الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ٢٠ أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وحملت العناوين التالية: حبل أوكرانيا المشدود التابع للناتو، والمكاسب المفاجئة لحلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي، والدروس المستفادة من جائحة كورونا للاستعداد للأوبئة القادمة.

فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "حبل أوكرانيا المشدود التابع للناتو" بقلم الكاتب: "كاوشيك باسو" وهو كبير الاقتصاديين في البنك الدولي وأستاذ الاقتصاد بجامعة كورنيل.

واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن فشل أوكرانيا في الحصول على دعوة للانضمام إلى الناتو خلال القمة السنوية للحلف في ليتوانيا قد خيّب آمال الكثيرين بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ومن وجهة نظره: فعلى الرغم من أن البيان الختامي للقمة لم يقدم جدولا زمنيا محددا لانضمام أوكرانيا، إلا أنه أظهر درجة من الوحدة والبصيرة الاستراتيجية التي كان من الممكن أن تكون مستحيلة لو كان دونالد ترامب لا يزال رئيسا للولايات المتحدة.

ووضح أنه من المؤكد على أن تعهّد قادة الناتو بتوجيه دعوة رسمية إلى أوكرانيا "عندما يتفق الحلفاء ويتم الوفاء بالشروط" كان غامضًا إلى حدّ ما، وانتقد الرئيس الأوكراني، الغاضب من الغموض، الموقف الغربي ووصفه بأنه "غير مسبوق".

ولكن الكاتب يرى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان محقًّا في اقتراحه أن الحرب يجب أن تنتهي قبل السماح لأوكرانيا بالانضمام.

وقال في هذا السياق: "الحقيقة هي أن الناتو هو تحالف دفاعي. وبحكم التعريف، إذا كان أحد الأعضاء في حالة حرب، فإن جميع الأعضاء يكونون كذلك. ونظرًا لمخاطر نشوب حرب بين الناتو وروسيا، ليس أقلها خطر التصعيد النووي، فإن نهج بايدن وحلف الناتو الحذر مطمئن. ومع ذلك، فإن الصراع المستمر يؤكد على الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجية الغرب في أوكرانيا".

وأضاف: "لسوء الحظ، غالبًا ما يفشل الجدل الدائر حول حرب أوكرانيا في استيعاب التعقيدات الإستراتيجية للصراع. في حين أن الأوكرانيين قد يربحون حربًا تقليدية، كما توقع بعض المعلقين الغربيين، وغالبًا ما يتم التقليل من خطر قيام روسيا باستخدام ترسانته النووية الضخمة".

وأكد الكاتب على أن شن هجوم نووي من شأنه أن يؤدي إلى حرب مع الناتو، ولكن إذا شعرت روسيا بأنها محاصرة، فقد تقرر أن ذلك أفضل من العواقب الشخصية الكارثية التي من المحتمل أن تتبع هزيمة عسكرية في أوكرانيا.

وفي سياق متصل، نشرت وكالة "تريبيون كونتينت" مقالًا بعنوان "المكاسب المفاجئة لحلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي: فنلندا والسويد" بقلم الكاتب:"جيمس ستافريديس".

وأكد الكاتب في بداية مقالة على أن في أعقاب انضمام فنلندا والسويد إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يمكن للتحالف أن يخوض جولة انتصار عن جدارة.

وبين أن كلا الدولتين تمتلكان أفرادًا محترفين ومتحمسين ومجهزين بأنظمة تقنية رائعة، من الطائرات المقاتلة المتقدمة إلى الطرادات البحرية الشبحية.

ويرى الكاتب أن أحد جوانب انضمام السويد وفنلندا الذي يكتسب القليل من الاهتمام الجيوسياسي - عندما ينصب كل شيء على أوكرانيا - هو كيف ستضيف إلى قوة الناتو في القطب الشمالي.

وطرح سؤالًا مفاده: في ضوء الأعضاء الجدد، كيف يمكن أن تبدو استراتيجية الناتو المتماسكة لمنطقة القطب الشمالي المتزايدة الأهمية؟

وقال في هذا الجانب: "عندما ننظر للأمور من منظور الجغرافيا، فإن قمة العالم هي الرعد الجيوسياسي، وأقصد هنا المحيط المتجمد الشمالي في المنتصف. نظرًا لأن الاحتباس الحراري يزيل المزيد والمزيد من الغطاء الجليدي، فإن الوصول إلى طرق الشحن الحيوية والهيدروكربونات - النفط والغاز - سيكون أمرًا بالغ الأهمية للدول الواقعة على الشرفة الأمامية للبحر المتجمد الشمالي".

وأضاف: "قبل السويد وفنلندا، كانت خمس دول من هذا القبيل بالفعل حلفاء في الناتو: كندا والدنمارك (بحكم جرينلاند) وأيسلندا والنرويج والولايات المتحدة. ويعتبر الحليفان الجديدان، على الرغم من افتقارهما لسواحل المحيط، دولتين في القطب الشمالي. يقع حوالي 15 بالمائة من السويد وثلث فنلندا داخل الدائرة القطبية الشمالية: المنطقة المعروفة باسم لابلاند. ويواجه سبعة من حلفاء الناتو الآن عبر المحيط المتجمد الشمالي.

