا، موضحًا أن خسوف القمر ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر.
وبيّن أن هذه الظاهرة تحدث عندما تكون الأرض والشمس والقمر على استقامة واحدة، كما أن هناك ثلاثة أنواع من الخسوفات وهي :الخسوف الكلي ويحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف قرص القمر كليًّا، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائيًا في أوقات منتصف الليل وخصوصًا في المناطق الصحراوية، والخسوف الجزئي ويحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف قرص القمر جزئيًا، وخسوف شبه الظل يحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتًا من دون أن ينخسف وتصعب ملاحظته.
وأضاف أنه في اليوم ذاته سنشهد ظاهرة القمر العملاق بعد غروب الشمس عند الأفق الشرقي، حيث تحدث ظاهرة القمر العملاق عندما يكتمل القمر بدرًا ويقع بالقرب من أقرب نقطة في مداره حول الأرض، ويدور القمر حول الأرض في مدار بيضاوي الشكل، وعليه فإن المسافة بين القمر والأرض تتغير خلال الشهر، حيث يمر القمر مرة في أقرب نقطة في مداره حول الأرض ومرة أخرى في أبعد نقطة في مداره، ولهذا يختلف حجم القمر وسطوعه في الشهر الواحد وفق موقعه من هاتين النقطتين.
وأشار إلى أن القمر سيظهر بحجم أكبر يُقدّر بنحو 15 %، وبسطوع أكثر بنحو 30 % مما هو عليه في أبعد نقطة، بسبب اكتمال القمر بدرًا عند الساعة 6:36 صباحًا ويكون في أقرب نقطة من الأرض على مسافة 357،336 كيلومترًا من الأرض، حيث سيكون لونه ضاربًا في الحمرة أو برتقاليًا نتيجة للغبار وغيره من العوالق في الغلاف الجوي حول الأرض، والتي تُبعثر الضوء الأبيض المنعكس عنه وتُشتّت ألوان الطيف الأزرق، وتتبقى ألوان الطيف الأحمر الذي نراه، لكن بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد، وسيبقى يُزيّن السماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق شمس الخميس.
وأضاف أن أفضل وقت لرصد هذه الظاهرة الفلكية وتصويرها يكون عند شروق أو غروب القمر حيث يمكن مقارنته بما حوله وبهذا يظهر اختلاف حجمه وسطوعه، مؤكدًا بأنه يصعب تمييز هذا الاختلاف عندما يصبح مرتفعًا في السماء.
وأوضح ماجد بن محمد الفرعي أن الجمعية الفلكية العمانية ستنظمّ فعالية رصد جماهيرية في مقرها بمدينة العرفان بولاية السيب لمتابعة ظاهرة القمر العملاق ومشاهدته بحجمه المميز وسطوعه الاستثنائي في أجواء تعليمية وتفاعلية.
وسيتمكن المشاركون من استخدام التلسكوبات الفلكية المتقدمة والاستفادة من شرح تفصيلي حول الظاهرة، مما يُعزز فهمهم لآليات حدوث الظواهر الفلكية وأهمية متابعتها، كما تُعتبر هذه الفعالية جزءًا من جهود الجمعية في نشر الثقافة العلمية والفلكية بين أفراد المجتمع وتشجيعهم على التفاعل مع الظواهر الكونية.
/العُمانية/
خميس الصلتي