عواصم في ٢٤ أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فصحيفة "بانكوك بوست" التايلاندية نشرت مقالًا بعنوان: "البنك الدولي يعكس الطموحات المستقبلية" بقلم الكاتب "أجاي بانغا" وهو رئيس مجموعة البنك الدولي.
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن زعماء العالم على دراية تامة بالتحديات التي يواجهها المجتمع العالمي مثل التراجع الحاصل في المعركة ضد الفقر، وغيرها من التحديات التي تشمل أزمة المناخ التي تهدد العالم، والتعافي من الأوبئة والحروب الجيوسياسية وازدياد حالة من انعدام الثقة العميق الذي يفرق العالم في وقت يتطلب التوحد فيه والبحث عن أي أمل للتغلب على هذه الأزمات المتشابكة.
وأضاف أن هناك قلقا من توفير الموارد الضرورية لإعمار البلاد المتضررة من الحروب بالإضافة إلى وجود حالة من تقييد التطلعات مع عدم تطبيق القواعد المتعلقة بالطاقة بالمستوى المطلوب في العالم وتزايد القلق من إمكانية ازدياد وقوع الأجيال المستقبلية في حدود الفقر.
ووضح أن العالم لا يستطيع تحمل فترة أخرى من النمو كثيف الانبعاثات ويجب الآن إيجاد طريقة لتمويل التحول إلى عالم مختلف، عالم تكون فيه مقاومة المناخ قوية، والأوبئة يمكن التحكم فيها، والغذاء متوافرا، والهشاشة والفقر أبعد ما يكون عن حياة الناس.
وحذر الكاتب من أن التعامل الجزئي مع المشكلات ليس بكاف وذلك لتأثيراتها الممتدة التي تشمل الجميع، إذ إن هذه التأثيرات نسبية وتختلف حدّتها، فهنالك دول يكون تركيزها على خفض الانبعاثات بينما هناك دول أخرى تحاول شحذ جهودها للتصدي للأعاصير المدمرة وموجات الحر والجفاف التي تدمر المزارع، إلى جانب الفيضانات التي تدمر عقودا من التقدم والبناء.
وبين الكاتب أن البنك الدولي يتواجد في منتصف كل هذا في وقت يتطلع العالم فيه إلى هذه المؤسسة البالغة من العمر 78 عاما لتقديم حلول واسعة النطاق، ومن أجل الاضطلاع بهذا الدور يتبنى البنك الدولي رؤية ورسالة جديدة تليق بهذه التطلعات المشتركة، وتتمثل هذه الرؤية في: الوصول إلى عالم خال من الفقر على كوكب صالح للعيش.
وقال إن هذه الرؤية مهدّدة بسبب هذه الأزمات المتشابكة وأن الوضع الحالي يمكن اعتباره سباقا مع الزمن، وفي الوقت ذاته يحفز هذا الإلحاح على كتابة دليل جديد من شأنه أن يقود التنمية الهادفة، مما يؤدي إلى إتاحة نوعية حياة ووظائف أفضل للناس.
وأكد على أن هذا الدليل الذي يعمل عليه البنك الدولي يجب أن يصل إلى الجميع، مشدّدًا على أهمية أن تكون التنمية التي يدعمها الدليل مرنة في مواجهة الصدمات مثل تلك التي تتعلق بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والأوبئة والصراعات ودعم الاستدامة وتحقيق نمو اقتصادي ثابت وتوفير فرص العمل الضرورية والوصول إلى الأهداف المرجوة في قطاعات الصحة والتعليم وإدارة المالية والديون بموثوقية والوصول إلى الأمن الغذائي وتوفير الوصول إلى الهواء النظيف والمياه والطاقة منخفضة التكلفة.
وفي ختام مقاله، أكد الكاتب على أن خارطة الطريق للتطوير المستقبلي يجب أن تتسم بالاستعجال ويجب شحذ أقصى الجهود وإيجاد الكفاءات المطلوبة للقيام بالمزيد من العمل في وقت أقل، مع أهمية توسيع وتطوير نطاق التمويل الميسر لمساعدة البلدان منخفضة الدخل على تحقيق أهداف التنمية والتصدي للتحديات المشتركة.
