عواصم في 6 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء لقضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فنشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان "أهمية تعددية الأطراف في مواجهة المشكلات العالمية" بقلم الكاتبة "سونج كيونج".
قالت الكاتبة في مستهل مقالها "الأنباء الواردة عن غياب كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج عن قمة رابطة الآسيان في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في الفترة من 5 إلى 7 سبتمبر 2023م، وكذلك غياب الرئيس الصيني شي جين بينج عن قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي في الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر 2023م، تسببت في خيبة أمل على المستوى العالمي، الذي أصبح منقسمًا إلى حد كبير بالفعل".
وأضافت بأن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ سيمثلان كلًّا من الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني في هذه الاجتماعات، هذا بالإضافة إلى غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن العالم يقف عند مفترق طرق عند النظر إلى التعددية المتهالكة التي تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتعاون.
وأوضحت الكاتبة بأن ما نشهده من اختلافات في وجهات النظر والانقسامات الدولية يتعارض مع فكرة الشعار الرئيسي لرئاسة الهند لقمة مجموعة العشرين الحالية المتمثلة في "أرض واحدة، أسرة واحدة، مستقبل واحد".
ولفتت إلى أن غياب الرئيس الصيني عن قمة مجموعة العشرين يشكل قلقًا خاصة بعد أن تعهد كل من الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مستضيف قمة مجموعة العشرين، بتحسين العلاقات الصينية الهندية في قمة "البريكس" التي انعقدت في 24 أغسطس الماضي في مدينة جوهانسبرج بهدف تحقيق السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضافت الكاتبة بأن العالم كان يتوقع اجتماعًا ثنائيًّا بين الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني، على أمل التوصل إلى انفراجه، على وجه التحديد لمعالجة التحديات العالمية من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي والتجارة، وتحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد العالمية، وخفض التضخم وتنسيق الاستجابات العالمية لأزمة المناخ.
وأشارت إلى أنه مع غياب رئيس ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يبدو من غير المرجح أن يتم التوصل إلى بيان متفق عليه بين القادة، كما كان الوضع في الفترة التي سبقت قمة مجموعة العشرين المتمثل في عدم قدرة المجموعة على ما يبدو على إصدار بيان رسمي لأول مرة منذ إنشائها في عام 2008، على الرغم من انعقاد العديد من الاجتماعات في مسار "الشيربا" والمسار المالي (تضم مجموعات عمل) والاجتماعات الوزارية المختلفة، حيث لم يتم التوصل إلى توافق ختامي بسبب الانقسامات بين الأعضاء بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا والعمل من أجل المناخ.
ووضحت الكاتبة بأن هذا المشهد سيشكل تحديًا ليس فقط بالنسبة للهند كدولة مستضيفة، بل أيضًا للمنتدى المهم متعدد الأطراف الذي يجمع البلدان المتقدمة والنامية، ما يثير تساؤلًا عالميًّا مرة أخرى عن أهمية مجموعة العشرين باعتبارها مجموعة توجيهية عالمية، بحسب رأي الكاتبة.
وبالنظر إلى الإنجازات الملموسة التي تحققها الهند، تفاءلت الكاتبة بقدرة مجموعة العشرين على إثبات أهميتها وفائدتها العالمية، مؤكدة على أهمية التمسك ببصيص من الأمل، ويتعين علينا أن نغرس شعورًا بالإلحاح لدى زعماء مجموعة العشرين.
وأضافت بأنه ينبغي على الزعماء مواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق وزراء التجارة داخل مجموعة العشرين بشأن إنشاء إطار للمجموعة لرسم خرائط شبكات التوريد العالمية بهدف تأمين سلاسل التوريد العالمية المرنة والمستدامة. وخلال هذا الوقت العصيب الذي يتسم بانقطاعات العرض المتكررة، سيكون رسم خرائط سلسلة التوريد العالمية لمجموعة العشرين مفيدًا للغاية من حيث تقييم نقاط الضعف وإيجاد البدائل.
وأوضحت الكاتبة بأن إطار مجموعة العشرين يجب أن يشمل أعضاء من الجنوب العالمي حيث توجد العديد من المعادن المهمة، لتبادل المعلومات وإدارتها.
وقالت بأنه من ضمن القضايا الحاسمة الأخرى التي يتعين على مجموعة العشرين أن تتصدى لها تتمثل في تخفيف أعباء الديون على البلدان منخفضة الدخل، وأغلبها في الجنوب العالمي، حيث بلغت الديون الخارجية للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل 9 تريليونات دولار أمريكي في عام 2022، أي بزيادة مضاعفة عما كانت عليه في عام 2010م، وفقًا للبنك الدولي.