وقبل الحرب، كانت روسيا تزيد من قدرة القطب الشمالي لجيشها. وتمت إضافة المزيد من القوات والقواعد والسفن داخل الدائرة القطبية الشمالية. ونظرًا للخسائر التي تكبدتها روسيا في أوكرانيا، فمن المرجح أن يتباطأ هذا الجهد مما يمنح حلف الناتو نفوذًا وفرصة. ويجب أن يُشكل التحالف "تحالف القطب الشمالي" الأصغر داخل الناتو للتركيز على زيادة قدرته الدفاعية في الشمال."

ويرى الكاتب أن هذا التحالف يجب أن يشتمل على مركز جيد مكرس لدراسة وتحليل الأنشطة الدفاعية في الظروف القاسية، ويعتقد بأنه منطقيا ورمزيا، يجب أن يتمركز هذا في أراضي أحد الحليفين الجديدين.

وأكد على أن هناك جانبا دبلوماسيا لدور الناتو في المنطقة أيضًا.

ووضح في هذا السياق: "تضم المنظمة الدولية المعروفة باسم مجلس القطب الشمالي جميع أعضاء الناتو السبعة وروسيا، بالإضافة إلى الدول المراقبة بما في ذلك الصين. ولقد وفر منتدى للتخطيط للاستخدام المشترك للمياه الدولية والمجال الجوي - منتدى يمكن فيه سماع النزاعات والتوصل إلى حلول وسط".

وأضاف: "على الرغم من الخلافات الهائلة حول أوكرانيا، يجب على الناتو وروسيا السعي لتجنب الحرب في قمة العالم. ويمكن لمجلس القطب الشمالي، مثل اتفاقيات الحدّ من الأسلحة الفعالة في الحرب الباردة، أن يكون جزءًا من المسار الدبلوماسي لمعالجة القضايا غير الأوكرانية".

وأشار في ختام مقاله إلى أن إضافة السويد وفنلندا تعد خطوة إيجابية للغاية لحلف الناتو لأسباب عديدة - الجغرافيا والقدرات العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة والوحدة الأوروبية، ولكنها تشير أيضًا إلى قدرة أكبر على العمل في القطب الشمالي.

من جانب آخر، يرى كل من "فيروج ساثين" و "جارتا انداه" أن جائحة كورونا تعد بمثابة درس للاستعداد بشكل أفضل للوباء القادم.

وأشار الكاتبان في بداية مقالهما الذي نشرته صحيفة "جاكرتا بوست" الاندونيسية إلى أن قرابة ١٩٤ دولة تتفاوض حاليًّا حول أول اتفاقية بشأن الوباء في العالم.

وبينا أن من الدروس المستفادة في الاستجابة لجائحة كورونا، اتفقت الحكومات على أننا بحاجة إلى آليات وتدابير فعالة قائمة حتى نتمكن من الوقاية والاستعداد والاستجابة للتهديد الكبير التالي بشكل أفضل.

وأوضحا أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك مفاوضات جارية بشأن التعديلات على اللوائح الصحية الدولية (2005) للتأكد من أنها مناسبة للغرض أثناء الجائحة، إذ تشمل الدول التي تتفاوض في العمليتين كل دولة في جنوب شرق آسيا.

وقال الكاتبان إنه في منطقة آسيا، نحن نعلم كيف يمكن أن تكون الأوبئة وأحداث الصحة العامة الكبرى مدمرة، وكيف نبني المرونة في أنظمتنا ومجتمعاتنا الصحية والأدوات والآليات اللازمة للاستجابة، وسوف تثبت مثل هذه التجارب أنها لا تقدر بثمن في تطوير اتفاق الجائحة.

ولفتا إلى أن آسيا كانت مصدر الحالات الأولى المبلّغ عنها لجائحة كورونا والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس). كما أن لديها خبرة طويلة في الوقاية من تفشي الأمراض مثل فيروس نيباه وحمى الضنك والملاريا والاستجابة لها.

ويرى الكاتبان أن آسيا لديها ذاكرة قوية لمعرفة كيفية التعامل مع تهديدات تفشي المرض، ولديها بالفعل مهارات وقدرات كبيرة في مجالات الوقاية والتأهب والاستجابة.

وأضاف الكاتبان أن الآسيان كمنطقة، استجابت أيضًا بسرعة في معالجة الأزمة المتنامية، من خلال إنشاء صندوق استجابة لكوفيد ١٩ لتعزيز مخزونات الطوارئ من أجل تفشي المرض في المستقبل، مشيرين إلى أن التجمع الإقليمي يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على إنشاء مركز آسيان للطوارئ الصحية العامة والأمراض الناشئة.

وأكدا على أن الدروس المستفادة من المنطقة يمكن أن تشكل محتويات اتفاق الجائحة واللوائح الصحية الدولية المعدلة.

وقال الكاتبان في ختام المقال: "يمثل اتفاق الجائحة وتعديلات اللوائح الصحية الدولية فرصة للأجيال لحماية الأجيال القادمة من خطر الأوبئة. ومن المهم للغاية أن نستمع إلى الدروس المستفادة من جائحة كورونا لإجراء تحسينات كمية في الطريقة التي يمنع بها العالم التهديدات الوبائية ويستعد لها ويستجيب لها".

/العُمانية/

أحمد صوبان


select * from silent_mdaycount where (date='2023-12-03' and module='topics-showtopic' and catid='88' and id='421861')