الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ٢٧ أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وحملت العناوين التالية: إمكانات منطقة جنوب شرق آسيا في مجال الطاقة الشمسية، والوضع في غرب البلقان مع غياب القيادة العالمية، بالإضافة لتأثيرات العصر الرقمي على الأطفال.

فصحيفة "نيكاي آسيا" اليابانية نشرت مقالًا بعنوان: "يمكن لرابطة أمم جنوب شرق آسيا أن تصبح قوة في مجال الطاقة الشمسية من خلال العمل الجماعي" بقلم كل من "فابي توميوا" وهو المدير التنفيذي لمعهد إصلاح الخدمات الأساسية، وهو مركز أبحاث متخصص في سياسات الطاقة والبيئة في إندونيسيا، و "مارليستيا سيترانيجرم" وهي مديرة برنامج الوصول إلى الطاقة المستدامة في المعهد.

وفي بداية المقال، بيّن الكاتبان أنه مع تسابق البلدان لخفض الانبعاثات من خلال زيادة استخدامها الطاقة المتجددة، فإن الجغرافيا السياسية للطاقة تتحول نحو البلدان والمناطق التي تتمتع بميزة تنافسية في مجال التكنولوجيات النظيفة.

وأوضحا أن هيمنة الصين في العديد من التقنيات النظيفة قد دفعت الولايات المتحدة إلى الانضمام إليها وتبني تشريعات لتحفيز التصنيع المحلي، وأهمها قانون الحدّ من التضخم، الذي سيوجه تمويلا بقيمة 400 مليار دولار نحو الطاقة النظيفة، مع إعطاء الأولوية لمستخدمي المكونات المحلية.

وأشارا إلى أن هذا النوع من السياسات الحمائية قد أثار المخاوف في العديد من البلدان، حيث يعمل الاتحاد الأوروبي الآن على تطوير حزمة مماثلة.

وطرح الكاتبان تساؤلًا مفاده: ماذا يعني هذا الاتجاه بالنسبة لجنوب شرق آسيا، وهي منطقة ذات اقتصادات ناشئة سريعة النمو ملتزمة بالقيام بدورها في معالجة تغير المناخ؟

ووضحا في هذا الجانب: "بعد نجاح رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين العام الماضي، اعتمدت موضوع "مركز النمو" بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا لعام 2023، مع التركيز على تعزيز المنطقة باعتبارها منطقة سريعة النمو وشاملة ومستدامة في المجال الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بالبنية الصحية، والأمن الغذائي وأمن الطاقة، والاستقرار المالي.

ولم تعمل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بعد على تعزيز قيادتها للطاقة النظيفة، ولكن تم إحراز تقدم ملحوظ من حيث التعهدات والمنشآت.

وأصبحت الطاقة الشمسية السياسة السائدة في معظم الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والمرشح الأول، فقد أضافت فيتنام ما يقرب من 20 جيجاوات من قدرة الطاقة الشمسية في أربع سنوات فقط بمساعدة الأسعار المضمونة المواتية لمنتجي الطاقة. وتحتل تايلاند المركز الثاني بقدرة 3 جيجاوات من الطاقة الشمسية، بينما تتخلف إندونيسيا بأقل من 1 جيجاوات. كما حققت فيتنام تقدمًا ملحوظًا في مجال طاقة الرياح".

وأكد الكاتبان على أن منطقة جنوب شرق آسيا تتمتع حاليًّا بقدرة سنوية على إنتاج ما قيمته 69 جيجاوات من وحدات الطاقة الشمسية والمكونات اللازمة لتصنيعها، وفقًا لشركة ماكينزي وشركاه. وتمثل تايلاند وفيتنام وماليزيا معًا حوالي 10٪ من الإنتاج العالمي للخلايا الشمسية والوحدات.

وعلى الرغم من هذه الإحصاءات والأرقام الجديرة بالاهتمام، يرى الكاتبان أن هناك حاجة إلى المزيد من التعاون لتعزيز ريادة آسيان في مجال الطاقة الشمسية، بما في ذلك تبادل التكنولوجيا وتيسير الاستثمار والتعاون لتوسيع الصادرات إلى دول ومناطق أخرى.

ويعتقدان بأن الجهود المنسقة في هذا السياق لا تزال غير متوفرة. وللمضي قدما بنظام الطاقة في المنطقة، شدّد الكاتبان على أهمية ضمان الترابط القوي بين الشبكات بين البلدان الأعضاء وزيادة سعة التخزين ومرونة نظام الطاقة لاستيعاب المزيد من الطاقة الشمسية.