وأضافت الكاتبة بأن مجموعة العشرين تنظر في إصلاح حصص صندوق النقد الدولي، وهو ما دعت إليه مجموعة "البريكس" الجديدة أيضًا، وحثت مجموعة "البريكس" على إدخال إصلاحات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والبنك الدولي لتعكس القوة والحقائق الاقتصادية المتغيرة على مستوى العالم. ولقد أثيرت نفس الدعوات المطالبة بإصلاح المنظمات الدولية آنفة الذكر لعقود من الزمن، وخاصة بشكل صريح منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008م.
وقالت في ختام مقالها "لا يزال العالم أكبر من أن يتمكن بلد واحد أو عدد صغير من البلدان من إدارته. لذلك، ليس هناك مجال يدعو للشك في أن مجموعة العشرين لا تزال تحتفظ بقيمتها الفريدة في التعامل مع المشكلات العالمية الحرجة. ويبقى السؤال هو كيف لنا أن نتيقن بأن المجموعة متعددة الأطراف ستعمل على تحقيق السلام والرخاء في العالم. كما يتعين على قمة مجموعة العشرين في الهند أن تتوصل إلى بعض الالتزامات الملموسة القابلة للتنفيذ، إن لم يكن بيانًا، لإثبات قيمتها الفريدة مرة أخرى".
من جانب آخر، تساءل الكاتب "أنخيل أوبايد" عما إذا كان الذكاء الاصطناعي بمثابة الطائرة التي تنقل الدماغ، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن التأثير الاقتصادي الكلي لهذه التكنولوجيا يمكن أن يكون كبيرًا، ما يؤدي إلى تسريع القدرة الابتكارية للمجتمع.
وأوضح في بداية مقاله الذي نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية أن التقدم الذي أظهره الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة يعد أمرًا مثيرًا للإعجاب.
وسرد بعض الأمثلة للتأكيد على التقدم المذهل لهذه التكنولوجيا، مثل "ألفا جو" وهو أول برنامج حاسوبي يهزم لاعب "جو" بشري محترف، وأول برنامج يهزم بطل عالم في لعبة "جو" بالإضافة لدردشة "جي بي تي" القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تمكنت من اجتياز امتحانات القبول لكليات الطب الأمريكية.
ولفت الكاتب إلى أن أحدث إصدارات الذكاء الاصطناعي تمثل قفزة نوعية وتستخدم النماذج التأسيسية القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن بينها نماذج اللغات الكبيرة "إل إل ام اس".
وبيّن أن هذه التقنية لها القدرة على معالجة اللغة البشرية، وهي قاعدة بيانات لا تحتاج إلى تصنيف وتطبيقها على عدد كبير من المهام، ما يزيد من قوتها وتعدد استخداماتها بلا حدود تقريبًا.
ويرى الكاتب أن الذكاء الاصطناعي يختلف نوعيًّا عن أجهزة الحاسوب بطريقتين. أولاً: هو برامج يمكن تنزيلها وتثبيتها بسرعة وليست آلات تتطلب بنية أساسية تكميلية باهظة الثمن ومعقدة. وقد أدى ذلك إلى انتشار سريع للغاية. فعلى سبيل المثال، كانت دردشة "جي بي تي" عندما تم إطلاقها، تعد أسرع تطبيق يصل إلى 100 مليون مستخدم.
الميزة الثانية في نظر الكاتب هي أن هذه التطبيقات لا تتطلب برمجة معقدة، حيث يتم الاستعلام عن نماذج اللغات الكبيرة في لغة الإنسان والاستجابة بلغة أو صور بشرية.
ويعتقد أن هذه الأجيال الجديدة من الذكاء الاصطناعي هي ثورية؛ فهي لا تعمل على أتمتة المهام المتكررة، بل المهام الإبداعية، واصفًا هذه العملية بـ "دمقرطة الذكاء".
ويرى الكاتب أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير على الاقتصاد، منوهًا إلى أن الدليل التجريبي على تأثير الأجيال الجديدة من الذكاء الاصطناعي هو أنها تقلل من الوقت اللازم لتنفيذ المهام وتزيد من جودتها وتعزز الإنتاجية لكل ساعة عمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تسريع القدرة الابتكارية للمجتمع، وإذا ما تم دمجها مع التطورات في مجال الروبوتات، يمكن أن يكون لها تأثير على التحسن في الإنتاجية والنمو.
ومن جانب آخر، بيّن الكاتب أن مثل أي تحول تكنولوجي، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر.
وأكد على أن الخلاف حول استخدام البيانات وملكيتها والاستخدام السيء المحتمل للخوارزميات، والأثر البيئي لكثافتها الحسابية العالية ستتطلب تنظيمًا يضع هذه العملية على المسار الصحيح.
وطرح في ختام مقاله عدة تساؤلات مفادها: كيف سيكون تأثير الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي أو التضخم؟ وهل ستكون مشابهة لأجهزة الحاسوب والإنترنت؟ أم ستكون هذه المرة مختلفة؟
/ العمانية /
خالد البوسعيدي / أحمد البلوشي