الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ٣١ يناير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة متعلّقة بتأثير الأيديولوجيات ودور الشباب في مكافحة تغير المناخ بالإضافة إلى دور الشركات في مكافحة الاحتباس الحراري.

فنشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "تأثير الأيديولوجيات" بينت فيه أن الحضارة في عصرنا تأثرتبشدة بالأيديولوجيات القديمة والجديدة.

وترى الصحيفة أن النزاعات على المستويين الوطني والدولي، تقريبًا بدون استثناء، لها دلالات أيديولوجية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الحرب الباردة التي استلزمت جهودًا نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية لكسب التأثير في كل جزء من العالم.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من استخدام مصطلح "أيديولوجيا" بكثرة، إلا أنه ينتمي إلى عائلة من الكلمات التي تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين. لقد تم توظيفه للدلالة على المعتقدات والعواطف والقيم والفلسفات السياسية للعالم.

وأضاف: "يعتقد الفيلسوف الألماني كارل ماركس أن الأيديولوجيات كانت أنظمة خاطئة للمفاهيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية اخترعتها الطبقات العليا وحافظت عليها من أجل سمعتها ومكانتها، ويعتبرها الرأي السائد أنها "صيغ اجتماعية" أو أنظمة عقائدية يمكن استخدامها لتعبئة الناس".

ومن وجهة نظر الصحيفة، يبدو أن القاسم المشترك للأيديولوجيات الحديثة هو التكريس الأعمى لأتباعها لأنظمة الأفكار الاجتماعية والسياسية.

وبينت أن اليوم، ظهر الجانب الازدرائي للأيديولوجيا في المقدمة في الاستخدام الحالي للمصطلح حيث تحولت الأيديولوجيات الحديثة إلى علاقة عاطفية تعتمد على الدعاية أكثر من الاعتماد على الإقناع العقلاني.

وأكدت الصحيفة على أنه من الخطأ الاعتقاد بأن أي بلد محصّن من تأثير الأيديولوجيات التي انتشرت حول العالم.

ولفتت الصحيفة إلى أنه قد يكون للأيديولوجيات بعض المزايا ولكن جميعها تقريبًا يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا تم دفعها إلى أقصى الحدود.

وأشارت إلى أنه في كثير من الأحيان يستخدم أصحاب الايديولوجيات غسيل الدماغ المكثف للوصول إلى أهدافهم، ونادرًا ما يكونون خاليين من التهديدات والعنف.

وقالت الصحيفة في ختام المقال: "قد تظل مجتمعات بأكملها عندما تصاب بالدعاية الأيديولوجية، وهو أمر قد يحدث في جميع الأوقات وفي أي مكان، حتى في أكثر البلدان ديمقراطية. نظرًا لأن جيل الشباب هو الأكثر عرضة لهذا النوع من الحرمان والاستغلال، ويجب على الآباء والمعلمين توخي الحذر بشكل خاص لضمان عدم حدوث ذلك".

من جانبها، نشرت صحيفة "ستاندرد" الكينية مقالًا بعنوان "إشراك الشباب بشكل أكبر في مكافحة تغير المناخ" بقلم الكاتب "ديجوراتيوس ماجيرو".

وقال الكاتب في بداية مقاله إنه مع اتجاه أنظار العالم نحو مؤتمر المناخ الماضي الذي عقد في شرم الشيخ بمصر أصبح من الواضح أنه لم يعد من الممكن تأجيل أصوات الشباب في السعي لتحقيق العدالة المناخية.

وأضاف أنه ولأول مرة تم تحديد موعد منتدى مناخي بقيادة الشباب يسمح لهم بالمشاركة وتبادل وجهات نظرهم فيما يتعلق بمختلف أجندة المناخ وعرض المشروعات التي يعملون عليها.

وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP 27) أتاح الفرصة لمجموعة من الشباب لعرض مبادراتهم في التكيف مع تغير المناخ والتغير من حدته، وأسهم في معرفة مدى الاعتراف بدورهم الفعلي على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني في بيئاتهم المحلية.

