عواصم في ٢٣ أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فصحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية نشرت مقالًا بعنوان: "الحرب الروسية في أوكرانيا مثبط للقمة الروسية الأفريقية" بقلم الكاتب: "آرون نجامبي" وهو محلل جيوسياسي.
وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أن القمة الأولى بين روسيا وإفريقيا، والتي عُقدت في سولوشي في عام 2019 قبل فترة طويلة من الحرب الروسية الأوكرانية، كان يُنظر لها على أنها بداية لقصة نجاح عظيمة، حيث حضرها ما مجموعه 43 رئيس دولة وحكومة أفريقية، إذ كانوا سعداء بآفاق التعاون والشراكات الجديدة بين القارة والاتحاد الروسي.
وبين أن هذه المبادرة التي قدمتها روسيا كانت تهدف إلى ضم إفريقيا "كشريك على قدم المساواة"، باستخدام مثل هذه المنصة لتبادل الأفكار في تعزيز السلام والأمن والتنمية بين الكيانين.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن مستقبل هذه الشراكة، بعد أعمال القمة الثانية التي عُقدت في سانت بطرسبرغ في يوليو من هذا العام، أصبح معلقا في الميزان.
وقال في هذا السياق: "تُظهر المشاعر المعادية للغرب في بعض أجزاء من إفريقيا الفرنكوفونية كيف تغيرت الديناميكيات الجيوسياسية للقارة بسرعة في السنوات القليلة الماضية.
وتشعر معظم المستعمرات الفرنسية السابقة بسوء المعاملة من قبل الغرب، لأنها تنحصر في إنتاج المواد الخام للتصدير مع ثراء العالم الغربي. إفريقيا هي موقع إغراق للسلع المصنعة أو النهائية من نفس المواد الخام التي تصدرها القارة، وأصبحت التجارة غير متكافئة بين أفريقيا وما يسمى بالقوى العظمى في هذا العالم"
وأضاف: "عندما جاءت القمة الروسية الأفريقية، أتاحت هذه الفرصة لمعظم القادة الأفارقة لتغيير ميزان القوى على النطاق العالمي والاستفادة من موقف القارة وتأثيرها. وكان من المقرر عقد القمة الروسية الأفريقية الثانية في أكتوبر 2022 في أديس أبابا ، إثيوبيا ، مقر الاتحاد الأفريقي، ولكن لم تنعقد هذه القمة لأن الحرب الروسية الأوكرانية قد بدأت قبل ثمانية أشهر من هذا الموعد".
ولفت الكاتب إلى أن عدد رؤساء الدول الأفريقية الذين حضروا يومي 27 و 28 يوليو كان أقل من المتوقع، ومن بين المندوبين الـ 49، لم يحضر القمة سوى 17 رئيس دولة.
ويرى الكاتب أن هذا الإقبال المنخفض يجب أن يكون مدعاة للقلق بالنسبة لروسيا، مشيرا إلى أن مما زاد الطين بلة، أن بعض القادة الأفارقة في سان بطرسبرج بدوا قلقين بشأن إنهاء الحرب أكثر من مناقشة مهمة القمة وشعارها.
ونوه الكاتب إلى أن رسالة القادة الافارقة لروسيا كانت "خفض التصعيد" في فترة الصراع، ولخص رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد الأمر: "هذه الحرب يجب أن تنتهي، ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والعقل".
خلاصة القول في نظر الكاتب: إن الحضور الضعيف للقادة الأفارقة في سان بطرسبرج يخبرنا عن مواقف إفريقيا تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبها، نشرت صحيفة "إل باييس" الأسبانية مقالًا بعنوان: "إطلاق العنان للذكاء الاصطناعي والاستعداد لتأثيره العارم" بقلم الكاتب "ميخيل أوروز" وهو كبير علماء البيانات في الأمم المتحدة سابقا والرئيس التنفيذي الحالي لشركة سبوت لاب.
"الذكاء الاصطناعي هو القوة": بهذا الوصف استهل الكاتب مقاله الذي أشار فيه إلى تهديدات الذكاء الاصطناعي وما يمثله من زعزعة لاستقرار المجتمعات وخلخلة لتوازنه في هذه المرحلة الزمنية.
