جنيف في 21 يوليو /العُمانية/ أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى انخفاض التغطية العالمية للقاحات الطفولة في عام 2023، حيث بقي 2.7 مليون طفل غير محصنين أو منقوصي التحصين عالميًّا، مقارنة بالمستوى الذي كان قائمًا قبل الجائحة في عام 2019.
وتُصدر منظمة الصحة العالمية واليونيسف تقديرات للتغطية الوطنية للتحصين، وهي أكبر مجموعة بيانات وأكثرها شمولًا حول توجهات التحصين باستخدام لقاحات ضد 14 مرضًا، وأكدت آخر هذه التقديرات على الحاجة إلى عمليات استدراك مستمرة وبذل جهود لتحقيق التعافي وتعزيز الأنظمة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل في سياق التقرير: "تُظهر التوجهات الأخيرة أنَّ العديد من البلدان تظل عاجزة عن الوصول إلى عدد كبير من الأطفال، ويتطلب سدّ فجوة التحصين بذل جهد عالمي مع الحكومات والشركاء والقادة المحليين للاستثمار في الرعاية الصحية الأساسية والعاملين الصحيين المجتمعيين لضمان حصول كل طفل على اللقاحات وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية عمومًا".
وبيّنت نتائج التقديرات أن عدد الأطفال الذين تلقوا ثلاث جرعات من اللقاح المضاد للخناق والسعال الديكي وذوفان الكزاز (اللقاح الثلاثي)، وهو مقياس رئيس للتغطية العالمية للتحصين قد ظل عند نسبة 84 بالمائة أي ما يعادل (108 ملايين طفل)، حيث ازداد عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة من هذا اللقاح من 13.9 مليون في عام 2022 إلى 14.5 مليون في عام 2023.
ويعيش أكثر من نصف الأطفال الذين لم يتلقوا لقاحات في البلدان الـ 31 التي تعاني من نزاعات سياسية، حيث يظل الأطفال معرضين للإصابة بالأمراض التي يمكن منعها، وذلك بسبب نقص إمكانية الحصول على الأمن والتغذية والرعاية الصحية.
ويوجد ما يقارب 6.5 مليون طفل لم يستكملوا تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح الثلاثي، وهي ضرورية لتحقيق الحماية من المرض بعد الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة.
وتُظهر هذه البيانات أن التغطية العالمية للتحصين ظلت دون تغيير منذ عام 2022، وأنها لم تعُد إلى المستويات التي بلغتها في عام 2019، ما يُبرز التحديات المستمرة الناجمة عن العراقيل في خدمات الرعاية الصحية، والصعوبات اللوجستية، والتردد في تلقي اللقاحات، وانعدام المساواة في إمكانية الحصول على الخدمات.
كما تشير البيانات إلى أن معدلات التحصين ضد مرض الحصبة الفتاك لم تحقق تقدمًا، ما يترك حوالي 35 مليون طفل بلا حماية أو بحماية جزئية فقط من هذا المرض.
وتلقى 83 بالمائة فقط من الأطفال في العالم الجرعة الأولى من لقاح الحصبة عبر الخدمات الصحية الروتينية في عام 2023، بينما شهد عدد الأطفال الذين تلقوا الجرعة الثانية زيادة ضئيلة من العام الماضي بنسبة 74 بالمائة، وهذه الأرقام أقل من نسبة التغطية المطلوبة لمنع وقوع حالات تفشٍ للمرض، وهي 95 بالمائة، لتفادي حالات المرض والوفاة غير الضرورية ولتحقيق الأهداف بالقضاء على الحصبة.
وحدثت أثناء السنوات الخمس الماضية حالات تفشٍ للحصبة في 103 بلدان يقطنها حوالي ثلاثة أرباع الأطفال الصغار في العالم، وكان تدني مستوى تغطية التحصين (80 بالمائة أو أقل) عاملًا رئيسًا في ذلك، وفي المقابل، ثمة 91 بلدًا حققت تغطية قوية في لقاح الحصبة ولم تشهد أي حالة لتفشي المرض.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، "تمثل حالات تفشي الحصبة نذير خطر، إذ تكشف عن فجوات في التحصين كما تُلحق الضرر الأكبر بالفئات الأشد ضعفًا أولًا، وهذه مشكلة يمكن حلها، إذ إن لقاحات الحصبة رخيصة الكلفة ويمكن تقديمها حتى في الأماكن الأشد صعوبة، مضيفًا أن منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل مع جميع شركائها لدعم البلدان لسدّ تلك الفجوات وحماية الأطفال الأشد عرضة للخطر، وبأسرع وقت ممكن".
/العُمانية/
ناصر البادي