عواصم في ٤ يونيو /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة.
فصحيفة "جاكرتا بوست" الاندونيسية نشرت مقالًا بعنوان: "طريق طويل ومتعرج نحو اتحاد آسيوي".
واستهلت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن قارة آسيا لازال تمتلك منصة مشتركة للتعاون الاقتصادي والسياسي مما يجعل حلم الوصول لاتحاد آسيوي ليس بالأمر المستحيل.
وضربت الصحيفة مثالًا حول هذا الوضع حيث قالت إن أوروبا، التي كانت ذات يوم مسرحًا للحرب الضروس، أصبح لديها الآن اتحاد أوروبي قوي يشكل المصير المشترك لشعبها، على الرغم من أن أوروبا من حيث المساحة لا تشكل سوى جزء صغير بالمقارنة مع قارة آسيا.
وقالت في هذا السياق: "إذا استطاعت دول أوروبا التي كان تاريخها مليئا بالحروب والصراعات، أن تتخلى عن عدائها وتنهي الحروب وتتخلى في نهاية المطاف عن جزء كبير من سيادتها الوطنية لإنشاء الاتحاد الأوروبي القوي، فإنه من الممكن لدول آسيا أن تتحد في مصلحتنا المشتركة".
وتعتقد الصحيفة أن الوقت قد حان لأن تحظى آسيا بمنظمتها الإقليمية المفوضة جيدًا لتأمين مستقبل آسيوي مشترك، وإنهاء الأعمال العدائية المكلفة والغرور السياسي.
وبينت أن آسيا هي القارة الوحيدة التي تشهد أعمالًا عدائية اليوم سواء بين دولتين أو مجموعة دول، وأكدت في الوقت نفسه على أن مثل هذه الصراعات تعد تحديات ومن الممكن التغلب عليها بسهولة من خلال المساعي الدبلوماسية المعقولة.
ومن وجهة نظر الصحيفة فإنه من المؤكد أن هذه الخلافات سيتم حلها بمجرد أن تصبح المكاسب المشتركة في متناول اليد وتتطلع الدول إلى المستقبل السياسي، وفي هذا الشأن يأتي دور الاتحاد الآسيوي المأمول والذي بإمكانه أن يجعل السلام والتقدم الاقتصادي في المنطقة حقيقة.
وأشارت إلى أن هناك أسبابًا أكبر لتوحيد آسيا على غرار ما كانت عليه أوروبا للتغلب على الفقر الراسخ وبناء اقتصادات على أساس الموارد الهائلة وتحقيق إمكانات المواهب البشرية المتاحة وحماية البيئة الطبيعية، والأهم من ذلك الحفاظ على آسيا سلمية وخالية من التدخل الخارجي.
وترى الصحيفة أنه يمكن للموقف الآسيوي الجماعي بشأن القضايا الاقتصادية في المفاوضات مع الغرب أن يُنهي العلاقات التجارية المنحرفة ويضع حدًّا لاستغلال ما بعد الاستعمار.
وبيّنت الصحيفة أنه يمكن تصميم النظام الأساسي للاتحاد الجديد بطريقة تجعل نطاق تفويضه وتغطية الموضوعات بشكل تدريجي وإفساح المجال لاستيعاب الاختلافات عبر البلدان.
ووضحت في ختام المقال أنه قد يستغرق قادة الحكومات، بالنظر إلى التفكير التقليدي، وقتًا طويلًا لمعالجة هدف الاتحاد الآسيوي، ولكن سيكون للمجتمع المدني والحركات السياسية ووسائل الإعلام التقدمية دور حيوي في بناء حركة شعبية لإنشاء الاتحاد الآسيوي.
من جانبها، نشرت صحيفة "إل باييس" الأسبانية مقالًا بعنوان: "الجانب المشرق من الذكاء الاصطناعي" بقلم الكاتب: "خافيير سامبيدرو" بيّن فيه أن الذكاء الاصطناعي هي أداة قوية للعلوم والطب.
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى الهجوم الذي تم شنه أخيرا على دردشة جي بي تي من قبل بعض الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا مثل جيفري هينتون و إيلون ماسك ويوفال هراري.
ويعتقد بأنه في الوقت الذي يحاول فيه البعض شيطنة الذكاء الاصطناعي بطريقة أو أخرى، يبدو أنها لحظة جيدة لتذكيرنا بإمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة لتطوير المعرفة وتخفيف المعاناة البشرية.
ومن وجهة نظره، إذا كان الذكاء الاصطناعي سيصبح الرجل السيّء، فعلينا أن نميزه بفروقه الدقيقة وتناقضاته وأهدافه المتوقعة ومهاراته ذات الصلة وجوانبه السياسية المظلمة وأضوائه العلمية.
ولفت الكاتب إلى أن أكبر إسهام للذكاء الاصطناعي في العلوم كانت "ألفا فولد" وهي برنامج عبر الذكاء الاصطناعي طوّرته شركة "ديب مايند للذكاء الاصطناعي" ويقوم البرنامج بتنفيذ تنبؤات بنية البروتين، وقد تم تصميمه كنظام تعلم عميق ويحتوي على نسختين رئيستين.
