الأخبار

ذوبان الجليد في جرينلاند يفاقم من خطر الفيضانات في العالم

ذوبان الجليد في جرينلاند يفاقم خطر الفيضانات في العالم

لندن في أول نوفمبر/العمانية/كشفت دراسة جديدة نُشرت نتائجها مجلة "نيتشر كومونيكيشنز" اليوم أن كمية الجليد البالغة 3,5 تريليون طن التي ذابت في جرينلاند خلال العقد الماضي، أدت إلى ارتفاع منسوب مياه البحار العالمية بمقدار سنتيمتر واحد، مما فاقم من مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء العالم.

وتحتوي الطبقة الجليدية الموجودة فوق أكبر جزيرة في العالم على ما يكفي من المياه المجمدة لرفع المحيطات حوالي ستة أمتار على مستوى العالم، وسط تزايد حالات الذوبان الشديدة هناك في العقود الأربعة الأخيرة على الأقل.

واستخدم معدّو الدراسة بيانات الأقمار الصناعية للكشف عن الجريان السطحي للجليد في جرينلاند، وكتب الباحثون أن جريان المياه الذائبة في جرينلاند ارتفع بنسبة 21 في المئة على مدى العقود الأربعة الماضية.

وأثارت البيانات التي قدمتها وكالة الفضاء الأوروبية الدهشة فقد أظهرت أن الغطاء الجليدي فقد 3,5 تريليون (مليون مليون) طن من الجليد منذ عام 2011، ما أدى إلى إنتاج ما يكفي من المياه لرفع المحيطات على مستوى العالم وتعريض المجتمعات الساحلية لخطر فيضانات أكبر.

وبيّن البحث أن ثلث الجليد الذي فقدته جرينلاند في العقد الماضي سُجل خلال فصلي صيف حارين، في عامي 2012 و 2019، كما بيّنت الصور تباينا سنويا كبيرا في ذوبان الجليد، وأظهرت مع بيانات درجات الحرارة أن موجات الحر شكّلت بصورة متزايدة سببا رئيسيا لفقدان الجليد، بما يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وفي عام 2012، على سبيل المثال، عندما تسببت التغيرات في أنماط الغلاف الجوي في تحليق هواء دافئ بشكل غير عادي فوق الغطاء الجليدي لأسابيع، فُقد 527 مليار طن من الجليد،

وقال توماس سلاتر المعد الرئيسي للدراسة ، من مركز المراقبة القطبية والنمذجة في جامعة ليدز البريطانية: "كما رأينا في أجزاء أخرى من العالم، فإن جرينلاند معرضة أيضا لزيادة الظواهر الجوية المتطرفة". وأضاف "في ظل الاحترار المناخي المطرد، من المنطقي توقع حدوث حالات ذوبان شديد للجليد في غرينلاند في كثير من الأحيان".

ويصعب على الباحثين معرفة مقدار ذوبان جرينلاند الذي سيُسهم في ارتفاع مستويات سطح البحر مع حاجتهم إلى مراعاة الارتفاع المحتمل الناجم عن ذوبان الأنهار الجليدية الأخرى. ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يتمدد الماء ويُسهم أيضا في ارتفاع مستوى البحار.

وذكر أمبر ليسون، المحاضر الأول في علوم البيانات البيئية بجامعة لانكستر البريطانية وأحد معدي الدراسة أن "تقديرات النموذج تُشير إلى أن الغطاء الجليدي في جرينلاند سيسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم بمستوى يراوح بين 3 و 23 سنتيمترا بحلول عام 2100".

وأضاف "هذه التقديرات التي تجرى من الفضاء للجريان السطحي ستساعدنا في فهم عمليات ذوبان الجليد المعقدة بشكل أفضل، وتمكننا فقط من تحسين تقديراتنا لارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل".

/العمانية/

أ ف

أخبار ذات صلة ..