الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 3 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء لقضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها. فنشرت صحيفة "جاكرتا بوست" الأندونيسية مقالا بعنوان "الصين ورابطة الآسيان تستضيفان عصرا جديدا من الرقمنة" بقلم الكاتب "هو يانكي" وهو السفير الصيني لدى مجموعة الآسيان.

وقال الكاتب في مستهل مقاله "في الثامن من شهر أغسطس الماضي، بينما نحتفل بيوم الآسيان السادس والخمسين، تم تدشين يوم البيع عبر الإنترنت لرابطة الآسيان، وبذلك يعد أول حدث إقليمي للتسوق عبر الإنترنت يعقده التكتل، ويوفر منصة لشركات الآسيان، خاصة الشركات متناهية الصغر والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للترويج لمنتجاتها من خلال قنوات التجارة الإلكترونية".

وأضاف أنه تم عرض مجموعة واسعة من الإلكترونيات والحرف اليدوية ومنتجات الأزياء من دول رابطة الآسيان، ما ركز على حيوية أعمال مجموعة الآسيان ونقل رسالة مفادها بأن الرابطة ملتزمة بتطوير التجارة الإلكترونية عبر الحدود.

ووضح الكاتب أن الاقتصاد الرقمي أحدث تغييرا في الطريقة التي يعيش بها الناس ويمثل صورة حية لمستقبل الاقتصاد العالمي. وبالنسبة للبلدان النامية، يمثل الاقتصاد الرقمي فرصة لتنشيط السوق الاستهلاكية، وإنشاء نقاط نمو جديدة، وتمكين التحول الصناعي والارتقاء به، وإحداث نماذج أعمال جديدة وتعزيز التنمية عالية الجودة.

وأشار إلى أن الصين ورابطة الآسيان تحتلان مراكز متقدمة عالميا لتنمية الاقتصاد الرقمي. وتعد الصين رائدة في الاقتصاد الرقمي، وفي طليعة البنية الأساسية الرقمية والمدن الذكية والموارد الحكومية الرقمية، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الرقمية ذات المستوى العالمي.

وفي العام المنصرم (2022م)، وصل الاقتصاد الرقمي في الصين إلى (6.9 تريليون دولار أمريكي)، ليحتل المرتبة الثانية عالميا. وأضاف الكاتب أن الاقتصاد الرقمي لرابطة الآسيان شهد تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، وأظهر إمكانات كبيرة في ظل الانتشار المتسارع للمنصات الرقمية والتقنيات الرقمية في العديد من البلدان، والتنمية المزدهرة لصناعات مثل التجارة الإلكترونية وتطبيقات النقل والخدمات عبر الإنترنت.

ولفت إلى أنه بحلول نهاية يونيو 2022م، كانت نصف الدول العشر الأسرع نموًّا في العالم من حيث مبيعات التجزئة عبر الإنترنت، بما في ذلك المراكز الثلاثة الأولى، أعضاء في رابطة الآسيان. ومن المتوقع أن تصبح رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) من بين أكبر خمسة اقتصادات رقمية في العالم بحلول عام 2025، حسب رأي الكاتب.

وقال "تعد كل من الصين ورابطة الآسيان شريكين طبيعيين في تنمية الاقتصاد الرقمي. وقد اجتذب سوق الآسيان بالفعل بعض الشركات الرقمية الصينية الرائدة، بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية ومنصات الدفع الإلكترونية ومؤسسات تقنية المعلومات وبعض شركات البريد السريع والخدمات اللوجستية".

وأكد الكاتب على التعاون القائم بين الشركات الصينية والشركاء في دول رابطة أمم جنوب شرق آسيا لتعزيز التقنيات المتقدمة ونماذج الأعمال الناضجة داخل رابطة الآسيان، وأسهمت جنوب شرق آسيا في بناء النظم الإيكولوجية الاقتصادية الرقمية التي تعزز الصعود السريع للمؤسسات الرقمية المحلية.

ووضح أنه نظرا للقرب الجغرافي والتقارب بين الشعوب والاقتصادات المتكاملة والصناعات التكاملية، فإن الصين والأعضاء الدول في رابطة الآسيان يتشاركان في العديد من أوجه التوافق من حيث تخطيط تنمية الاقتصاد الرقمي والاحتياجات الصناعية.

وسيكون الاقتصاد الرقمي بمثابة "محيط أزرق" جديد في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ورابطة الآسيان، ما يوجد العديد من الفرص.

وأشار الكاتب إلى أن كل من الصين ورابطة جنوب شرق آسيا استخدمتا منصات مثل معرض الصين-ورابطة الآسيان وميناء معلومات الصين- ورابطة الآسيان بهدف تعزيز التعاون الوثيق في المشروعات المتصلة بمجالات الحكومة الرقمية والمؤسسات الرقمية والصناعات الرقمية والاتصالات الجديدة. وأضاف أنه خلال العام الجاري، تبنت إندونيسيا، بصفتها الرئيس الدوري لرابطة الآسيان، شعار "رابطة الآسيان مهمة: مركز النمو" واختارت التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي كأحد بنود جدول الأعمال ذات الأولوية. وفي هذا المنعطف التاريخي الذي يربط بين الإنجازات الماضية والآفاق، يتعين على الصين ورابطة الآسيان العمل معا لاحتضان وتعزيز العصر الجديد للاقتصاد الرقمي.

