نيامى في 31 ديسمبر/العمانية/ تعتبر النيجر واحدة من أكبر مواقع عظام الديناصورات في العالم، حيث تجري أبحاث حثيثة لمعرفة حقيقة هذا الكنز التاريخي النادر، وكان السكان المحليون يتوارثون جيلا عن جيل معلومات مفادها بأن هناك أماكن محددة من المناطق الطينية تحتوي على عظام عملاقة لا توجد حيواناتها في الطبيعة الحالية، قبل أن تنشر نتائج أول دراسة في 1907 لتؤكد أن هذه العظام تعود لديناصورات، وكان أول من وصل إلى هذا التأكيد هو عالم الجيولوجيا الفرنسي /شيدو/.
وتوجد بعض أبرز مدافن عظام الديناصورات في البلد في المناطق المحيطة بمنحدر”تيجويديت” وسط النيجر.
وبحسب علماء الحفريات، وخاصة /بول سيرينو/ من جامعة شيكاغو الأمريكية، فإن شمال النيجر كان يوفر مكانا مثاليًّا في إفريقيا لتتبع تطور الفقاريات القارية على امتداد حقبة العصر الطباشيري، إذ يعتبر عالم الحفريات الأمريكي أن مجموعة مناجم ”إينجال” المذكورة تشير إلى الفترة التي كانت فيها أمريكا الجنوبية لا تزال مرتبطة بإفريقيا في حين تشير مناجم ”إينابانجاريت” إلى فترة انفصال القارتين عن بعضهما البعض، وفي فترة زمنية متأخرة، تشير مناجم”إينباشاتين” إلى حقبة أصبحت فيها القارة السمراء جزيرة عملاقة معزولة بشكل كامل عن كل من أوروبا وآسيا.
وليست الديناصورات وحدها هي المستوطنة لهذه المناطق رغم أنها كانت الأكثر تواجدا، فعلى مستوى البحار رصد الباحثون آثار صدفيات ”ثنائية الصدف” وأنواعا كثيرة من الأسماك مثل ”سمك الرئة” و”سمك السيليكانت”، بالإضافة إلى”أسماك قرش المياه العذبة” وبقايا من”السلاحف”، إلى جانب ذلك تم اكتشاف أسنان تماسيح وبعض العظام المتنوعة في عدة مناجم.
وتعج مناجم” إينابانجاريت” – وهي واحد من أفضل مواقع عظام الزواحف في المنطقة الوسطى من الصحراء الإفريقية – بالعظام والأسنان، وتتميز الديناصورات في هذه المنطقة بالتنوع الشديد وخاصة بكثرة الأسنان لدى فصيلة ”الثيروبود” اللاحمة.
وإلى الشمال من مناجم”إينجال”، وعلى بعد كيلومتر واحد، يضم سفح التلال الرملية الطينية موقعا تكثر فيه عظام أفراد ضخمة من فصيلة ”سوروبود”، في مشهد يوحي بأن الأمر يتعلق بمقبرة ديناصورات علقت في وحل مستنقعات الطين الأحمر.
وتشكل النيجر وجهة مفضلة في مجال دراسة الحفريات واكتشافها كونها تحتوي على قرابة 20 طنًّا من عظام حيوانات تعود لفترة ما قبل التاريخ، على رأسها الديناصورات، لكن العلماء اكتشفوا أيضا عظام زواحف طائرة وهيكلا عظميًّا لحيوان قريب من الكلب ويمتلك صدفة.
وفي ظل توقف الحفريات منذ سنتين بسبب جائحة فيروس كورونا، قام العلماء في النيجر بتغطية العظام لحمايتها من الناهبين ومن تقلب الأحوال الجوية ثم أحاطوها بغلاف من الجص مغطى بالرمل بهدف تمويهها، في حين خصصت لها السلطات آلية مراقبة في المنطقة.
/العمانية/
ف هـ