ووضح أن هناك ضرورة قصوى لفهم علم الأحياء الأساسي من أجل إدراك مدى الفائدة الكبيرة التي جلبها الذكاء الاصطناعي للعلم والطب.
وقال في هذا السياق: "هناك 20 نوعًا من الأحماض الأمينية المختلفة وكل البروتينات تتكون من سلسلة بأي ترتيب. ويحدد الترتيب أو التسلسل الشكل النهائي للبروتين: بعض الأحماض الأمينية لها شحنة كهربائية موجبة والبعض الآخر سلبي؛ البعض مثل الماء والبعض الآخر لا. بعضها كبير وبعضها صغير. وتتجمع كل هذه السمات معًا لتشكل شكلًا محددًا ثلاثي الأبعاد، وهو أمر يصعب للغاية التنبؤ به".
وأكد على أن برنامج ألفا فولد قام بخصم 200 مليون من أشكال البروتين باستخدام متواليات الأحماض الأمينية.
وبيّن في ختام مقاله أن علم الأحياء هو فن ما هو مقبول، فعندما يحل شيء ما المشكلة الحالية المطروحة، فإن التطور لا ينظر إلى أبعد من ذلك. ولكن في الأراضي الشاسعة التي لم تستكشفها الطبيعة الأم، تكمن الكنوز التي يضعها الذكاء الاصطناعي الآن في متناول أيدينا.
وفي سياق متصل، نشرت الصحيفة ذاتها مقالًا بعنوان: "هذه المرة الأمر مختلف مع الذكاء الاصطناعي" بقلم الكاتب: "مويسيز ناييم".
وأكد الكاتب في بداية مقاله على أن الابتكارات في الذكاء الاصطناعي ليست بدعة عابرة يتم تضخيم عواقبها، إنها تقنيات تحويلية ستظل معنا لفترة طويلة جدًا وإن موجة الابتكار التي أطلقها الذكاء الاصطناعي ستغير العالم.
ويرى أن الابتكارات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي ستؤثر على الأغنياء والفقراء والديمقراطيين والسياسيين وقادة الأعمال والعلماء وكذلك الفنانين والكتاب والصحفيين. كما أنه سيؤثر على جميع أنواع الأنشطة والمهن وأنماط الحياة.
وبين أن ما يسمى بـ "نماذج اللغات الكبيرة" - التي لا تقتصر على دردشة جي بي تي - هي نوع من الذكاء الاصطناعي يمكنه فهم اللغة البشرية وتوليدها، بالإضافة إلى أتمتة الوظائف التي كانت تتطلب حتى الآن بشرًا.
وأردف أن أشكالًا أخرى من الذكاء الاصطناعي تعلمت تحديد وتحويل كميات ضخمة من النصوص والصور والأصوات ومقاطع الفيديو إلى تقليد مثالي.
حيث يمكنهم إنتاج جمل كاملة والإجابة على أي نوع من الأسئلة، ويمكنهم إعادة إنتاج أصوات لا يمكن اكتشافها على أنها تقليد. كما يمكنهم أيضًا تعلم صوت الشخص واستخدامه في محادثة مع شخص آخر لا يعرف أنه يتحدث إلى جهاز حاسب آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هذه النماذج لديها عددٌ لا حصر له من التطبيقات العملية، وتتم معالجة مكافحة تغير المناخ وتشخيص المشكلات الصحية الخطيرة وعلاجها بشكل أكثر فعالية بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي.
وتأكيدًا على سرعة انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لفت الكاتب إلى تقرير حديث صادر عن بنك "يو اس بي" بيّن أن دردشة جي بي تي وصلت إلى أكثر من 100 مليون مستخدم نشط بعد شهرين فقط من إطلاقها، في حين -على سبيل المثال- استغرق تطبيق "التكتوك" تسعة أشهر للوصول إلى هذا الرقم، بينما استغرق تطبيق الانستجرام عامين ونصف، مما يجعل شات جي بي تي أسرع تقنية معتمدة في التاريخ.
ووضح الكاتب أن -مثل جميع التقنيات الجديدة- الذكاء الاصطناعي يعد سلاحًا ذا حدين: وسيكون له تأثير إيجابي وسلبي.
وأشار إلى أن التاريخ يُظهر أن الجهود المبذولة لاحتواء انتشار وإساءة استخدام التقنيات الجديدة لا تنجح. فالأسلحة النووية، على سبيل المثال، لا تزال تنتشر في جميع أنحاء العالم على الرغم من الجهود الهائلة التي بذلت للحدّ من انتشارها.
وأكد في ختام مقاله على أن المجتمعات ليست مستعدّة لما هو على وشك أن يُدفع بنا نتيجة ولادة الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
/العُمانية/
أحمد صوبان