وفي ختام مقاله، قال الكاتب "يتعين علينا أن ندفع من أجل خفض التعريفات الجمركية، وزيادة كفاءة التخليص الجمركي، وطرق الدفع الأكثر ارتباطا، والخدمات اللوجستية والنقل الأسرع حتى يتمكن المزيد من الأشخاص العاديين والشركات من الاستمتاع بفوائد تنمية الاقتصاد الرقمي". وتعد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) منظمة سياسية اقتصادية، وسابع أكبر اقتصاد في العالم، تشكلت عام 1967 في العاصمة التايلندية بانكوك بهدف تعاون الدول الأعضاء في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية والتعليمية، ولتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين في المنطقة.

وتضم الرابطة 10 دول أعضاء في جنوب شرق آسيا وهي بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.

من جانب آخر، نشرت شبكة "الكونفيرزيشن" الأكاديمية مقالا بعنوان "تعمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على تشويه كيفية تعلم الناس من بعضهم البعض" بقلم الكاتب "ويليام برادي" وهو أستاذ مساعد في الإدارة والمنظمات في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي الأمريكية.

وأشار في مستهل مقاله إلى أنه وجد هو وزملاؤه بأن تفاعلات الناس اليومية مع الخوارزميات عبر الإنترنت تؤثر على كيفية تعلمهم من الآخرين، وما يترتب على ذلك من عواقب سلبية بما في ذلك المفاهيم الاجتماعية الخاطئة، والصراعات، وانتشار المعلومات الخاطئة.

وأضاف أن الأشخاص يتفاعلون بشكل متزايد مع الآخرين في بيئات الوسائط الاجتماعية حيث تتحكم الخوارزميات في تدفق المعلومات الاجتماعية التي يرونها. وتحدد هذه الخوارزميات جزئيًّا نوع الرسائل والأشخاص والأفكار التي يراها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي.

ووضح الكاتب أنه على منصات التواصل الاجتماعي، تم تصميم الخوارزميات بشكل أساسي لتضخيم المعلومات التي تحافظ على المشاركة، بمعنى آخر أنها تجعل الأشخاص ينقرون على المحتوى ويعودون إلى المنصات.

وقال: "بصفتي باحثًا في علم النفس والاجتماع، وجدت أنا وزملائي أدلة تشير إلى أن أحد الآثار الجانبية لهذا التصميم آنف الذكر تتمثل في أن هذه الخوارزميات تعمل على تضخيم المعلومات التي يميل الأشخاص بشدة إلى التعلم منها". وأضاف الكاتب أنه في ماضينا التطوري، كانت التحيزات للتعلم من هذا النوع من المعلومات مفيدة للغاية، فعلى سبيل المثال، التعلم من الأفراد المرموقين في المجتمع فعّال نظرا لأن هؤلاء الأشخاص ناجحون ويمكن تقليد سلوكهم. كما أنه من الأهمية بمكان الاهتمام بالأشخاص الذين ينتهكون الأعراف الأخلاقية، لأن معاقبتهم تساعد المجتمع في الحفاظ على التعاون.

وتساءل ماذا سيحدث عندما يتم تضخيم هذا النوع من المعلومات بواسطة هذه الخوارزميات في الوقت الذي يقوم بعض الأشخاص باستغلالها للترويج لأنفسهم؟ وأجاب الكاتب على تساؤله بأن صفة الشخصية المرموقة تصبح إشارة سيئة للنجاح لأن الناس يمكن أن يزيفوا من صفاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصبح ملفات الأخبار متشبعة بالمعلومات السلبية والأخلاقية، ويتولد عن ذلك صراع بدلا من تحقيق التعاون، حسب رأي الكاتب.

وبيّن أن تفاعل علم النفس البشري وتضخيم الخوارزميات يؤدي إلى خلل وظيفي، نظرا لأن التعلم الاجتماعي يدعم مبادئ التعاون وحل المشكلات، إلا أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لزيادة المشاركة والتفاعل، فيما يطلق عليه "اختلال وظيفي بسبب عدم التطابق" حسب وصف الكاتب. ووضح أن إحدى النتائج الرئيسة للاختلال الوظيفي في التعلم الاجتماعي بوساطة الخوارزمية تتمثل في حقيقة أن الناس يبدأون في تكوين تصورات غير صحيحة عن عالمهم الاجتماعي المحيط بهم. وعلى سبيل المثال، تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه عندما تعمل الخوارزميات بشكل انتقائي على تضخيم وجهات النظر السياسية الأكثر تطرفا، يبدأ الناس في الاعتقاد بأن مجموعتهم السياسية الداخلية والخارجية منقسمة بشكل أكثر حدة مما هي عليه أصلا في الواقع، وقد يكون مثل هذا "الاستقطاب الزائف" مصدرا مهما لصراع سياسي أكبر إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاختلال الوظيفي أيضًا إلى انتشار المعلومات الخاطئة على نطاق أوسع.

وتشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين ينشرون معلومات سياسية مضللة يستفيدون من المعلومات الأخلاقية والعاطفية. فعلى سبيل المثال، المنشورات التي تثير الغضب الأخلاقي بهدف دفع الناس إلى مشاركتها بشكل أكبر، تقوم الخوارزميات بتضخيم هذه المعلومات الأخلاقية والعاطفية، ويتم تضمين المعلومات الخاطئة في عملية التضخيم.

وفي ختام مقاله، شدد الكاتب على أهمية إجراء مزيد من البحث لفهم النتائج التي تظهر عندما يتفاعل البشر والخوارزميات بشكل كامل في حلقات التغذية الراجعة للتعلم الاجتماعي. وتمتلك شركات وسائل التواصل الاجتماعي معظم البيانات المطلوبة، داعيا هذه الشركات إلى أن تمنح الباحثين الأكاديميين القدرة على الوصول إلى هذه البيانات مع مراعاة الموازنة بين المخاوف الأخلاقية مثل الخصوصية.

/العُمانية/

خالد البوسعيدي