وأكدا على أن لضمان أمن إمدادات الخلايا الشمسية والوحدات الكهروضوئية، ينبغي لدول جنوب شرق آسيا أن تعمل معًا لجعل المنطقة مركزًا للإنتاج، ويمكن لإندونيسيا وماليزيا توفير السيليكون المعدني اللازم لإنتاج رقائق وسبائك السيليكون؛ ويمكن تصنيع الخلايا والوحدات نفسها في أي مكان في المنطقة، بناءً على الميزة النسبية للصناعات القائمة في كل بلد.

من جانبه، يرى الكاتب "زوران إيفانوف" في مقاله الذي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية أن غرب البلقان في فوضى عالمية في الوقت الذي تغيب فيه القيادة العالمية.

واستهل مقاله بالإشارة إلى أن الاضطراب العالمي المعاصر هو نتيجة لفقدان الغرب الرؤية القيادية، مما أدى إلى أزمة في النظام الدولي الليبرالي.

ووضح الكاتب أن هذه الأزمة تتميز بالعديد من العوامل المترابطة التي تتحدى الاستقرار والازدهار. ووسط هذا السياق، تجد منطقة "غرب البلقان" - وهو مصطلح سياسي أطلقه الاتحاد الأوروبي نفسه، عند منعطف حرج حيث تتصارع مع نقاط ضعف فريدة قد تؤدي إلى انهيار داخلي.

وقال في هذا السياق: "إن الفوضى العالمية الممزقة الحالية هي نتيجة لأزمة النظام الدولي الليبرالي. إن تآكل التعددية، وتصاعد القومية، وعدم المساواة الاقتصادية، ورد الفعل العكسي ضد العولمة، والأهم من ذلك، فقدان الثقة في الديمقراطية، كلها عوامل حاسمة تسهم في الأزمة العالمية الحالية. علاوة على ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا لديها القدرة على التصعيد إلى صراع عالمي إذا لم تسُد العقلانية".

وأضاف: أنه "ضمن هذا السياق العالمي الممزق، تواجه دول غرب البلقان مجموعة فريدة من التحديات، إذ يجب أن تتعامل مع تردّد الغرب وكذلك الطبيعة المفترسة للشرق. وقد أدى هذا الصراع إلى ضعف المؤسسات والتفاوتات الاقتصادية والانقسامات الاجتماعية وتصاعد المخاطر الأمنية التي قد تؤدي إلى الانهيار الداخلي".

ومن وجهة نظر الكاتب فإن نقاط الضعف هذه تعيق الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية وتشكل عقبات أمام التكامل والتعاون. بالإضافة إلى ذلك، تتحمل المنطقة التزاماتها الخاصة التي تغذي نفاد الصبر الإقليمي والركود الاقتصادي مما يزيد من خطر الانهيار الداخلي.

ويعتقد بأن الاضطراب العالمي الحالي المتميز بالحروب ومعدلات التضخم المتسارعة والركود الاقتصادي ناتج عن فقدان الغرب رؤية القيادة.

ووضح في هذا الجانب: "بعد الحرب العالمية الثانية، وضعت الولايات المتحدة في المقام الأول رؤية لغدٍ أفضل. وأصبح النظام الدولي الليبرالي المنصة لتحقيق هذه الرؤية حيث انضمت العديد من الدول إلى الغرب لتأمين مستقبل مزدهر. هذا هو أحد الأسباب الرئيسة لهيمنة الولايات المتحدة بقوتها الناعمة.

وفيما يتعلق بالتنافسات الجيوسياسية، قام العديد من المراقبين بفحص قدرة روسيا والصين العالمية على تحدي الغرب. في الوقت نفسه، قيل إن كلا البلدين لم يكن قويًًّا بما يكفي لتحدي الغرب أثناء تعافيهما من الحربين العالميتين. ومع ذلك، فإن التفسير الحقيقي يكمن في واحدة من أكثر مهارات القيادة أهمية - تحديد الرؤية".

وبين أنه بعد الحرب الباردة، وضع الغرب، مقارنة بالشرق، الرؤية لمستقبل مزدهر وأعطى الأمل للعديد من البلدان للعمل من أجل المنفعة المتبادلة.

وأضاف أن الحرب الباردة تعتبر معيارًا جيدًا لقياس قدرة الشرق على شن حرب ضد الغرب. وتعد الحرب الدائرة في أوكرانيا بمثابة تذكير بأن الدول لا تزال تمتلك القدرة على المشاركة في الحرب. ومع ذلك، يبقى السؤال الحاسم: من يمكنه تولي الدور القيادي في عالم اليوم؟".

