عواصم في 7 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "الحلول المناخية العملية" بقلم الكاتبة: "آنا بالاسيو" وهي المستشار العام لمجموعة البنك الدولي ومحاضرة زائرة في جامعة جورج تاون.
وشددت الكاتبة في بداية مقالها على أهمية مشاركة كل من صناعة النفط والغاز ومنطقة الخليج إذا ما أراد العالم أن يحرز تقدمًا حقيقيًّا بشأن تغير المناخ، حيث يمكن أن تكون قمة المناخ القادمة في أبوظبي مغيرًا حقيقيًّا لقواعد اللعبة - إذا تمكن بقية العالم من تنحية الخلافات جانبًا والتركيز على إيجاد أرضية مشتركة.
وترى أن هذه الرسالة مهمة بشكل خاص للاتحاد الأوروبي الذي اتسم نهجه تجاه تغير المناخ في كثير من الأحيان بمزيج من الهزيمة الذاتية- على حد وصفها.
وأوضحت الكاتبة أنه في الوقت الذي حقق فيه الاتحاد الأوروبي تقدمًا مهمًا في الحد من انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة الطاقة، فقد أخفق في وضع إطار مشترك للطاقة مما أدى إلى تقويض كل من أمن الطاقة والاستدامة.
وأشارت إلى أن هذا الأمر أصبح واضحًا بشكل صارخ بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، عندما اضطرت الدول الأوروبية إلى التدافع للحصول على إمدادات الطاقة البديلة، إذ لجأت بعض الدول لحرق الفحم، وهو أقذر أنواع الوقود الأحفوري.
وبيّنت أن الاتحاد الأوروبي يضطر الآن إلى إعادة تقييم التطبيق العملي لبعض مبادراته الخضراء، بما في ذلك قانون يحظر بيع السيارات التي تعمل بالديزل والغاز بحلول عام 2035، بالإضافة إلى قانون استعادة الطبيعة وهو عنصر رئيس في الصفقة الخضراء الأوروبية.
وقالت الكاتبة إن هذه البلدان لم تسهم إلا قليلًا في أزمة المناخ وتواجه الآن تحديًا هائلًا يتمثل في توفير الفرص الاقتصادية للسكان الذين يتزايد عددهم بسرعة، فعندما يسهمون في التحول الأخضر - ويتابعون الضرورات ذات الصلة مثل التكيف مع تغير المناخ - ينبغي أن يتلقوا تمويلًا سخيًّا من العالم الغني.
وفي الوقت نفسه أكدت الكاتبة على أن هذا الدعم في الوقت الحالي أقل بكثير مما هو مطلوب، إذ تشير التقديرات إلى أنه إذا كان للاقتصادات الناشئة والنامية أي فرصة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، فيجب أن تصل استثماراتها السنوية في الطاقة النظيفة إلى ما يقرب من 2.8 تريليون دولار بحلول أوائل عام 2030، وهذا يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الذي تم تسليمه في عام 2022 والبالغ 770 مليار دولار.
ومن وجهة نظرها ترى أنه في حال أردنا أن يكون مؤتمر المناخ القادم ناجحًا، فيجب استبدال هذه المثالية الخضراء بأجندة واضحة تأخذ في الاعتبار النطاق الواسع للمصالح القائمة فقط من خلال الاعتراف باحتياجات وأهداف جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، يمكننا أن نأمل في جعل المبادرات الخضراء مستدامة وتسريع انتقال الطاقة.
ونبهت إلى أن نهج مقاس واحد يناسب الجميع لن يكون عادلًا أو فاعلًا، إذ يجب أن يكون كل بلد قادرًا على تحقيق توازنه الخاص بين الاستدامة والأمن والفاعلية من حيث التكلفة، مشيرة إلى أن التحول الأخضر العادل لن يكون ممكنًا إلا من خلال نهج رصين ومتوازن يراعي احتياجات الطاقة والتنمية لكل بلد.
وقالت في ختام مقالها: إذا كانت قمة المناخ الـ 28 ستحقق تقدمًا ذا مغزى، يجب أن نتوقف عن الخلاف والبدء في التعرف على ما يمكن أن تقدمه الجهات الفاعلة المختلفة - بما في ذلك صناعة النفط والغاز - إلى طاولة المفاوضات.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان: "لماذا يكون كبار السن عرضة للحرارة الشديدة الناتجة عن تغير المناخ" بقلم كل من "ديبورا كار" وهي أستاذة علم الاجتماع ومديرة مركز الابتكار في العلوم الاجتماعية بجامعة بوسطن، و"جياكومو فالشيتا" وهو باحث ما بعد الدكتوراه في الطاقة والمناخ والبيئة في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية، و"إيان سو وينج" وهو أستاذ علوم الأرض والبيئة بجامعة بوسطن.
واستهل الكُتاب الثلاثة مقالهم بالإشارة إلى أن الحرارة الحارقة عرضت ملايين الأمريكيين للخطر هذا الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة جنوب الولايات المتحدة.
وأوضحوا أن الصور التي يتم تداولها لبعض الشباب وهم يستمتعون بالصيف الحار في شواطئ المدن الساحلية تخفي أزمة متنامية وهي أن الملايين من كبار السن يعانون وراء الأبواب المغلقة، حيث وجدوا أن هناك اتجاهين اجتماعيين يشيران إلى مستقبل مؤلم محتمل: السكان يتقدمون في السن، ودرجات الحرارة آخذة في الارتفاع.
وقالوا في هذا السياق: “من المتوقع أن تشهد بعض الولايات الأكثر سخونة في أمريكا، بما في ذلك ولاية أريزونا، نموًا كبيرًا في السكان البالغين الأكبر سنًا. ولكن الحرارة ليست مجرد مشكلة في الجنوب، إذ يواجه سكان الشمال أيضًا مخاطر متزايدة من الحرارة الشديدة التي لم يعتد عليها كثير من الناس هناك”.
وأضافوا: “تمثل درجات الحرارة العالية وضعًا قاسيًّا للعديد من فئات المجتمع، ولكنها قد تكون قاتلة بالنسبة لكبار السن، إذ إنهم لا يتعرقوا أو يبردوا بكفاءة مثل الشباب. ويمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى تفاقم بعض المشكلات الصحية كأمراض القلب والرئة والكلى، ويمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى حدوث الهذيان”.
وبينوا أن جودة الهواء الرديئة تؤدي إلى صعوبة التنفس، خاصةً بين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من صعوبات في التنفس. وبالنسبة لكبار السن الذين يعانون من مشكلات صحية جسدية، يمكن أن تشكل درجات الحرارة المرتفعة خطرًا كبيرًا.
وأشاروا إلى أن الحرارة لا تؤثر على الصحة الجسدية لكبار السن فحسب، فقد يؤدي الاضطرار إلى البقاء في المنزل طوال اليوم للحفاظ على البرودة وتحمل ضغوط الطوارئ الحرارية إلى إصابة كبار السن بالاكتئاب والعزلة.
وأكدوا في ختام مقالهم على أن مخاطر الحرارة ستزداد على كبار السن سوءًا في المستقبل، وسنحتاج إلى سياسات عامة للاستجابة للتكاليف الصحية للأيام الأكثر حرًّا.
/العُمانية/
أحمد صوبان