ويرى أن العالم الآن بحاجة إلى التحرك الفوري لوضع الأساس لتعظيم الفرص وتقليل مخاطر هذه التقنيات المتطورة والآثار المترتبة عنها، مشددًا على ضرورة التحذير من التحديات المجتمعية الوشيكة التي تشكلها هذه التكنولوجيا، إذ أصبحت العديد من هذه التحديات حقيقة واقعة بشكل أسرع مما كان متوقعًا.
وقال الكاتب إنه بالرجوع إلى الماضي، فإن الكثيرين كانوا متفائلين للغاية حيال التقنيات الرقمية وأهميتها في تمكين الناس، إلا أن هذا التفاؤل الشديد أدى في رأي الكاتب إلى تقاعس عن العمل من وجهة نظر أخلاقية وسياسية وتنظيمية حيال هذه التقنيات التي تشمل وسائل التواصل الاجتماعي وما يخص خصوصية البيانات مع زيادة انتهاكات حقوق الإنسان.
وحذر الكاتب من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يجتاح العالم بشكل أسرع بكثير من الموجة التكنولوجية السابقة يستدعي التصرف بسرعة وعدم التغاضي عن المخاطر التي تزيد من حاجتنا الآن إلى تقنيات موثوقة وغير متحيزة ورسم خطوط حمراء وتجنب تخطيها، إذ إن روبوتات الدردشة المبنية على الذكاء الاصطناعي يمكن استغلالها أسلحة تضليل خطيرة، وهو ما يجعلها مثالا رئيسًا للقوة التي يمكنها زعزعة استقرار وتوازن المجتمع.
وعبر عن تفاؤله حيال قدرة العالم على التخفيف من هذه المخاطر. وقال في هذا الجانب: "نحن الآن على أعتاب تحول منهجي في حياة البشر، ومثلما غير الورق والمطبعة والإنترنت عالمنا بشكل جذري فإنه من المتوقع أن يحدث ذلك أيضا مع الذكاء الاصطناعي الذي سيغير من المجتمعات وأدوار الناس فيها.
ووضح أن هذه التقنيات الجديدة تمنحنا فرصًا غير مسبوقة، مثل تسريع الوصول إلى الطب الشخصي والدقيق، والوصول إلى درجات غير مسبوقة في مجال التعليم، كما من المتوقع أن تشهد مجالات الهندسة والتصميم انفجارا تقدميا غير مسبوق، إلى جانب انخفاض تكلفة أداء المهام المعرفية وهو ما سيتيح المزيد من الفرص لزيادة الإنتاجية عوضا عنها، وكل هذا من شأنه تحسين حياة العديد من الناس.
وشدّد على أهمية أن تقوم جميع الجهات الفاعلة ببذل الجهود لتجربة هذه الأدوات لفهم الجوانب التي يمكن الاستفادة منها والتنبه للأخطاء التي يمكنها أن تحدث، ويمكن وصف المرحلة الحالية من تطور هذه التقنيات بانحسار المياه قبيل وصول موجة تسونامي عارمة تغير ملامح الحياة بمختلف أشكالها، ولهذا يجب على العالم أن يكون مستعدا للمرحلة القادمة.
وفي ختام مقاله، أكد الكاتب على أن مسؤولية إدارة التغيير الكبير الناتج عن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست على عاتق شركات التكنولوجيا والحكومات وحدها بل يجب أن تتم هذه العملية بالتوازي مع المجتمع ككل، ولقد حان الوقت للتجربة والمشاركة في المناقشات المتعلقة بهذا المجال وتشكيل ذكاء اصطناعي أكثر إنسانية لمساعدتنا في تحقيق مهمتنا والإسهام في بناء مدن يسهل العيش فيها والتمكن من محاربة تغير المناخ ورسم خرائط للتنوع البيولوجي وإحداث ثورة علمية وتمكين خيال الفنانين، وتغيير حياة الناس الآن وللأجيال القادمة إلى الأفضل.
/العُمانية/
أحمد صوبان/أنس البلوشي