عواصم في ٢٤ مايو /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصّحف العالميّة حول قضايا مختلفة متعلّقة بالسياسة الاقتصاديّة الجديدة لأوروبا، والاحترار العالمي بالإضافة إلى أهمية جبال الهيمالايا في معركة المناخ.
فصحيفة "إل باييس" الأسبانية نشرت مقالًا بعنوان: "السلع العامة الأوروبية والقواعد المالية للسياسة الاقتصادية الجديدة" بقلم الكاتب: "أنخيل أوبايد" بيّن فيه أنه لن يحقق الاتحاد الأوروبي أهدافه في الاستقلال الذاتي الاستراتيجي وإزالة الكربون بدون ميزانية لدعم هذا التوجه.
وتطرق الكاتب في بداية مقاله لخطاب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي ألقاه أخيرا ووضح فيه استراتيجية السياسة الاقتصادية الدولية للولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أن الكلمات الأكثر تكرارًا في الخطاب كانت: الصناعة، والبنية الأساسية، والاستثمار، والتكنولوجيا، والعمال الأمريكيون وسلاسل التوريد، لافتًا إلى أن كلمات كالدين العام والعجز المالي قد غابت عن الخطاب.
ويرى الكاتب أن الرسالة من هذا الخطاب توضح مفهوم "السياسة الاقتصادية الجديدة" التي تركز على عدة أمور أهمها الاستثمار بدلا من الادخار.
ومن هذا المنطلق، يعتقد بأنه نظرًا لأن أوروبا قادرة على المنافسة في السياق الجيواستراتيجي الجديد، فإنها تحتاج إلى إطار مالي يهدف إلى زيادة الدعم للسياسة الاقتصادية الجديدة، وليس للقواعد المالية التي تهدف إلى خفض الديون مهما كانت الظروف.
وأكد على أن أوروبا لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها في الاستقلال الاستراتيجي - والتي تشمل الأمن والدفاع الوطنيين، والتطوير التكنولوجي، واستقلالية الطاقة - وإزالة الكربون بدون ميزانية تدعمها.
وشدد في ختام مقاله على أن الاستقلالية الاستراتيجية وإزالة الكربون تعد من الأهداف الأوروبية المشتركة، وعلى هذا النحو، يجب أن يتم توضيح تنفيذها جزئيًّا من خلال المنافع العامة الأوروبية التي يمكن أن تصل إلى النطاق اللازم وتجنب الاختلافات الاقتصادية المتزايدة بين البلدان.
من جانبها، نشرت صحيفة "ذا نيتشر" البريطانية مقالا بعنوان "متى سيصل الاحترار العالمي إلى حدّ 1.5 درجة مئوية؟" بقلم الكاتبة "نيكولا جونز" أشارت فيه إلى أن هناك احتمالا في أن يصل متوسط الحرارة العالمية السنوية إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات ما قبل عصر الصناعة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقالت إنه وفقا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية من الاحترار في فترة قصيرة جدا سيعد لحظة تاريخية لكوكب الأرض.
وأضافت أنه في عام 2022 كان الكوكب أكثر دفئا بنحو 1.15 درجة مئوية مما كان عليه خلال عصر ما قبل الصناعة، ولا يعتبر الرقم علامة فارقة تمامًا، لذلك كان الأرجح أن العالم لديه حوالي عقد من الزمان.
ووضحت أن 1.5 درجة مئوية يشار إليه على نطاق واسع على أنه "الحد الاقصى" لارتفاع درجة حرارة الكوكب النابع من اتفاقية الأمم المتحدة في باريس عام 2015 بشأن تغير المناخ.
ونوهت الكاتبة إلى أن هذه الاتفاقية أعلنت عن هدف الحفاظ على متوسط الاحترار العالمي في مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق درجات عصر ما قبل الصناعة، ومن هذا المنطلق تم تفضيل مستوى 1.5 درجة مئوية كمتوسط مستدام.
