الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ١٦ أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.

فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "ميثاق طاقة جديد لأفريقيا" بقلم كل من فخامة وليام روتو رئيس جمهورية كينيا، وفاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية.

استهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أن الكثير من الناس يقومون بالربط بين التقنيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ، إلا أن هذه التقنيات ومصادر الطاقة المشابهة تعد بالنسبة للدول الفقيرة أكثر من مجرد حل للطاقة النظيفة، فهذه التقنيات تنشأ منها العديد من الوظائف وتسهم في تحسين الصحة وزيادة الحراك الاجتماعي والمساواة والاقتراب من تحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا.

وأضافا أن هذا ينطبق بشكل خاص على قارة أفريقيا، فمن حيث مصادر الطاقة تتمتع القارة بإمكانات هائلة جاهزة لأن يتم استغلالها إلى حد كبير، وتعد القارة موطناً لـ ٦٠ بالمائة من أفضل موارد الطاقة الشمسية التي يمكن استغلالها على مستوى العالم.

ونبها إلى أن القارة الأفريقية تتمتع أيضا بإمكانات كبيرة في مجال الطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، ويمكن لمصادر الطاقة هذه أن تقوم بدور مهم في تنويع وتأمين إمدادات الكهرباء، وبهذا فإن الاستفادة من الثروات الطبيعية للقارة بطريقة مسؤولة أمر ضروري ويجب تنميته.

وأكد على أن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للطاقة المتجددة يمكنها أن تكون ضخمة، ففي هذا الوقت يعاني الملايين من الناس في القارة الإفريقية من الافتقار للكهرباء، وهو ما يمكن اعتباره عائقا أمام الحصول على التعليم الضروري وإيجاد فرص عمل منتظمة والإسهام في اقتصاد منتج.

وفي السياق ذاته، يرى الكاتبان أن أزمة الطاقة العالمية فاقمت من الوضع السلبي، إذ إن مشكلة الديون المتزايدة وارتفاع الأسعار السريع أديا إلى زيادة صعوبة الوصول إلى هدف الأمم المتحدة المتمثل في إتاحة الوصول الشامل إلى الطاقة بحلول عام 2030.

وأشارا إلى أن الكهرباء ليست مصدر القلق الوحيد المتعلق بالطاقة في القارة، بل يرتبط الأمر بتوفير وسائل الطهو الضرورية أيضا، إذ يتأثر الأشخاص الذين لايزالون معتمدين على الطهو بالخشب من أضرار الدخان الضار، وتشير الإحصاءات إلى وفاة عدد كبير من الناس نتيجة لأمور مرتبطة بتلوث الهواء المنزلي الناتج عن عدم الوصول إلى مرافق الطهو النظيفة.

وقالا إن مواجهة تحديات الطاقة في إفريقيا يتطلب استثمارات مجدية من القطاعين العام والخاص، وهناك ضرورة ملحة أن تقوم المؤسسات المالية الدولية في تكثيف جهودها في مجال تعبئة رأس المال الخاص لتكون بمثابة الجدار الأول لامتصاص المخاطر والصدمات وحماية الاستثمارات، والقيام بذلك من شأنه أن يعزز المشروعات التي تدعم الفئات السكانية المعرضة للمخاطر، وهذا يضع الأساس الضروري للنمو الاقتصادي المستدام وهو ما يضمن أن تصبح إفريقيا وجهة جاذبة للاستثمار.

وفي رأيهما يمكن لأنظمة الطاقة الحديثة والموثوقة أن تساعد إفريقيا على تطوير قاعدتها الصناعية وقدرتها التصنيعية وسيكون لها تأثير مباشر على زيادة نمو السوق الأفريقي خلال هذا العقد.

ونتيجة لهذا هناك دعاوى متزايدة لإيجاد ميثاق طاقة جديد خلال قمة العمل المناخي الأفريقي في نيروبي الذي سيعقد في سبتمبر قبيل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية وشركائها الدوليين لتسريع تقدم القارة نحو توفير الوصول الشامل للطاقة وزيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة في القارة ووضع الأساس للبلدان الأفريقية للإسهام في سلاسل التوريد الناشئة للطاقة النظيفة.

وفي ختام المقال أكد الكاتبان على أهمية استغلال الموارد التي ستفيد السكان المحليين وفق معايير بيئية واجتماعية، بالإضافة إلى التركيز على زيادة قدرات القارة في مجالات التكرير والتصنيع وفي تجهيز بنى أساسية قادرة على التصدير، وهو ما يتطلب المزيد من الجهود المشتركة، ويمكن لميثاق الطاقة الجديد أن يولد فوائد دائمة لأفريقيا مثل زيادة أمن الطاقة وتحسين مستويات المعيشة ومساعدة العالم على تحقيق الأهداف المناخية المنشودة.

من جانبها، نشرت صحيفة "بوستون جلوب" الأمريكية مقالًا بعنوان: "مستقبل ابتكار الذكاء الاصطناعي ودور الأكاديميين في تشكيله" بقلم الكاتبة "دانييلا روس" وهي أستاذة الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وبينت الكاتبة في بداية مقالها أن الجامعات التي تأسست منذ قرون هي تلك التي تستعد لمعالجة مشاكل بعيدة بما يكفي متطلبات السوق وهوامش الربح اليومية التي تدفع مساهمي الصناعة.

