عواصم في 5 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء لقضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فنشرت صحيفة "اليابان اليوم" مقالا بعنوان "التكاليف تحدث انقساما بين البلدان الغنية والفقيرة قبل محادثات معاهدة الوباء لمنظمة الصحة العالمية" بقلم الكاتبة " ديبورا نيلسون".
وقالت الكاتبة في مستهل مقالها "يكافح مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم، خلال اجتماعهم لمناقشة معاهدة تتناول الوقاية من الأوبئة الأسبوع القادم، للوصول إلى اتفاق على تمويل البلدان النامية والإجراءات الرامية إلى كبح انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر".
وأضافت أن الاجتماع، الذي سيبدأ الاثنين المقبل في مدينة جنيف، يعد جزءًا من المفاوضات الجارية من قبل هيئة صنع القرار في منظمة الصحة العالمية للتعامل مع التهديدات الوبائية في اتفاق ملزم قانونًا. ويمكن لممثلي ما يصل إلى 194 دولة عضوا أن يشاركوا في هذا الاجتماع.
ووضحت الكاتبة أنه بين النقاط الشائكة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات، تتمثل في تكاليف التدابير التي تهدف إلى معالجة مخاطر مسببات الأمراض الناشئة من الحياة البرية. وتشمل عوامل الخطر، التي يؤثر الكثير منها بشكل غير متناسب على العالم النامي، وإزالة الغابات، وتغير المناخ، والتوسع الحضري السريع، وتجارة الحياة البرية.
وبينت أن المناقشات السابقة حول المعاهدة المقترحة، والتي بدأت قبل عامين، ركزت على مدى استعداد الأنظمة الصحية. وعلى النقيض من ذلك، تهدف المناقشات إلى التركيز على الوقاية.
ويقول العديد من خبراء الصحة إن إيجاد طرق لوقف الأوبئة المحتملة قبل ظهورها أمر بالغ الأهمية حاله كحال الاستعداد عند ظهورها.
وقالت شادية ونوس وهي تشغل وظيفة المنسق العالمي في المنظمة العالمية لصحة الحيوان، وهي هيئة حكومية مقرها فرنسا وتشارك في مناقشات المعاهدة: "سنرى المزيد من الأوبئة وسنشهد تفشيًا أكثر خطورة إذا لم نتحرك بشأن الوقاية".
وفي شهر مايو الماضي، نشرت رويترز تحليلًا عالميًّا حصريًّا لعوامل الخطر البيئية المرتبطة بانتشار الأمراض الحيوانية المنشأ، وهو المصطلح الذي يستخدمه العلماء لوصف قفزة مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر.
كما أن مسببات الأمراض التي تسبب في كوفيد-19 والإيبولا ونيباه وغيرها من الأمراض الفتاكة تنجم عن الفيروسات الموجودة في البرية أو ترتبط بها ارتباطًا وثيقًا، خاصة بين بعض الخفافيش الاستوائية.
وخلص تحليل رويترز إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر كبير لانتشار العدوى، ومعظمها مناطق استوائية غنية بالخفافيش وتشهد توسعًا حضريًّا سريعًا، ارتفع بنسبة 57 في المائة في العقدين المنتهيين في عام 2020. كما أن ما يقرب من 1.8 مليار شخص، أو واحد من كل خمسة أشخاص على هذا الكوكب، يعيشون حاليا في هذه المناطق.
ووضحت الكاتبة أنه منذ وقت مبكر من جائحة كوفيد-19، سعى مسؤولو الصحة العالمية إلى إنشاء "معاهدة خاصة بالوباء" للاستعداد بشكل أفضل لتفشي الأمراض في المستقبل.
وأشارت إلى أن الهيئة الإدارية لمنظمة الصحة العالمية اختارت مندوبين من كل منطقة من مناطقها الإدارية الست في جميع أنحاء العالم لقيادة المفاوضات. ويجتمع المندوبون بشكل دوري مع ممثلي الدول الأعضاء وتقع على عاتقهم صياغة اتفاق بحلول مايو 2024.
وأضافت الكاتبة أن الحكومات لا تزال منقسمة، حيث فشلت في الاتفاق على بعض الأساسات اللازمة لتعزيز النظم الصحية في جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه الأساسات جميع القضايا التي أعاقت الاستجابة العالمية المنسقة لتفشي مرض كوفيد-19، وتبادل المعلومات والتكاليف واللقاحات.
