نيويورك في 7 مارس /العُمانية/ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" اليوم عن ارتفاع معدلات سوء التغذية في عدد من الدول حول العالم، بعدما شهدت أعداد المراهقات والنساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من سوء تغذية شديد ارتفاعًا يزيد بنسبة 25 بالمائة، من بينها دول أفريقية، وأخرى تمر بأزمات سياسية في الوقت الراهن.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته اليوم، تحت عنوان "يعانين من نقص التغذية والتجاهل: أزمة تغذية عالمية للمراهقات والنساء"، أن أرقامها تستند إلى البيانات المتعلقة بنقص الوزن وفقر الدم في دول العالم أجمع تقريبًا.
وأضافت: "هذه الدراسة الشاملة وغير المسبوقة لوضع التغذية للمراهقات والنساء في العالم تظهر أن أكثر من مليار فتاة مراهقة وامرأة يعانين من نقص التغذية، ومن نقص في المغذيات الدقيقة الأساسية وفقر الدم، مما يترك تبعات مدمرة على حياتهن وعافيتهن، والقسم الأكبر من هذه المعاناة يتركز في الدول الأكثر فقرًا في العالم".
وبيّنت أن منطقة جنوب آسيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هما مركز أزمة التغذية بين المراهقات والنساء؛ إذ تضم المنطقتان اثنتين من كل ثلاث مراهقات ونساء يعانين من نقص الوزن في العالم، و3 من كل 5 مراهقات ونساء يعانين من فقر الدم.
وحذّرت المنظمة الأممية من أن التغذية غير الكافية أثناء حياة الفتاة والمرأة يمكن أن تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، وضعف التطور الإدراكي، وزيادة خطر المضاعفات الصحية المهددة للأرواح، بما في ذلك أثناء الحمل والولادة، ما يترك بدوره تبعات خطيرة ولا يمكن تصويبها على بقاء أطفالهن ونمائهم وتعلمهم وقدرتهم المستقبلية على كسب الدخل.
وأوضحت أن نصف حالات التقزم بين الأطفال دون سن الثانية تبدأ أثناء الحمل أو قبل بلوغهم ستة أشهر من العمر.
وبحسب تقرير اليونيسف، وعلى صعيد العالم؛ يعاني"51" مليون طفل دون سن الثانية من توقف النمو، ما يعني أنهم قصار القامة بشدة بالنسبة إلى أعمارهم وذلك بسبب سوء التغذية، وأن قرابة نصفهم يصاب بتوقف النمو أثناء فترة الحمل وخلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، والتي يكون الطفل معتمدًا فيها اعتمادًا كاملًا على التغذية التي يتلقاها من الأم.
ووفقًا لبيانات التقرير فإنه بين العامين 2020 و2022 ارتفع عدد المراهقات والنساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من سوء تغذية شديد من 5.5 إلى 6.9 مليون - أي بنسبة 25 بالمائة - في 12 دولة، ممن تعرّضت لأشد تأثيرات أزمة الغذاء والتغذية العالمية.
من جهتها قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف في بيان لها: "من دون عمل عاجل من المجتمع الدولي قد تستمر تبعات هذه الأزمة إلى أجيال عديدة قادمة. ودعا التقرير إلى إيلاء الأولوية لتمكين المراهقات والنساء من الحصول على أنظمة غذائية مغذية ومأمونة وميسورة الكلفة".
كما تم في التقرير المطالبة بتنفيذ سياسات وإجراءات قانونية إلزامية لتوسيع البرامج واسعة النطاق لتعزيز الأغذية بالمكملات الغذائية، لاسيما الأغذية التي تستخدم يوميًّا؛ كالطحين، وزيت الطهي، والملح، وذلك للمساعدة في تقليص نقص المغذيات الدقيقة وفقر الدم بين المراهقات والنساء.
/ العُمانية /
خميس الصلتي