الأخبار

أكبر تجمّع للكتل الصخرية وتلال الدفن بين السنغال وغامبيا
أكبر تجمّع للكتل الصخرية وتلال الدفن بين السنغال وغامبياغامبيا في 29 أكتوبر / العمانية / تجميع الكتل الصخرية المرتبطة بالقبور والتي تعرف باسم المغليثية يعد من العادات المنتشرة في أنحاء العالم، وتعتبر "الدوائر المغليثية لسين غامبيا" الواقعة في شريط حدودي بين السنغال وغامبيا من أكبر التجمعات للكتل الصخرية من حيث المساحة وعدد الأحجار المستخدمة حيث تمتد بطول يبلغ 350 كيلومترا وعرض 100 كيلومتر على نهر غامبيا، وهو واحد من أكبر الأنهار في إفريقيا، وتم تسجيل هذه المواقع في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ 2006.وتتوزع الدوائر على أربع مجموعات من الصخور البركانية اثنتين منها في السنغال هما "سين نغايين" و"وانار" والأخريين في غامبيا وهما "واسو" و"كيرباتش"، ويصل مجموعها إلى 93 دائرة تتضمن ما لا يقل عن 1000 نصب حجري والكثير من تلال الدفن المرتبطة بها، ويعود تاريخ إنجاز هذه الآثار إلى ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن السادس عشر بعد الميلاد حسب التقديرات.وتعتبر مجموعة "سين نغايين" الأكبر من بين المجموعات الأربع بسبب ضمها 52 دائرة من الحجارة المنصوبة من بينها واحدة مزدوجة في حين تحتوي مجموعة "وانار" على 21 دائرة تشمل هي الأخرى دائرة مزدوجة واحدة. ويطلق السكان المحليون على الدائرة المزدوجة اسم "القبر الملكي"، متضمنة 9 قطع على شكل قوس أفقي أو مشقوقة تحتوي أحيانا على غرفة فاصلة بين الجزأين. أما المجموعتان الواقعتان في الجانب الغامبي، فتتضمن إحداهما (واسو) 11 دائرة بحجارتها الأمامية المرتبطة بها، وهي الحجارة الأعلى في المنطقة، بينما تحتوي الثانية (كيرباتش) على 9 دوائر إحداها مزدوجة. وتتضمن هذه المجموعة الأخيرة حجارة مشقوقة هي الوحيدة في المنطقة.وقد أُجريت أولى الحفريات في هذه المواقع بين عامي 1973 و1980 كشفت عن وجود مقلع الحجارة الذي استخرجت منه النصب بواسطة أدوات حديدية، وأظهرت أن الحجارة المكونة للدوائر جرى تقطيعها بعناية فائقة وتقنية دقيقة إلى أعمدة شبه متساوية تأخذ شكلًا اسطوانيًّا أحيانا أو متعدد الأضلاع أحيانا أخرى ويبلغ متوسط ارتفاعها مترين في حين قد يصل وزنها إلى 7 أطنان.وتحتوي كل دائرة على ما بين 8 و14 من الحجارة المتراكبة يتراوح قطرها من 4 إلى 6 أمتار. وبحسب علماء الآثار، فإن هذه المجموعات المغليثية الأربع تشي بمجتمع عاش في نظام بديع وأحوال ميسورة وصمدت تقاليده البنائية، كما يعتقد على نطاق واسع أن إقامة المدافن الفردية سبقت من حيث التسلسل الزمني المدافن المتعددة المرتبطة بدوائر الحجارة، وتمثل هذه الأخيرة مشهدا مقدّسا يُنبئ عن مجتمع مترف عاش في نسق محكم طيلة فترة طويلة، وقد اعتبرته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي بسبب اكتسائها قيمة عالمية استثنائية لكونها تمثل تقليد بناء ضخم مغليثي على مساحة شاسعة./ العمانية /ش ش

أخبار ذات صلة ..