أوتاوا في 27 مايو /العُمانية/ اكتشف علماء من جامعة ماكماستر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كندا مضادًّا حيويًّا جديداً بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكنه قتل بكتيريا خارقة في المستشفى.

والبكتيريا الخارقة المعنية هي "الراكدة البومانية" (Acinetobacter baumannii) التي صنفتها منظمة الصحة العالمية بأنها تهديد خطير بين مسببات الأمراض ذات الأولوية، وهي مجموعة من عائلات البكتيريا التي تشكل أكبر تهديد لصحة الإنسان.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تتمتع البكتيريا بقدرات داخلية لإيجاد طرق جديدة لمقاومة العلاج ويمكن أن تمر عبر المواد الجينية التي تسمح للبكتيريا الأخرى بأن تصبح مقاومة للأدوية أيضاً.

وتشكل "الراكدة البومانية" تهديدًا للمستشفيات ودُور رعاية المسنين والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي وقسطرة الدم، وأولئك الذين لديهم جروح مفتوحة من العمليات الجراحية.

ويمكن أن تعيش البكتيريا لفترات طويلة من الوقت على الخدمات البيئية والمعدات المشتركة، ويمكن أن تنتشر غالباً من خلال الأيدي الملوثة، بالإضافة إلى التهابات الدم، كما يمكن أن تسبب "الراكدة البومانية" التهابات في المسالك البولية والرئتين.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن للبكتيريا أيضاً أن "تستعمر" أو تعيش في مريض دون التسبب في التهابات أو أعراض.

وكشفت الدراسة الحديثة أن العلماء استخدموا خوارزمية الذكاء الاصطناعي لفحص آلاف الجزيئات المضادة للبكتيريا في محاولة للتنبؤ بفئات هيكلية جديدة.

ونتيجة لفحص الذكاء الاصطناعي، تمكن الفريق من تحديد مركّب مضاد للبكتيريا جديد أطلقوا عليه اسم abaucin.

وقال غاري ليو، طالب الدراسات العليا من جامعة ماك ماستر الذي عمل في البحث: "كان لدينا مجموعة كاملة من البيانات التي تساعدنا على معرفة المواد الكيميائية القادرة على قتل مجموعات مختلفة من البكتيريا".

وبعد أن قام العلماء بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي، استخدموه لتحليل 6680 مركّبًا لم يصادفه من قبل، واستغرق التحليل ساعة ونصف، وانتهى به الأمر إلى إنتاج عدة مئات من المركّبات، تم اختبار 240 منها في المختبر.

وكشفت الاختبارات في النهاية عن تسعة مضادات حيوية محتملة، بما في ذلك المركب الجديد abaucin .

ثم اختبر العلماء الجزيء الجديد ضد "الراكدة البومانية" في نموذج عدوى جرح في الفئران ووجدوا أن الجزيء يثبط العدوى.

من جانبه قال جوناثان ستوكس، الأستاذ المساعد في قسم الطب الحيوي والكيمياء الحيوية بجامعة ماكماستر الكندية وأحد المشاركين في الدراسة: "يؤكد هذا العمل فوائد التعلم الآلي في البحث عن مضادات حيوية جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يمكن اعتباره وسيلة مهمة لاستكشاف عقاقير جديدة للمضادات الحيوية" .

/العُمانية/

مصعب