برلين في 31 ديسمبر /العمانية/ كشفت أبحاث في علم المتحجرات خللا في التوازن البيئي بين دول الشمال والجنوب في العالم.
ونقلا عن وكالة فرانس برس، فقد نُشرت في المجلة العلمية "نيتشر إيكولوجي اند ايفوليوشن" دراسة هدفت إلى معرفة التنوع البيولوجي، وضحت أنه خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، وفّر باحثون من الدول ذات الدخل المرتفع، وخصوصا أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، ما نسبته 97 في المائة من البيانات الأحفورية في العالم.
وغالبا ما يُجري هؤلاء ابحاثهم في بلدان الجنوب من دون إشراك باحثيها المحليين، ويؤدي هذا السلوك الذي يشبه "الإسقاط بالمظلات" إلى أن يكون فهم التنوع البيولوجي مشوبا بالتحيز، وفقا لهذه الدراسة الإحصائية.
وتشكل جمهورية الدومينيكان وبورما نموذجين للدول الأكثر عرضة لهذا "الإسقاط بالمظلات" وهي مرغوبة جدا من الباحثين كون متحجراتها محفوظة في العنبر، وينطبق ذلك أيضا على بلدان غنية بالفقاريات كالمغرب ومنغوليا وكازاخستان، إضافة إلى عدد من الدول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وشرحت المُعدّة المشارِكة للدراسة نُسَيبة رجا شوب من جامعة إرلنغن نورنبيرغ في المانيا أن "علم المتحجرات يعاني مشكلة عيّنات ، إذ ثمة بيانات كثيرة في بعض الأماكن في مقابل كمية غير كافية في أماكن أخرى".
وتساءلت عما إذا كانت ثمة تفسيرات اجتماعية واقتصادية وتاريخية لهذه "التحيزات" الجغرافية.
وأضافت الباحثة في علم الأحياء القديمة "عندما كنت طالبة، عرض لنا أحد أساتذتنا رسما بيانيا يُظهر إمكان استنتاج كمية المتحجرات في بلد ما وفقا لإجمالي ناتجه المحلي. هذه الصورة طبعتني، وجعلتني أرغب في التعمق" في هذه المسألة.
وبيّنت هذه الدراسة أن أكثر من ثلث الإسهامات مصدره باحثون مقيمون في الولايات المتحدة، صاحبة أقوى اقتصاد في العالم.
وفي المراتب التالية، بعد الأمريكيين، علماء من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، يسهم كل منهم بنسبة 10 في المئة. وعلى الرغم من أن معظم أبحاثهم تُنفذ في مناطق أخرى من العالم، فإن تلك التي يجرونها بالتعاون مع باحثين من الدول المستكشَفة قليلة جدا، إن لم تكن معدومة.
وتستنتج الدراسة أن ثمة ارتباطا واضحا بالتاريخ الاستعماري، إذ أن ربع الأبحاث التي أجريت في المغرب وتونس والجزائر مثلاً كان القائمون بها فرنسيين.
/العمانية/
خ م ي س