عواصم في 4 ديسمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العمانية بعضًا من الآراء في قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها.
فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان "الخاسرون في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" بقلم الكاتب "مراد يشيلتاش".
وقال الكاتب في مستهل مقاله: "حتى لو خرجت إسرائيل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بانتصار عسكري محدود، فإنها ستظل الخاسرة في الصراع".
وأضاف بأن إسرائيل تتصارع اليوم مع أزمة أمنية وجودية ومخاوف عميقة على المستوى الإقليمي والعالمي على نطاق لم يسبق له مثيل منذ عام 1948.
وأوضح أن هناك خاسرًا كبيرًا آخر - إلى جانب إسرائيل - هو الولايات المتحدة؛ فقد أدى دعم واشنطن - الذي لا جدال فيه - لإسرائيل وصمْتَها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الهمجي إلى تعميق وتوسيع المشاعر المعادية لأمريكا في الشرق الأوسط وخارجه، كما يرى الكاتب.
وبيّن أن ذلك الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي أدى الانهيار إلى سياسة الإدارة الأمريكية التي تهدف إلى إنشاء نظام جديد في الشرق الأوسط يتمحور حول المحور العربي الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى أن كبار اللاعبين الأوروبيين يجدون أنفسهم بين الخاسرين أيضًا بدعمهم للاحتلال الإسرائيلي في غزة، فعلى الرغم من القوة الاقتصادية التي تتمتع بها ألمانيا، فقد تصرفت كدولة تابعة تفتقر إلى القدرة على تطوير سياسة مستقلة، حسب رأي الكاتب.
وأضاف بأنه على النقيض من هدفها الاستراتيجي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المتمثل في "بريطانيا العالمية"، تبنّت المملكة المتحدة موقفًا مؤيدًا لإسرائيل دون إحداث أي تغيير ملموس.
ووضّح أنه على الرغم من أن فرنسا حاولت اتباع نهج أكثر توازناً، إلا أنها اضطرت إلى دعم إسرائيل بصفتها لاعباً غير فعال، كما أن مواقف كل من: إسبانيا وبلجيكا، المنتقدة لإسرائيل داخل أوروبا، تشير إلى عجز الاتحاد الأوروبي عن أن يكون لاعباً عالميًّا.
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل - بعد السابع من أكتوبر - تواجه جبهات متعددة من الهزيمة، ويجب عليها أن تتعامل مع هذه العواقب في السنوات المقبلة، وتتمثل تلك التداعيات الاستراتيجية في تآكل عقيدتها الأمنية التي ترتكز على الردع العسكري وهو السلاح الأساسي قبل الدفاع.
وأشار إلى أن هجمات السابع من أكتوبر، إلى جانب نقاط الضعف التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي في مواصلة الجهود الحربية، أدت إلى انهيار أسطورة الردع.
وأضاف الكاتب بأنه في السابع من أكتوبر، أثبتت قدرات الإنذار المبكر (المرتكزة على الذكاء المتفوق للدولة في التنبؤ بتصرفات العدو) أنها غير فعالة، وهو ما يذكرنا بعام 1973. وتعثّرت القدرة الدفاعية الإسرائيلية، التي صُممت لتكون القوة الأساسية للدفاع عندما يفشل الردع في غزة، الأمر الذي سلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها في القتال كجيش ماهر.
وأوضح أن الركيزة المتعلقة بتحقيق النصر الحاسم، والتي كانت تهدف في البداية إلى تدمير حماس؛ تحولت في ظل إدارة بنيامين نتنياهو من "تدمير" حماس إلى "إضعاف" حماس، حيث أصبح تحقيق الأول بعيد المنال بشكل واضح.
وقال الكاتب في ختام مقاله: "باختصار، أدت تصرفات إسرائيل غير المتناسبة في غزة إلى تآكل سياساتها ومجتمعها وصورتها الإقليمية والعالمية الممزقة بالفعل. وتجد إسرائيل نفسها أكثر عزلة وتعاني من انعدام الأمن في الشرق الأوسط مقارنة بالماضي. ونتيجة لذلك، أصبحت غزة أكثر تكلفة مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر".