وفي هذا السياق، أكد الكاتب على أن الكيان الذي يتولى القيادة العالمية ويقدم رؤية واضحة سيكون مفيدًا في تشكيل النظام العالمي المستقبلي. وبالنظر إلى الأولويات والمقاربات الحالية لروسيا والصين في مجال المنافسة الجيوسياسية، يرى أنه من الضروري للغرب استعادة دوره القيادي وإنشاء رؤية جديدة دون تأخير.

وفيما يتعلق بالبلقان، يعتقد الكاتب بأن التسمية المؤسفة "غرب البلقان" ، التي منحها الاتحاد الأوروبي للمنطقة هي نتيجة مباشرة للأزمة التي يواجهها النظام الدولي الليبرالي.

ويرى أن القوى الغربية تمكنت من إرساء السلام في المنطقة خلال التسعينات إلا أنها لم تنجح في توفير حلول مستدامة طويلة الأجل من شأنها ضمان الازدهار المستمر. ومع مرور الوقت، أصبحت اتفاقيات دايتون التي كانت تهدف في البداية إلى تأمين السلام، قديمة تدريجيًّا.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تعلن فيه القوى الغربية عن تفانيها في دمج غرب البلقان في الاتحاد الأوروبي، فإن السياسيين الإقليميين يعبرون عن مشاعر مماثلة.

ومع ذلك، وضح الكاتب أن كلا الجانبين لم يتخذا خطوات ملموسة أو يتحمل المسؤولية للوفاء بالتزاماته، حيث إن الإجراءات الملموسة ضرورية لمواجهة التحديات المعلقة وإكمال المهام المطروحة.

وأكد الكاتب على ضرورة أن تقوم الدول الواقعة في الجزء الغربي من البلقان على تحويل تركيزها من السعي وراء تكامل الاتحاد الأوروبي باعتباره حلمًا متكررًا والتركيز بدلا من ذلك على المبادرات التي تعزز التنمية الداخلية والإقليمية.

ويرى أن هذه المهمة تتطلب تعزيز قيم الدول وفرض المبادئ التي تسهم في بناء مستقبل مزدهر. وفي الوقت نفسه، يحتاج الغرب العالمي إلى استعادة دوره القيادي ووضع رؤية جديدة، ليس فقط لمنطقة البلقان ولكن أيضًا من أجل السلام والتنمية العالميين.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "فقدان الأطفال في العصر الرقمي" بينت خلاله أن بعض الآباء الذين غالبًا ما يكونون أقل دراية بالتكنولوجيا من أطفالهم قد يكونوا غير مدركين للمخاطر الكامنة في الظلال الرقمية.

وفي بداية المقال، سردت الصحيفة قصة فتاة مالطية تدعى "لورا ماري ميرسيكا" والتي انقلبت حياتها رأسًا على عقب عندما أدى رابط بدا غير ضار أرسله أحد الأصدقاء إلى اختراق حسابها على منصة الفيسبوك وانتهاك مساحتها الشخصية وتشويه سمعتها.

وترى الصحيفة أنه في عالم رقمي متزايد، تعد قصة هذه الفتاة ذات الرابعة عشر ربيعًا بمثابة تذكير صارخ بنقاط الضعف التي يواجهها أطفالنا على الإنترنت.

وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى تقرير عام 2022 الصادر عن مركز بيو للأبحاث والذي يشير إلى أن ما يقرب من نصف الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا كانوا ضحايا للتنمر عبر الإنترنت في حياتهم.

وعلاوة على ذلك، فقد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا 101.4 مليون دولار في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت في عام 2021، وفقًا لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي لجرائم الإنترنت ، بزيادة قدرها 1100 بالمائة عن السنوات الخمس السابقة.

وبينت الصحيفة أن هذه الإحصاءات تؤكد على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير صارمة لحماية الأطفال في العالم الرقمي.

وشددت الصحيفة على ضرورة سد الفجوة المعرفية وتمكين الآباء من توجيه أطفالهم في العالم الرقمي، كما يجب على الآباء التأكد من أن أطفالهم يتمتعون بالذكاء التكنولوجي والآمن التكنولوجي.

ودعت الصحيفة الجميع في ختام المقال للنظر إلى قصة الفتاة المالطية على أنها دعوة للاستيقاظ. وقالت: "إنه تذكير بأنه في عالمنا المترابط بشكل متزايد، يجب أن نكون حراسًا يقظين لسلامة أطفالنا، جسديًّا ورقميًّا. دعونا نستجيب لهذه الدعوة ونعمل معًا لإيجاد عالم رقمي أكثر أمانًا لأطفالنا".

/العُمانية/

أحمد صوبان