اتفاق إيراني أوروبي على استئناف مفاوضات فيينا النوويةطهران في 29 أكتوبر/العمانية/ يتجه ملف المفاوضات حول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 4+1 نحو منعطف جديد، إذ أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين ومساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، أنّ "طهران اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على استئناف مفاوضات فيينا قبل نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر"، موضحاً أنّه سيتم الإعلان عن الموعد الدقيق بشأن استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل.تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني تبعها بيان للخارجية الأمريكية أكدت استعداد واشنطن للعودة إلى فيينا من أجل استئناف المفاوضات النووية مع إيران.وقالت الخارجية الأمريكية أنه "لا يزال التوصّل إلى اتفاق بشأن الامتثال المتبادل ممكنا ولكن هذه الفرصة لن تستمر إلى الأبد" بحسب البيان.وبعد بيان الخارجية الأمريكية عاد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية "علي باقري كني" ليفسّر موقفه السابق قائلاً: "نحن نتحدث عن المفاوضات مع مجموعة 4+1، وفي الواقع لم يتم بعد إعداد الأرضية اللازمة لعودة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات النووية".وفي هذا السياق، طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة بالإفراج عن ١٠ مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في واشنطن إثباتا لصدق نية واشنطن في العودة للمفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران، مضيفا أنه "لتعود طهران إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة يجب أن يظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن جديته في العودة إليها".وأكد عبد اللهيان "أن طهران مصممة على خوض المفاوضات النووية قريبا، وأنها ستحافظ في الوقت نفسه على الإطار السابق للمحادثات".ويرى المراقبون أن الإطار السابق الذي تحدث عنه وزير الخارجية الإيراني يعني استئناف المفاوضات مع القوى التي لا تزال منضوية في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وهي الصين وروسيا والترويكا الأوروبية المتمثلة بفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.وأجرت الدول المعنية 6 جولات من مباحثات فيينا بين أبريل ويونيو الماضيين بمشاركة أمريكية غير مباشِرة، بعد إبداء الرئيس الأمريكي جو بايدن استعدادَه لإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي الإیراني الدكتور "عماد آبشناس" أنه "حسب المعطيات المتوفرة ستكون المحادثات القادمة على أساس مفاوضات فيينا حيث تجري إيران المحادثات مباشرة مع مجموعة 4+1 والمجموعة بدورها تتواصل وتنسق المواقف مع الولايات المتحدة الأمريكية".وقال في حديث لـوكالة الأنباء العُمانية إن "إيران ترى المشكلة العالقة هي أن الولايات المتحدة غير مستعدّة لتقديم ضمانات عملية وعلى أرض الواقع بشأن تعهداتها حيث ينتظر صنّاع القرار في طهران حاليا ماذا سيكون عرض مجموعة 4+1 في المحادثات المستقبلية".وأكد أن "عدم الالتزام بالتعهدات وعلى رأسها رفع العقوبات الاقتصادية وعدم وجود عرض جديد من قبل مجموعة 4+1 سوف لا يشجّع الإيرانيين على التراجع من الخطوات السابقة وبالتالي لم ينفذ الاتفاق النووي بشكل كامل".وبيّن أن "الهدف من المفاوضات مع 4+1 هو إعادة تفعيل الاتفاق النووي وعندما نتكلم عن إعادة تفعيل الاتفاق فهذا يعني إعادة تنفيذ كامل التعهدات من قبل جميع الأطراف التي لم تخرج من الاتفاق".يذكر أن مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة 4+1 توقفت يوم 20 يونيو الماضي بطلب من طهران على خلفية انتقال السلطة التنفيذية في إيران./العُمانية /س ع