عواصم في 31 أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء لقضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فصحيفة "تايمز أوف مالطا" نشرت مقالًا بعنوان: "لا لقاح لتغيّر المناخ" بقلم الكاتبة "سايموني بورج"، أكدت خلاله على ضرورة بذل جهود متضافرة لمكافحة تغير المناخ على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني.
وبيّنت الكاتبة في بداية مقالها أنه غالبًا ما يهيمن تغير المناخ على التغطية الإعلامية خاصةً هذا الصيف حيث تأثر البحر الأبيض المتوسط بموجة حرارة شديدة، موضحةً أن موجات الحر غير الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط تثبت أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري له مضاعفات خطيرة.
وأكدت على أن العمل لمكافحة تغير المناخ مطلوب من قِبل الكل وعلى جميع المستويات وفي كافة القطاعات، لافتةً إلى أن الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة تغير المناخ هي معالجة مصدر الضرر: وهو الوقود الأحفوري.
وأوضحت أنه في الوقت الذي نجد فيه دائمًا مجالًا لمزيد من الطموح، فإن هناك بعض الدول لديها استراتيجيات هامشية تجاه تخفيض الانبعاثات.
وترى الكاتبة أنه من الضروري أن يكون كافة أفراد المجتمع على دراية بالفروق الدقيقة للعمل المناخي، ليس من خلال الإثارة بل من خلال عملية مشابهة لتشخيص الطبيب؛ فالتشخيص يوضّح التدابير اللازمة للقضاء على مصدر الضرر ويبين كيفية التخفيف من الآثار الجانبية عند ظهور الأعراض.
وشددت على أهمية ترجمة علم المناخ إلى لغة يمكن أن يفهمها الجميع، والسماح للمجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومة المحلية والأوساط الأكاديمية بتقديم مقترحاتهم للتخفيف من الصدمات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأزمة.
ومن وجهة نظرها: كما هو الحال مع الوباء، فإن بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ يحتاج إلى تدابير تأهب واستجابة قائمة على الأدلة.
وترى أنه على عكس جائحة كورونا، ستكون تأثيرات تغير المناخ متقطعة ولكنها ستستمر مدة زمنية أطول بكثير إذ لا أحد يعرف بالضبط الوقت الذي يمكن أن تستغرقه؛ إذ يعتمد ذلك على مدى سرعة التزام البلدان باتفاقية باريس والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وأكدت الكاتبة على أن الموعد النهائي لعام 2050 - إذا تم التقيد به - يمكن أن يمنح كوكب الأرض رصيفًا كافيًا للحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
وقالت في ختام مقالها: "لا يوجد لقاح للتخفيف من العواقب الوخيمة لتغير المناخ، هناك فقط النوايا الحسنة والعمل".
من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالاً بعنوان "توقَّف عن مقاومة التغيير" بقلم الكاتب (براد ستولبرج) الذي استهل مقاله بمقولة الفيلسوف اليوناني هيراقليطس (ملهم أفكار سقراط وأفلاطون وأرسطو) الذي وصف عدم ثبات الأشياء بماء النهر الذي يتدفق باستمرار.
وقال الكاتب: إن علاقات الكثير من الناس تكون مشحونة بالتغيير، شئنا أم أبينا، وإن النتيجة تكون دائمًا مزيجًا من التوتر والقلق والإرهاق، لكن لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو من الإجهاد النفسي.
وأضاف: لا شك أن التغيير يمكن أن يكون مؤلمًا، لكن مع العقلية الصحيحة، يمكن أيضًا أن يمثّل قوة للنمو، سيكون من الحكمة أن نحول موقفنا الافتراضي من المقاومة العقيمة إلى الحوار مع التغيير.
وأشار الكاتب لمفهوم "الاستتباب" الذي تم تطويره بواسطة عالم الأعصاب بيتر ستيرلنج وعالم الأحياء جوزيف آير، ويعتمد هذا المفهوم على أن خط الأساس الصحي لدينا هو هدف متحرك.
وتحدّث الكاتب عن دور الاستتباب كونه عنصرًا أساسيًّا في حالات النظام والفوضى وإعادة النظام، مبينًا أن التوازن يشير إلى أن الأنظمة الصحية للإنسان وغيره تعود إلى نقطة البداية نفسها بعد التغيير، وأن خط الأساس في هذا التوازن قد يكون الاستقرار في مكان جديد أي "الاستقرار من خلال التغيير".
وذكر في هذا الشأن أن الاستتباب يجسّد طريقة البقاء مستقرًّا خلال عملية التغيير، وبمعنى آخر كيفية إدارة التغيير مثلما إذا كنت تريد أن تثبِّت قدمك، عليك أن تستمر في التحرك.
ولفت الكاتب إلى أنه، من علم الأعصاب إلى علم الألم إلى علم النفس، أصبح الاستتباب هو النموذج السائد لفهم التغيير في المجتمع العلمي، حيث يكون الدماغ في أفضل حالاته عندما يقوم بتجديد نفسه باستمرار وإجراء اتصالات جديدة.
وأكد الكاتب أن التغلب على الألم سواء كان جسديًّا أو نفسيًّا، لا يتعلق بالمقاومة (التي غالبًا ما تؤدي إلى تفاقم المشكلة)، بل يتعلق الأمر بالموازنة بين القبول وحل المشكلات والمضي قدمًا نحو الوضع الطبيعي الجديد.
ووضّح الكاتب أن "الاستجابة الصحية للتغيير والاضطراب، سواء كان ذلك داخل أنفسنا أو في بيئاتنا، هي استجابة تعتمد على عملية التوسيع، وأن هذا المفهوم لا يزال غير معروف لدى عامة الناس، وهذا أمر مؤسف".
ودعا الكاتب إلى تبنّي نظرة عقلانية يكون الأساس فيها رؤية التغيير والاضطراب ليس كشيء يحدث لنا، بل كشيء يجب أن نتعامل معه بمهارة، وهذا يعني أن نتوقف عن الخوف من التغيير وأن نتوقف عن الخوف من الحياة.
ونقل الكاتب عن العلماء قولهم كلما زاد الضيق الذي يعاني منه الشخص خلال فترات التغيير، زادت فرصته في الإصابة بالمرض والوفاة، وأنه يمكننا أيضًا أن نصبح أقوى بعد التغيير.
ومن أمثلة التغيير التي تحدَث عنها الكاتب جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية التي غيّرت طريقة حياتنا وعملنا، وظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وكذلك بدء الوظائف والتقاعد، والزواج، والطلاق، والإصابة بالمرض.
وفي ختام مقاله دعا الكاتب إلى التدبُّر في نصيحة هيراقليطس الذي كان يرى أن الشيء الوحيد الثابت هو التغيير، وقدرتنا على التعامل مع هذه التغييرات ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالرضا عن حياتنا، وأن الأمر يتطلب منا أن نشارك في التغيير من خلال التركيز على ما يمكننا التحكم فيه ومحاولة التخلي عما لا نستطيع التحكم فيه، ويتطلب ذلك بدوره قدرًا متساويًا من الصلابة والمرونة.
/العُمانية/
أحمد البلوشي / عبدالرحيم بشارة