عواصم في 4 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء لقضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فنشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالا بعنوان " التآزر بين الصين وقارة أفريقيا" بقلم الكاتب "عمران خالد".
وقال الكاتب في مستهل مقاله "خلال العقدين الماضيين، ازدهر تعاون مثير للإعجاب بين الصين وقارة أفريقيا النابضة بالحياة، وخاصة في مجالات تطوير البنية الأساسية والزراعة والتجارة والصحة والتكنولوجيا. وقد حققت هذه الشراكة المزدهرة إنجازات ملحوظة، تبشّر بفصل جديد من الازدهار لكلا الجانبين".
وأشار إلى أن قمة "البريكس" التي اختتمت أخيرا في جنوب أفريقيا شكلت منعطفا بالغ الأهمية للدول الأفريقية للتعبير عن وجهات نظرها واقتراح آليات مبتكرة بهدف إثراء نسيج التعاون الصيني الأفريقي.
ووضح الكاتب أن طموح الصين الثابت لتنمية علاقات قوية مع الدول الأفريقية ليس مجرد نهج عابر، بل على النقيض تماما، فهو يمثل التزامًا دائمًا شهدناه في العقدين الماضيين.
وبيّن أن المحور الرئيس لقمة جوهانسبرج "البريكس وأفريقيا: الشراكة من أجل النّمو المتسارع المتبادل والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، يصف بشكل واضح روح التآزر القائم بين دول مجموعة البريكس، وخاصة الصين، والقارة الأفريقية.
وأضاف الكاتب أن كلًّا من الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، تشاركا في رئاسة حوار قادة الصين وأفريقيا في 24 أغسطس الماضي. وقد وسع هذا التجمع الخاص نطاق انعقاده ليشمل قادة يمثلون النظم البيئية الاقتصادية الإقليمية الأفريقية.
وأشار إلى أنه خلال هذا المنتدى، تم رسم معالم لرؤية تحدد المجالات المحورية للتعاون المستقبلي بين الصين وأفريقيا. وكان الأمر الأكثر إقناعا بشكل خاص هو التركيز على تعزيز حيوية الحياة وقابلية التوظيف في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وبالتالي تعظيم سيمفونية التقدم المشترك. وتماشيا مع ضرورات إعادة المعايرة الاقتصادية في أفريقيا والمنحنى التصاعدي، فإن المبادرات التي نوقشت في جلسات الحوار للمنتدى تحمل صدى استراتيجيًّا.
ولتوضيح مسار التعاون العملي الصيني الأفريقي في المرحلة المقبلة، وضح الكاتب أن الرئيس الصيني شي جين بينج قدم ثلاثة مقترحات خلال حوار القادة الصيني الأفريقي تركزت حول مبادرة تعزيز التصنيع في أفريقيا، ودور الصين في تحسين تخصيص مواردها من أجل التآزر مع المساعي الأفريقية، ودعم مجال التصنيع في أفريقيا ودفع التصنيع إلى جانب التنويع الاقتصادي.
وأضاف أن الصين ستطلق خطة لرفع مستوى التحديث الزراعي في قارة أفريقيا. ويتمثل حجر الزاوية في هذا المخطط في زيادة زراعة الحبوب وتشجيع الاستثمارات الزراعية المتزايدة من قبل الشركات الصينية في جميع أنحاء القارة الأفريقية بما في ذلك التعاون مع أفريقيا في البذور والتكنولوجيا الزراعية التي تقوم بدور بارز في تسهيل تحويل وتعزيز القطاع الزراعي في أفريقيا.
وفي السنوات الأخيرة، أشار الكاتب إلى أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين أسفرت عن نتائج تحويلية، حيث عززت روابط البنية الأساسية عبر القارة الأفريقية وأدت إلى تهيئة أرض خصبة للتجارة البينية الأفريقية.
ووضح الكاتب أن ضخ الصين المالي إلى قارة أفريقيا تجاوز مبلغا مذهلا قدره 47 مليار دولار أمريكي، مع توجيه 70 في المائة منه إلى مجالات بالغة الأهمية شملت البناء والتعدين والتصنيع. ومن الأدلة المتزايدة على هذا التعاون هو تنامي ظهور أفريقيا كثاني أكبر مسرح للمقاولين الصينيين، ما أدى إلى ارتفاع ديناميكي في العقود الجديدة حيث تجاوزت 73.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022".
وفي ختام مقاله، قال الكاتب "تدعو الصين الأشقاء الأفارقة إلى المشاركة في الفرص اللامحدودة التي توفرها مبادرة الحزام والطريق. كما أن طموح الصين الدائم لتعزيز العلاقات العميقة مع الدول الأفريقية ليس مجرد ظاهرة معاصرة، بل هو استمرار لالتزامها الطويل الأمد في المشاركة الدولية".
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ساينس" الأمريكية مقالا بعنوان "قدرة الذكاء الاصطناعي في تحديد رائحة المواد الكيميائية من خلال تركيبتها" بقلم الكاتبة "سارة ريردون".
استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى قدرة أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي في وصف رائحة المركبات ببساطة عن طريق تحليل بنيتها الجزيئية، وغالبًا ما تكون أوصافه مشابهة لأوصاف المتشممين المدربين من البشر.
