الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 8 أكتوبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بقدرة أفريقيا على استغلال العلوم النووية لمكافحة تغير المناخ بالإضافة لأسباب علو كعب الدولار على اليورو في الفترة الأخيرة.

فصحيفة "ستاندرد" الكينية نشرت مقالًا بعنوان: "يمكن لأفريقيا تسخير العلوم النووية في حرب تغير المناخ" بقلم الكاتب: "ادوارد مياكا" وهو عالم نووي ومدير الشراكات والتوعية العامة في هيئة التنظيم النووي في كينيا.

واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن استخدام العلوم والتكنولوجيات النووية لمكافحة تغير المناخ كان أحد أبرز الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير في قمة المناخ الأفريقية التي عقدت في شهر سبتمبر الماضي، حيث كان الهدف الأساس للقمة هو إنشاء مسار مستدام وصديق للبيئة لكل من القارة الأفريقية والمجتمع العالمي.

وبين أن التجمع شهد جهدًا جماعيًّا من الخبراء وصناع السياسات والمدافعين عن البيئة الذين اتحدوا جميعا في تأييدهم للأدوات والاستراتيجيات المبتكرة لإدارة المناخ مثل جزء من المعركة المستمرة ضد تغير المناخ.

ووضح الكاتب أن تغير المناخ قد أحدث دمارًا في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في أحداث مناخية متطرفة وارتفاع منسوب مياه البحر واختلال النظم البيئية والاقتصادات. وشهدت أفريقيا، موطن بعض الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ، الآثار المدمرة لهذه الظاهرة بشكل مباشر وهناك الكثير على المحك.

ولفت إلى أن منطقة القرن الأفريقي تعرضت أخيرا لأسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، مما أدى إلى تعرض نحو أربعة ملايين شخص لانعدام الأمن الغذائي في كينيا و50 مليونا في بلدان الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي.

وذكر أنه من أجل مكافحة التهديد الوجودي الذي يفرضه تغير المناخ، استكشف الزعماء في قمة المناخ الأفريقية مجموعة واسعة من الحلول، ومن الممكن أن تبرز العلوم والتكنولوجيا النووية مثل منافس قوي.

وقال في هذا الجانب: "توفر الطاقة النووية العديد من المزايا في سياق التصدي لتغير المناخ. وعلى عكس الوقود الأحفوري، تولد محطات الطاقة النووية الكهرباء من خلال عملية لا تنتج أي انبعاثات كربونية مباشرة تقريبا. وهذه الخاصية وحدها تجعل الطاقة النووية خيارًا جذابًا للدول التي تسعى جاهدة لتقليل بصمتها الكربونية وتحقيق أهداف طموحة لخفض الانبعاثات".

وأضاف: "علاوة على ذلك، تتمتع محطات الطاقة النووية بسجل حافل من الموثوقية والاستقرار. فهي توفر مصدرًا ثابتًا للكهرباء، وهو ما يمكن أن يكون بالغ الأهمية للدول النامية التي تتطلع إلى بناء بنى أساسية مرنة للطاقة قادرة على تحمل آثار تغير المناخ".

وبين أنه في حين توفر الطاقة النووية فوائد كبيرة في مكافحة تغير المناخ، فإنها لا تخلو من التحديات والمخاوف؛ السلامة النووية والأمن النووي والضمانات النووية وإدارة النفايات النووية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكاليف الأولية المرتفعة لبناء محطات الطاقة النووية كلها قضايا صحيحة تحتاج إلى معالجة. وستكون الشفافية والتعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات ضرورية لضمان التطوير الآمن والمسؤول للطاقة النووية في القارة الأفريقية.

ويرى أنه رغم وجود التحديات لا يمكن تجاهل الفوائد المترتبة على مصدر طاقة نظيف وموثوق به ومستدام. ويتعين على الدول الأفريقية، إلى جانب المجتمع العالمي، أن تدرس بعناية دور الطاقة النووية في خطط عملها المناخية وأن تعمل معًا لتسخير إمكاناتها من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا وازدهارًا.

وأكد في ختام مقاله على أن الرحلة نحو "أفريقيا قادرة على التكيف مع المناخ" قد تكون طويلة ومليئة بالتحديات، ولكن مع المزيج الصحيح من الحلول، بما في ذلك الطاقة النووية، يمكن للقارة أن تمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا ومنخفض الكربون للأجيال القادمة.

من جانبها، نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية مقالًا بعنوان: “لماذا يربح الدولار مقابل اليورو” بقلم الكاتب: "لويس انريكي فيلاسكو".

وبين الكاتب في بداية مقاله أن الانخفاضات في العملة الموحدة (اليورو) قد تراكمت على مدى أكثر من شهرين مقابل العملة الأمريكية، وتكتسب المزيد من القوة في انتظار قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن رفع أسعار الفائدة.

وأشار إلى أن اليورو واصل تراجعه أمام الدولار في الأسابيع الماضية وفقد أكثر من 5% من قيمته منذ منتصف يوليو الماضي حيث تبلغ قيمته الآن 1.07 دولار.

