عواصم في 10 أكتوبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها.
فنشرت صحيفة "جابان تايمز" مقالًا بعنوان "كيف يمكن للتقنيات الناشئة أن تكون مصدرا للقوة للدول" بقلم الكاتب "كوسوكي سايتو" وهو زميل أبحاث زائر متخصص في التقنيات الناشئة في معهد الاقتصاد الجغرافي، وأستاذ مشارك في كلية الدراسات العالمية بجامعة صوفيا.
قال الكاتب في مستهل مقاله "أصبحت مظاهر ما يطلق بالتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وعلم المعلومات الكمية قضية رئيسة في السياسة الدولية في الآونة الأخيرة".
وأضاف بأنه من المتوقع أن تغير التقنيات إلى حد كبير كيفية عمل الجيوش والاقتصادات والمجتمعات. وترتبط بهذه التقنيات العديد من الآثار الاجتماعية التي تشوبها بعض الصور الضبابية من حيث طريقة عملها، ما يدفع الحكومات إلى النظر في معنى امتلاك مثل هذه التقنيات واستخدامها.
وسرد الكاتب مثالًا لردة فعل بعض الدول حول هذه المخاوف، فسارعت الولايات المتحدة إلى إعادة صياغة سياسات الأمن القومي والصناعة الخاصة بهذه التقنيات الناشئة، وممارسة السلطة على الدول المثيرة للقلق في بعض الأحيان وحتى على الحلفاء والأصدقاء في حالات معينة، بالنظر إلى التقدم الهائل الذي تشهده هذه التقنيات.
وقدم عددا من الطرق لتحويل هذا النوع من التقنيات إلى طاقة. ولتقديم وجهة نظر واحدة حول هذه القضية، ركز المقال على استخدام التقنيات كقوة صلبة وتأثير القوة الخيالية في القيام بذلك.
وتعرف القوة الخيالية على أنها القدرة على توليد أنظمة واستراتيجيات غير مسبوقة في مجال العلوم والتكنولوجيا الناشئة، ما يخلق منصة لسيناريوهات تنافسية تحفز خيال الدول الأخرى وتجبرها على الاستجابة بالأفعال.
وشدد الكاتب على أهمية دعم هذه الطاقة بقاعدة علمية وتكنولوجية متينة لجعل الأنظمة والاستراتيجيات ذات جدوى.
ففي المجال العسكري، توقع أن يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد على جعل الأسلحة أكثر استقلالية وتحسين كفاءة العمليات والإدارة التنظيمية.
أما على الجبهتين الاقتصادية والاجتماعية، من المتوقع أن يحدث تغيير كبير في إدارة الشركات والهياكل الإدارية. وبدأت العديد من الدول حول العالم في استثمار الموارد بشكل تنافسي للحصول على مثل هذه القدرات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وبين بأن الأبحاث والتطوير في مجال علم المعلومات الكمية ركزت على الاستشعار الكمي والحوسبة الكمية والشبكات الكمية، لكنها ليست في مرحلة التأثير على السياسة الدولية مثل القوة الصارمة.
ويجادل بعض المسؤولين حول ضرورة توخي الحذر عند اتخاذ القرارات بشأن التطبيقات العملية لنظام معلومات الجودة، وخاصة في القطاع العسكري. وفي واقع الأمر، كانت هناك حالات كثيرة لدول تتمتع بالتكنولوجيا الجديدة وتكتسب ميزة الريادة وتلحق بها دول أخرى.
وأضاف الكاتب بأنه عند دراسة الأنماط السابقة للمنافسات التكنولوجية، يصبح من الواضح أن المسابقات التي تتمحور حول قوة الخيال الاستراتيجي تختلف عن تلك التي تدور حول التكنولوجيا التي أثبتت جدواها.
وأشار إلى أن السباق للحصول وتطوير التكنولوجيات الناشئة يشبه مبادرة الدفاع الاستراتيجي من حيث إن المنافسة تتصاعد من دون ترسيخ التطبيق العملي لهذه التكنولوجيات بشكل واضح.
وبين الكاتب أنه كثيرًا ما كان يُنظر إلى الخيال الاستراتيجي بشأن التكنولوجيات الناشئة على أنها غير واضحة من حيث كيفية استخدامها. وفي بعض الأحيان يتم إجراء البحوث الأساسية والتطبيقات الاجتماعية في وقت واحد، ومثل هذه الخصائص التي تتميز بها التكنولوجيات الناشئة تجبر البلدان على اتخاذ تدابير استجابة.
وقال الكاتب في ختام مقاله "مع تحول المنافسة الدولية على التكنولوجيات الناشئة إلى تناسق متزايد، فمن الأهمية بمكان أن يتم التركيز على الكيفية التي قد تتمكن بها الدول من الانتقال من مرحلة اللحاق بالركب إلى مرحلة محاولة التأثير على بلدان أخرى من خلال أفكار مبتكرة".
من جانبها، نشرت صحيفة "ستار" الكينية مقالًا بعنوان "أفريقيا بحاجة إلى حلول جديدة" بقلم الكاتب "كريستوفر ماندو".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الكثيرين يتساءلون عن الكيفية المثلى للمساهمة في مساعدة اقتصاد أفريقيا على النمو والعمل على قدم المساواة في مجال التجارة مع مختلف دول العالم.
وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب على أن الجواب بسيط، إذ تحتاج أفريقيا لصياغة حلولها الخاصة لحل مشكلاتها، ويحتاج هذا النوع من الاكتفاء الذاتي إلى إيجاد آليات تمويل مبتكرة لتمويل المشاريع التي يمكن أن تؤدي إلى النمو الاقتصادي المستدام في مختلف بلدان القارة.
ونوه إلى أن مثل هذه الحلول التمويلية يجب أن تأخذ في عين الاعتبار الاحتياجات المحددة لمختلف الدول الأفريقية والنظر إلى التحديات التي تواجهها.
وحذر الكاتب من أنّ النمو الاقتصادي تباطأ في جنوب الصحراء الكبرى إلى 3.7 في المائة في عام 2022 مقارنة ب 4.1 في المائة في عام 2021، وفي ذات الوقت تواجه القارة الأفريقية خطر نقص الحبوب نتيجةً لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب التأثيرات التي تسببت بها جائحة كوفيد-19.
واستطرد بالقول إلى أن تمويل المشاريع التنموية له حدود، من حيث المبالغ المتاحة ومخاطر السداد المقبولة، وفي بعض الحالات فإن تكلفة التمويل تكون مرتفعة جدًا مقارنة بجدوى المشروع، وبهذا تكون العديد من الحلول المستوردة ذات سعر باهظ مقارنة بالحلول التي يمكن تطويرها داخل أفريقيا وتتماشى مع وضع القارة.
وأضاف الكاتب بأن من أهم الأمور التي يجب معالجتها هي نسب الفقر المرتفعة، وحماية السلع من تقلبات السوق والكوارث الطبيعية، وزيادة استقرار المجتمعات، إذ إن هذه المشكلات تزيد من صعوبة جذب الاستثمارات.
وفي ختام مقاله، أكد الكاتب بأن تنمية أي مجتمع يعتمد بالدرجة الأولى على إنتاج السلع والخدمات والأفكار اللازمة لإنشائها، ويجب الاعتماد على حلول جديدة ومستدامة، بعيدًا عن تقليد ما حدث في مناطق أخرى من العالم، وبهذا فإنه يتحتم على صناع القرار في قارة أفريقيا إيجاد حلول مناسبة تتواءم والمشاكل التي تواجهها.
/العُمانية/
خالد البوسعيدي / أنس البلوشي