وأضافت أن الباحثين الذين صمموا النظام قاموا باستخدامه لإدراج الروائح، مثل روائح "الفاكهة" أو "العشبية"، التي تتوافق مع مئات المركبات الكيميائية. ويمكن أن يساعد هذا النظام الذي يعد دليلا للروائح الباحثين على تصميم روائح صناعية جديدة، وقد يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية تفسير الدماغ البشري للرائحة.
ووضحت الكاتبة أن الروائح هي النوع الوحيد من المعلومات الحسية التي تنتقل مباشرة من العضو الحسي وهو الأنف، في هذه الحالة، إلى ذاكرة الدماغ والمراكز العاطفية. وتعبر الأنواع الأخرى من المدخلات الحسية أولاً عبر مناطق الدماغ الأخرى. ويشرح هذا الطريق المباشر قدرة الروائح من إثارة ذكريات محدّدة أو ذات طابع انفعالي.
ويقول عالم الأحياء العصبية ألكسندر ويلتشكو: "هناك شيء مميز فيما يتعلق بالرائحة". ولدى ويلتشكو شركة "أوسمو" وهي شركة ناشئة في كامبريدج، ماساتشوستس بالولايات المتحدة، وهي فرع من شركة "جوجل ريسيرتش" التي تسعى إلى تصميم جزيئات أو روائح جديدة ذات رائحة كريهة.
ولاستكشاف العلاقة بين تركيبة المادة الكيميائية ورائحتها، صمم الباحث ويلتشكو وفريقه نوعًا من أنظمة الذكاء الاصطناعي يسمى بالشبكة العصبية التي يمكنها تخصيص كلمة أو أكثر من 55 كلمة وصفية، مثل رائحة فاكهة أو أعشاب، لوصفها برائحة.
وقام الفريق بتوجيه الذكاء الاصطناعي لوصف روائح ما يقرب من 5 آلاف رائحة. وقام الذكاء الاصطناعي أيضًا بتحليل التركيبة الكيميائية لكل رائحة لتحديد العلاقة بين التركيبة والرائحة.
وبينت الكاتبة أن النظام قام بتحديد حوالي 250 ارتباطًا بين أنماط محددة في تركيبة المادة الكيميائية ورائحة معينة. وقام الباحثون بدمج هذه الارتباطات في خريطة الرائحة الرئيسة التي يمكن للذكاء الاصطناعي الرجوع إليها عندما يُطلب منه التنبؤ برائحة جزيء جديد.
ويقول ستيوارت فايرستين، وهو عالم الأعصاب بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: «إنه بمثابة تقدم جيد باستخدام التعلم الآلي». ويضيف أن خارطة الرائحة الرئيسة يمكن أن تكون أداة مرجعيّة مفيدة في صناعات الأغذية ومنتجات التنظيف، على سبيل المثال.
إلا أن الباحث فايرستين يشير إلى أن خارطة الرائحة الرئيسة لا تكشف الكثير عن البيولوجيا الكامنة وراء حاسة الشم لدى الإنسان، مثل كيفية تفاعل الجزيئات المختلفة مع ما يقرب من 350 مستقبلًا للرائحة في الأنف البشري، على سبيل المثال. ويضيف: "لديهم الجانب الكيميائي والجانب الدماغي، لكننا لا نعرف شيئًا عن الوسط بعد".
ويشيد بابلو ماير وهو عالِم بيولوجيا الأنظمة في مركز "أي بي ام" للصحة الحاسوبية في يوركتاون هايتس بنيويورك، باستخدام البحث اللغوي لربط المركبات بالروائح الذاتية، إلا أنه لا يوافق على أن متوسط إجابات البشر هو الطريقة "الصحيحة" لوصف الرائحة. ويضيف: "الرائحة شيء شخصي، ولا أعتقد أن هناك تصورًا صحيحًا لشيء ما."
من جانب آخر، يقول الباحث ويلتشكو إن الخطوة التالية هي معرفة كيفية دمج الروائح والتنافس مع بعضها البعض لإيجاد ما يفسره الدماغ البشري على أنه رائحة مختلفة تمامًا عن كل رائحة على حدة.
ويوضح كلٌّ من الباحث ماير والباحث فايرستين إن هذا سيكون صعبًا للغاية؛ فعملية خلط 100 جزيء فقط في مجموعات مختلفة مكونة من 10 جزيئات ينتج 17 تريليون نتيجة تباين، وسرعان ما يصبح عدد المجموعات المحتملة أكبر بكثير من أن يتمكن الحاسوب من تحليلها.
وختامًا، هذه هي الطريقة التي يشم بها البشر في الواقع، على حد قول الباحث فايرستين. وحتى رائحة معينة، مثل القهوة، تحتوي على مئات من المواد الكيميائية ذات الرائحة. بينما يقول الباحث ويلتشكو: "إن التنبؤ برائحة التركيبات تمثل حدود الخطوة التالية من طريقة عمل هذا النظام المرتبط بالذكاء الإصطناعي".
/العُمانية/
خالد البوسعيدي