وأكد الكاتب على أن فئة الشباب لها دور حاسم في الحد من تأثيرات تغير المناخ، ويرى أن التغير المناخي أثر لمدة زمنية طويلة على الشباب والأطفال والنساء.

واستطرد القول إن زيادة موجات الجفاف وارتفاع مستويات الفقر يدعوان قادة العالم إلى زيادة الدعم المالي للشباب في المجتمعات التي تعاني من الأضرار والخسائر الناجمة عن الكوارث المناخية.

وفي ختام المقال شدّد الكاتب على أهمية قيام الحكومات والمستثمرين من القيام في دعم نشطاء العدالة المناخية الشباب وإشراكهم في صنع القرار بشأن مسائل تغير المناخ.

وفي سياق متصل، أكد الكاتب "كوه ماتسوكي" على أهمية أن تقوم الشركات بدور حاسم فيما يتعلق بمسألة مكافحة الاحتباس الحراري.

وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية إنه بينما تدفع بعض أكبر شركات الطاقة والموارد الآسيوية بكامل قوتها لتوسيع مشروعات الوقود الأحفوري، فإن البنوك في جميع أنحاء آسيا تشعر بالضيق من كبار المستثمرين الذين يدعون إلى اتخاذ إجراءات أكبر لمعالجة أزمة المناخ.

وأضاف الكاتب أن القلق يتزايد على مستوى العالم بشأن استمرار التمويل لمشروعات الوقود الأحفوري من قبل الحكومات وبعض الشركات الآسيوية في الوقت الذي أعادت فيه وكالة الطاقة الدولية التأكيد على قرارها التاريخي في تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050.

وأشار إلى أن هذا يقضي بعدم وجود مناجم فحم جديدة أو حقول نفط أو غاز للوفاء بالحد الأدنى من ظاهرة الاحتباس الحراري (أي 1.5 درجة مئوية) لمنع تغير المناخ بشكل كارثي.

ووضح الكاتب أنه من الضروري لتأمين مستقبل البشرية أن تتحمل أكبر الشركات الآسيوية المزيد من المسؤولية لإصلاح أزمة المناخ الآن وليس بحلول عام 2030 أو 2050، وإلّا سيكون الأوان قد فات.

وأورد الكاتب في هذا السياق دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى رجال الأعمال وقادة العالم للقيام بدعم "الثورة المتجددة" بقوة لوضع حدّ لإدمان الوقود الأحفوري والتخلص من الفحم بشكل نهائي.

وذكر الكاتب أنه، في السنوات الأخيرة، أصبحت الكوارث الناجمة عن تغير المناخ أكثر حدة وتواترا، حيث ضربت الأعاصير الكبرى جميع أنحاء آسيا وأن الأعاصير والفيضانات وموجات الحر الكبرى تتسبب في إحداث الفوضى لمئات الملايين من الناس كل عام في جميع أنحاء آسيا وحول العالم.

وحذّر من أن أزمة المناخ تسهم في إيجاد عاصفة كاملة وتقوَض إنتاج الغذاء وتدمر الأعمال التجارية العالمية.

وقال إن الخسائر المؤمّن عليها المقدّرة من الكوارث المتعلقة بالمناخ هائلة، حيث تجاوزت 120 مليار دولار أمريكي في عام ٢٠٢٢ وإن هذا الرقم الضخم هو مجرد غيض من فيض وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث.

ويرى الكاتب أن العالم يوجه الأموال في الاتجاه الخاطئ عندما يفشل في الاستثمار الضخم في سوق الطاقة المتجددة وإيجاد حلول أكثر استدامة لأزمة المناخ.

ودعا الكاتب إلى محاسبة شركات الفحم والنفط والغاز والمؤسسات المالية الكبرى التي تمول الوقود الأحفوري، وحذّر من أن بعض الشركات لا تفي بالتزاماتها الصفرية الصافية إلا بعد التدقيق والضغط العام.

وقال في ختام مقاله إنه يتعين على مجالس الإدارة من الشركات والبنوك الضخمة في آسيا تحمل مسؤوليتها لتأمين مستقبل مناخي عادل ومستدام.

/العُمانية/

صوبان/أنس/بشارة