ووضحت أنه قبل ستين عامًا، كان حلم المهندسين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو تحقيق حلم لا مثيل له في أن يتمكن شخصان من استخدام نفس نظام الحوسبة في نفس الوقت.

وأشارت إلى أن هذه المبادرة الصغيرة التي أُعطيت العنوان المتواضع (مشروع الإدراك بمساعدة الآلة)، تحولت لاحقًا إلى مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي الذي يعد الآن أكبر معمل أبحاث في المعهد.

وترى الكاتبة أن العالم تطور من عصر يطمح فيه العديد من الأشخاص إلى مشاركة نظام كمبيوتر أساسي واحد إلى وقت يمتلك فيه الكثير منا أكثر من عشرة منهم، مؤكدةً على أن هذا النمو كان مذهلا وتعد شهادة على العمل الجاري في الجامعات ومختبرات الأبحاث التطلعية حول العالم.

ومن وجهة نظرها فإن الأوساط الأكاديمية تظل مركزًا حيويًّا للابتكار وتعزيز البحث متعدد التخصصات ورعاية المواهب وتوفير بيئة مواتية لتحقيق اختراقات طويلة الأجل.

ولفتت إلى أن هناك تقريرًا صدر في عام 2020 وجد أن الجامعات الأمريكية تنفق ما يقرب من 75 مليار دولار سنويًّا على الأبحاث أي ما يقرب من سُبع الإنفاق على البحث والتطوير في البلاد، مشيرةً إلى أن الجامعات تقود الابتكار من خلال دفع حدود المعرفة وقيادة العلوم وتدريب القوى العاملة في المستقبل.

وقالت الكاتبة: "في حين أن قبضة الأوساط الأكاديمية على الابتكار التكنولوجي لا تزال قوية، فقد شهدت الجامعات في السنوات الأخيرة انخفاضًا كبيرًا في التمويل العام أدى إلى إبطاء قدرات المختبرات في المساعدة على مواجهة التحديات العالمية الكبرى".

وترى أن الأوساط الأكاديمية تحتاج إلى سحابة بحثية واسعة النطاق تسمح للباحثين بمشاركة الموارد بكفاءة أكبر لمعالجة كما أنها ستوفر منصة متكاملة لإدارة البيانات.

ووضحت أنه في عصر النموذج اللغوي الكبير للذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن سحابة البحث أداة مهمة لدفع البحث الأكاديمي إلى عصر جديد من الابتكار والاكتشاف والتأثير.

وأكدت على أن مثل هذا الوصول الذي لا مثيل له إلى موارد الحوسبة الضخمة وأدوات التعلم الآلي الحديثة من شأنه أن يتيح للباحثين فهمًا أعمق وأكثر قوة للتعلم الآلي والتطبيقات الموثوقة.

ولفتت إلى أن هناك الكثير الذي ما زال علماء الكمبيوتر لم يفهموه حول النماذج اللغوية والمظلة الأكبر لهياكل الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تشمل الترميز الآلي وتوليد الصور ونماذج الطاقة الأخرى.

وقالت إن الذكاء الاصطناعي يتطلب مجموعات ضخمة من البيانات عالية الجودة معنونة يدويًّا وتحتاج إلى تضمين جميع الأنواع المحتملة من الأحداث والفشل الذي يمكن أن يحدث لتطبيقات مختلفة.

ووضحت في هذا السياق: "إذا كانت البيانات سيئة، فسيكون أداء الخوارزمية كذلك - وهذا هو السبب في أن مجتمع البحث الأكاديمي يعمل على جعل التعلم الآلي أكثر موثوقية وفعالية ودقة من الناحية الحسابية. لكننا نحتاج أولا إلى البنية الأساسية الحاسوبية لنكون قادرين بشكل أفضل على النظر تحت أغطية أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه وفهم عملها الداخلي".

وأضافت: "ونحتاج أيضًا إلى معالجة الجانب المجتمعي لنشر أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام وأن انتشار الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على جعل حياتنا أسهل من خلال تخفيف عبء العديد من مهامنا المملة والخطيرة، ولكن بعض الأدوار التي يمكن أن تؤديها ستحل محل العمل الذي يقوم به البشر. ونحن بحاجة إلى توقع والاستجابة لعدم المساواة الاقتصادية التي يمكن أن يوجدها هذا.

وأضافت أن الافتقار يؤدي إلى القابلية للتفسير والاعتماد أيضًا إلى قضايا مهمة حول الثقة والخصوصية، مما يتطلب إطارًا أخلاقيًّا وقانونيًّا أكثر قوة للذكاء الاصطناعي. نعلم أن هذه المشكلات قادمة، مما يعني أنه يمكن للباحثين الأكاديميين أن يكونوا سباقين في الشروع في إيجاد الحلول".

ومن وجهة نظرها: إذا لم نقم بتمكين الجامعات بسحابة بحثية واسعة النطاق لتمكيننا من دراسة التعلم الآلي وفهمه بشكل أفضل، فإننا نخاطر بإيجاد مستقبل لا يمكننا فيه التحكم بشكل كامل في الابتكارات التكنولوجية التي اخترعناها.

/العُمانية/

أحمد صوبان/أنس البلوشي