وذكر أنه قد حدث انخفاض استثنائي في القيمة قبل عام تقريبا، عندما تجاوز الدولار اليورو للمرة الأولى منذ عشرين عاما. والآن، ومع شبح الركود الذي يخيم على أوروبا، أصبح اليورو انعكاسا للاقتصاد الذي يعتمد عليه، وأصبحت الفجوة بينه وبين الدولار آخذة في الاتساع.

ومن وجهة نظر الكاتب، يمكن فهم حجم تراجع اليورو من خلال ملاحظة ما حدث في الآونة الأخيرة.

وقال في هذا السياق: "في حين لا تزال أوروبا تناضل من أجل السيطرة على التضخم، الذي لم ينخفض ​​إلى ما دون حاجز 5% لعدة أشهر، يبدو أن الوضع في الولايات المتحدة، حيث بلغت الزيادات في الأسعار نحو 3%، أصبح تحت السيطرة بشكل أكبر. وقد انتقل ذلك إلى السباق لرفع أسعار الفائدة، ويتوقع المحللون توقفا مؤقتا من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن لديهم المزيد من التحفظات حول ما سيفعله البنك المركزي الأوروبي".

وأضاف: "قد أدت محاولات تهدئة الاقتصاد من خلال رفع أسعار النقود إلى تحديد وتيرة معركة العملة التي يكون للدولار فيها اليد العليا. وبينما بدأت واشنطن التحرك لوقف ارتفاع الأسعار الذي بدأ خلال جائحة كورونا، قلل البنك المركزي الأوروبي من المخاطر ووصف الوضع بأنه مؤقت. وأعلن جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، عن الزيادة الأولى في مارس 2022، بينما لم يفعل البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، بقيادة كريستين لاجارد، ذلك إلا بعد أربعة أشهر".

ولفت إلى أنه بالنسبة لخبير الوضع السياسي والاقتصاد العالمي في جامعة آي إي، خوان كارلوس مارتينيز، كانت هذه الميزة الطفيفة بمثابة دفعة مهمة للدولار لإعادة تقييم نفسه في معظم الأسواق قبل اليورو. وتسبب القرار في انخفاض مشترك للعملات الرئيسة في التجارة الدولية؛ من بين العملات الأخرى، الجنيه الإسترليني واليوان الصيني والين الياباني واليورو.

ولفهم أعمق للظروف والأوضاع التي أسهمت في علو كعب الدولار على اليورو، وضح الكاتب أنه في ظل الظروف العادية عندما ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة تزيد قيمة العملة المحلية في سوق الصرف الأجنبي لأن السندات الحكومية وسندات الشركات تصبح أكثر جاذبية مما يؤدي بدوره إلى جذب المزيد من المستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع.

ومع ذلك، على عكس الولايات المتحدة، لم تتمكن أوروبا من العودة إلى "الظروف الطبيعية" خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

وبين أن منطقة اليورو تعاني من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الحبوب وتفاقم الجفاف في جنوب القارة، وتكافح من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، إذ يتوقع الاتحاد الأوروبي أن يبلغ النمو للعام الحالي 0.8% فقط.

ويرى الكاتب أن السيناريو في الولايات المتحدة مختلف. فعلى الرغم من الانكماش الطفيف الذي شهده سوق العمل الأمريكي في أغسطس، إلا أنه كان قويا بشكل مدهش حيث إن أرقام الاستهلاك أصبحت قوية وارتفعت الرواتب فوق معدل التضخم.

وأكد على أنه بالرغم من أن سوق العمل في أوروبا لا يزال قويا، مع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته التاريخية بنسبة 6.4%، فإن التضخم في المنطقة أعلى منه في الولايات المتحدة، خاصة إذا تم أخذ أسعار المواد الغذائية والخدمات والسلع الصناعية غير المتعلقة بالطاقة في الاعتبار.

كما أن أوروبا تدفع ثمن منتجات الطاقة التي تستوردها بالدولار، وبالتالي فإن ارتفاع أسعارها يؤثر على الدول الأكثر اعتمادا عليها، مثل اسبانيا، التي تدفع المزيد مقابل الغاز والنفط الذي تحتاج إليه بينما يخسر المستهلكون لأن هذه الزيادة تنتقل إلى المستهلكين عبر أسعار الطاقة.

ويعتقد الكاتب بأن هناك بعض الأمور الإيجابية بالنسبة لليورو. حيث إنه بسبب انخفاض قيمة العملة، أصبحت الصادرات الأوروبية أكثر قدرة على المنافسة في السوق الخارجية لأنها تباع بسعر أرخص من دون التأثير على هوامش المنتجين، وتحصل الشركات الأوروبية على المزيد من اليورو من خلال إعادة الأرباح إلى الوطن أو تلقي أرباح من الشركات الأجنبية التابعة لها.

علاوة على ذلك، فإن البلدان التي تستخدم اليورو تصبح أكثر جاذبية للسياح من خارج الاتحاد الأوروبي، لأنها تحصل على المزيد من اليورو في مقابل عملاتها المحلية، مما يجعل إقامتهم أرخص.

/العُمانية/

أحمد صوبان