كما نشرت صحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية مقالًا بعنوان: "الاحتباس الحراري: علامات متزايدة على المشاكل القادمة" بقلم الكاتب "شاهد جواد" بيّن خلاله أنه سيكون للمناطق المختلفة في العالم المنخفض الدخل تجارب مختلفة.
ووضح الكاتب في بداية مقاله أنه بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، هناك علامات لا لبس فيها على أن آثار الاحتباس الحراري ستصيبنا حتما.
ويرى أن الحياة على هذا الكوكب ستصبح غير مريحة للملايين - وربما المليارات - من الناس حول العالم، وقد تتمكن دول العالم الميسرة من التعامل مع المشكلة التي تواجهنا بالفعل، ولكن الناس في البلدان منخفضة الدخل سيعانون.
وأشار الكاتب إلى أن درجات حرارة سطح البحر ارتفعت إلى 5 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي، وهي الأكثر دفئًا منذ 170 عامًا. ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، فإن الحرارة البحرية مع درجات حرارة المحيطات الدائمة والدافئة بشكل غير عادي سيكون لها تأثير كبير على الحياة البحرية والمجتمعات والوكالات الساحلية.
وبيّن أنه في أواخر شهر يونيو الماضي وصلت درجة الحرارة إلى المرحلة القصوى، وكانت درجات حرارة سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي والعالم هي الأكثر دفئًا على الإطلاق لشهر يونيو منذ أكثر من مائة عام.
واقتبس الكاتب في هذا السياق حديث الصحفي الأمريكي جيف جودل، الذي قال: "إن الحرارة الشديدة التي تغمر أجزاء كثيرة من العالم هذا الصيف ليست حدثًا غريبًا - إنها خطوة أخرى نحو مستقبلنا الملتهب.
كما أن حرائق الغابات في كندا والأنهار الجليدية سريعة الذوبان في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وجبال الهيمالايا وارتفاع أسعار الغذاء وانتشار الأمراض المنقولة بالنواقل في أماكن غير متوقعة مدفوع كل ذلك بارتفاع الحرارة.
نحتاج أن نبدأ في رؤية الأيام الحارة على أنها أكثر من مجرد دعوة للذهاب إلى الشاطئ أو التنزه في البحيرة، فالحرارة الشديدة هي محرك الفوضى الكوكبية. وإذا كان هناك شيء واحد يجب أن نفهمه حول مخاطر الحرارة الشديدة فهو: أن كل الكائنات الحية تتشارك في مصير واحد على هذا الكوكب".
ووضح الكاتب أن الحرارة على كوكب الأرض هي نتيجة لما يسميه علماء المناخ "الاحتباس الحراري". وفي حين أن الاحترار العالمي هو النتيجة المباشرة للاحتراق الهائل للوقود الأحفوري، مما ينتج عنه حرارة مفرطة على هذا الكوكب ، فلا فائدة أو راحة يمكن أن تستخلصها البلدان منخفضة الدخل من هذه الحقيقة.
ولفت إلى أن هناك مطالب عرضية للتعويض ولكن هناك احتمال ضئيل أن يكون المسؤولون الأساسيون على استعداد لدفع ثمن الضرر الذي تسببوا فيه للدول الفقيرة، ويرى أن الحياة على الكرة الأرضية ستصبح أكثر صعوبة مع مرور الوقت.
واستعرض الكاتب في مقاله بعضًا من الحالات التي يعتقد بأنها حدثت نتيجة أزمة المناخ مثل كمية الأمطار التي هطلت في أوائل صيف عام 2022 في باكستان والأمطار القياسية في الهند .
وأردف في هذا الجانب: "الآن وبعد أن اعتقد الخبراء أن هذه الاضطرابات ستحدث مرارًا وتكرارًا، سيتعين على الحكومات في العالم النامي إنفاق مواردها الضئيلة على توفير الإغاثة من المشاكل المتوقعة التي يسببها تغير الطقس".
ويعتقد الكاتب بأن هناك العديد من المبادرات السياسية التي يمكن لهذه البلدان اتخاذها، أهمها الاستغناء عن الفحم والغاز لإنتاج الكهرباء.
وأكد على ضرورة أن يكون هناك اعتماد أكبر على المصادر المتجددة لإنتاج الطاقة الكهربائية مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.
/العُمانية/
أحمد صوبان/ أنس البلوشي