وركزت على تقرير خاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي أشارت إلى أن العالم سيصل على الأرجح إلى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار في مرحلة ما بين عامي 2030 و2052، مما ينبئ باقتراب الإطار الزمني المتوقع، رغم اختلاف التوقعات في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن التقييمات تشير إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام، إذ للحصول على فرصة 50% للحد من الاحترار بنسبة 1.5 درجة مئوية يجب على انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية أن تبلغ ذروتها قبل عام 2025، وهو أمر لم يحدث بعد، وترى الكاتبة أن الالتزامات بالحدّ من الانبعاثات المطبقة حاليّا ليست كافية للحفاظ على الهدف المنشود.
وقالت الكاتبة إن مخاطر الوصول إلى عتبة هذا الحد من الاحترار ستكون له عواقب وخيمة مثل زيادة الأيام الحارة الشديدة، وارتفاع مستوى سطح البحر وفقدان نصف الموائل الصالحة للحياة بالإضافة لتضرر النباتات والفقاريات وانخفاض المنتوج السنوي لمصايد الأسماك العالمية.
واختتمت مقالها بالتحذير من أن السنوات القليلة المقبلة قد يكون لها تأثير كبير وغير عادي في درجات الحرارة السنوية مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل نتيجة لظاهرة النينو المتوقعة والتي ستزيد من دفء الكوكب.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "بانكوك بوست" التايلاندية مقالًا بعنوان: "أهمية جبال الهيمالايا في معركة المناخ" بقلم "صوفيا كالانتزاكوس" و "كوندا ديكسيت".
وأشار الكاتبان في مستهل مقالهما إلى أن جبال الهيمالايا تعتبر سقف العالم في مخيلة الكثير من الناس، وهنالك تصور بأن هذا الجبل وبريقه الناصع وبعده يجعله يبدو وكأنه عالم مختلف، كما يعد تسلقه أمرًا يتطلب جرأة وشجاعة.
وأضافا أنه إلى جانب كون جبال الهيمالايا منطقة جذب سياحي ومكانا للمغامرات فإن هذا الجبل له دور مهم في تنظيم مناخ كوكب الأرض، كما أنها مصدر للمياه العذبة لعدد كبير من البشر والنظم البيئية الغنية في المنطقة رغم التدهور المتزايد الذي تشهده هذه النظم نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية.
وقالا إن الأنهار الجليدية تغطي ما يقرب من 100 ألف كيلومتر مربع من أعالي جبال آسيا وتحتوي على 3000 إلى 4700 كيلومتر مكعب من الجليد، وتزود الأنهار الجليدية العديد من الأنهار مثل الغانج ونهر أمو داريا وغيرها.
ويرى الكاتبان أن أزمة المناخ تجعل الرياح الموسمية أكثر اضطرابًا، وتزيد من جفاف الينابيع وتخفيض منسوب المياه الجوفية وتهدد الإمدادات الغذائية وبذلك فإن الافتقار إلى التعاون والتنسيق بين الدول في مواجهة هذا الخطر المتزايد ينذر بتحديات مستقبلية. ومن الأمور التي تزيد من شدة المشكلة هي المنافسات الشديدة والنزاعات الإقليمية التي تؤجج العداء.
وشدّدا على أهمية وجود جهود إقليمية حقيقية للتعاون في إدارة موارد الأنهار في وقت تواصل فيه عدد من الأطراف في الاستثمار في البنية الأساسية للممرات المائية التي تعيق التدفق الطبيعي للأنهار وتعيد توجيهه.
وحذرا من أن جبال الهيمالايا تعتبر مهيبة وهشة في آن واحد، فهي تتآكل وتنمو وتتفاعل مع التغييرات التي تحدث في الجو وفي الأرض، وأي تغييرات في هذا التوازن الدقيق يمكن أن تؤثر على حياة وسبل عيش عدد كبير جدا من البشر. ويجب التنبه إلى أنه في هذا الوقت تذوب الأنهار الجليدية بوتيرة متسارعة.
واختتم الكاتبان مقالهما بالتأكيد على أن زيادة تأثير التغير المناخي ينذر بحاجة العالم إلى سياسات من شأنها أن تساعد البلدان المرتبطة بمياه جبال الهيمالايا على التكيف إذ شدد الكاتبان على أن الوقت قد حان للتصرف بشكل حاسم.
/العُمانية/
أحمد صوبان/أنس البلوشي