من جانبها، نشرت صحيفة "ذا نيتشر" البريطانية مقالًا سلّط الضوء على القرار التاريخي في بداية مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغيّر المناخ والمتمثل في التعهد بتقديم أموال للبلدان التي دمّرها تغيّر المناخ بقلم الكاتبة "كاثرين ساندرسون".
وقالت الكاتبة في مستهل مقالها: "اجتذب الصندوق الذي سيوفر التمويل الأساسي للبلدان الأكثر تأثراً بتغير المناخ أكثر من 400 مليون دولار أمريكي من التعهدات بعد الإعلان عنه في 30 نوفمبر 2023 في بداية مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP 28) المنعقد في مدينة دبي".
وأضافت بأن مشروع القرار بشأن صندوق "الخسائر والأضرار" يمثل لحظة تاريخية لاستراتيجية العالم بشأن تغير المناخ، وهي تتويج لجهود استمرت 30 عاما بذلتها البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لكي تعوضها البلدان المرتفعة الدخل عن الضرر الناجم عن آثار تغير المناخ.
وأوضحت الكاتبة أنه من بين 197 دولة ممثلة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28)، تعهدت كل من: دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا بتقديم مبلغ 100 مليون دولار أمريكي للصندوق؛ ووعدت دول أخرى - وهي أعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة - بتقديم 125 مليون دولار.
كما تعهدت المملكة المتحدة بنحو 50 مليون دولار أمريكي. وتعهدت كذلك الولايات المتحدة بمبلغ 17.5 مليون دولار واليابان بمبلغ 10 ملايين دولار. وستتم إدارة الصندوق من البنك الدولي في واشنطن حتى يتم الإعلان عن مقر أكثر استدامة.
وقد رحب الباحثون والناشطون بهذه الخطوة، مع إدراكهم أن هناك حاجة إلى المزيد وأن التعهدات ليست مثل الأموال الموجودة في البنك.
وأشارت الكاتبة إلى أن الدول قد قبلت مبدأ صندوق الخسائر والأضرار وهو أقرب إلى التعويض منه إلى المساعدات في ختام مؤتمر الأطراف الذي انعقد العام الماضي (2022) في مصر. وكان للعلماء دور رائد في رفع مستوى الصندوق من خلال الأبحاث.
وأوضحت أن الكم المتزايد من الأبحاث يعني أن الخسائر والأضرار أصبحت معترفًا بها على نطاق أوسع، وخاصة من قبل صناع السياسات حيث تظهر بشكل متزايد في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وبينت الكاتبة أنه لم يُعلن عن مزيد من التفاصيل، مثل مقدار الأموال التي سيتم تقديمها كمنح مقابل القروض، ومَن سيكون مؤهلاً لتلقي التمويل.
ويقول رومان ويكمانز، الباحث في تمويل المناخ بجامعة بروكسل الحرة: "يبقى أن نرى مقدار الأموال التي ستكون الدول الغنية، والدول المتقدمة، والدول التي تتسبب بالتلوث على استعداد لإيداعها في هذا الصندوق".
من جانب آخر، يقول توم ميتشل، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للبيئة والتنمية (مركز أبحاث متخصص في الأبحاث البيئية ومقره في لندن)، إن المبالغ الإجمالية حتى الآن "متواضعة جدًّا حقًّا".
ويضيف ميتشل بأن الاختبار الرئيسي الآن هو ما إذا كان الصندوق يستطيع توصيل الأموال إلى الأماكن التي يحتاج إليها بسرعة، مؤكدا أن الاتفاق يمثل "إشارة مهمة حقًّا، والآن يبدأ العمل الشاق بتنفيذه فعليًّا وإيصال الأموال إلى الخطوط الأمامية لتأثيرات المناخ".
واختتمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن البلدان التي تطالب بالصندوق، وخاصة تلك المعرضة بشدة لتغير المناخ، تتوقع أن تصل التعهدات المالية في نهاية المطاف إلى 100 مليار دولار على الأقل سنويا.
/ العمانية /
خالد البوسعيدي