وبينت أن الانقسامات ظهرت من جديد في يونيو 2023م، عندما تفاوض الاتحاد الأوروبي على اتفاقيات جديدة مع شركات الأدوية لحجز اللقاحات للأوبئة المستقبلية. ودفعت هذه الاتفاقيات المنتقدين إلى اتهام الكتلة بممارسة "الفصل العنصري في مجال اللقاحات".
وأشارت الكاتبة إلى أن التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة في الوقت الحاضر ملحوظ وواضح في الفقرة الأولى من المعاهدة المقترحة التي ستتم مناقشتها في جنيف. وتشير المسودة إلى "الفشل الكارثي للمجتمع الدولي في إظهار التضامن والإنصاف في الاستجابة لمرض فيروس كورونا".
وقالت في ختام مقالها "إن حكومات الدول النامية، التي تكافح بالفعل من أجل الحصول على الموارد اللازمة لتعزيز أنظمتها الصحية العامة، تحتاج إلى المزيد من الأموال إذا أرادت الاستثمار في الوقاية. وقد يشمل ذلك تدابير مثل تحسين مراقبة الأمراض الناشئة، والجهود المبذولة لمكافحة إزالة الغابات، وزيادة الإشراف على التنمية في المناطق التي قد تكون عرضة لظهور تأثيرات جديدة قد تهدد الصحة العامة".
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ال باييس" الاسبانية مقالًا بعنوان: "الحرارة القادمة لنا" بقلم الكاتب: "جورج كومينسال".
وطرح الكاتب في بداية مقاله تساؤلًا مفاده: لماذا لا نستعد للحرارة الشديدة التي تنتظرنا؟ وبين أن هناك من ينكر ظاهرة تغير المناخ ولا يعتقد بأن هناك ما يدعو للقلق من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك نشطاء ملتزمون بمنع الكوارث البيئية.
وأشار إلى أن العالم يمر بأشد المواسم سخونة في التاريخ الحديث، فخلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية جميع الأرقام القياسية السابقة.
وأضاف أن جميع مناطق العالم شهدت موجات حر طويلة، ابتداءً من المحيط الأطلسي الذي أصبحت مياهه دافئة بشكل غير عادي، وانتهاءً بظاهرة النينو في القارة القطبية الجنوبية.
وتعرف ظاهرة «النينو» بأنها نمط مناخي طبيعي في المحيط الهادئ الاستوائي يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر عن المتوسط ولها تأثيرات كبيرة على الطقس في جميع أنحاء العالم، ما يؤثر بدوره على مليارات الأشخاص.
ويرى الكاتب أن العالم بدأ يستخدم مصطلح "تغير المناخ" لأنه أكثر رحابة بدلًا من “الاحتباس الحراري” الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة.
ولفت إلى أن المناخ يتغير بعدة طرق، ولكن أول وأكبر مظهر من مظاهر هذا التغيير هو الحرارة: إنه نوع من الحرارة لم يختبرها الجنس البشري من قبل، وبالتالي فهو غير مستعد للتعامل معها.
ووضح الكاتب أن هذا التغير المناخي كنا نقرأ عنه سابقًا في الروايات كرواية الكاتب ستانلي روبنسون بعنوان "وزارة المستقبل"، وهي رواية خيالية مناخية حول الرعب الحراري، ولكنه أصبح الآن واقعًا ملموسًا.
وأشار إلى أن الوضع قد يصبح أكثر تطرفًا، حيث إن درجات الحرارة التي يمر بها البشر ستتغير في العقود القادمة أكثر مما كانت عليه في الستة آلاف عام الماضية، وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2020م حول مستقبل مكانة المناخ البشري.
وفي ختام المقال، طرح الكاتب تساؤلًا مفاده: لماذا لا نستعد للحرارة الشديدة القادمة؟ داعيًا كل أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني وصناع القرار للعمل الجماعي لوقف الاحترار العالمي ومساعدة أولئك الذين يعانون بالفعل أكثر من غيرهم جراء الكوارث والأزمات الناتجة بسبب ظاهرة تغير المناخ.
/العمانية/
خالد البوسعيدي/ أحمد البلوشي