الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 7 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها، وتتعلق بأجندة السياسة الاقتصادية لقارة آسيا، واستخدام الفن في التعليم، والنصائح الغذائية المتناقضة.

فنشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكيت" مقالًا بعنوان "أجندة السياسة الاقتصادية الجديدة لقارة آسيا" بقلم الكاتبة "رونشانا بونجسابارن" وهي رئيس المجموعة والخبير الاقتصادي الرئيسي لمكتب بحوث الاقتصاد الكلي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا.

أشارت الكاتبة في مستهل مقالها إلى أنّ الندوب الناجمة عن جائحة كوفيد-19 قد أدت إلى إضعاف النمو المحتمل، ما جعل تباطؤ مكاسب الدخل هو الوضع الطبيعي الجديد في العديد من البلدان حول العالم.

وقالت "إنّ التوترات الجيوسياسية - وخاصة (الحرب) التجارية والتقنية بين الولايات المتحدة والصين - تهدد ليس فقط بوقف العولمة، التي كانت عاملاً رئيسًا في تمكين النمو على مدى العقود القليلة الماضية، بل أيضًا في تقسيم الاقتصاد العالمي إلى كتل منفصلة، ويبدو أنّ أيام التضخم المنخفض والمستقر تفسح المجال أمام أسعار أعلى وأكثر تقلبًا من الناحية الهيكلية".

وأوضحت الكاتبة بأنّ عملية التحول الرقمي السريع، والمدفوعة جزئيًّا بالتكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، ستستمر على قدم وساق، وسيصبح تأثير تغير المناخ أكثر وضوحًا يومًا بعد يوم.

وبيّنت بأنّ هذه التطورات مجتمعة تشكل تحديات كبيرة لصناع السياسات في جميع أنحاء العالم، أما الدول الأعضاء في مجموعة الآسيان+3 الدول الأعضاء العشر في آسيا، بالإضافة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية فهي غير مستثناة.

وخلال الجائحة، أشارت الكاتبة إلى أنّ حكومات مجموعة الآسيان+3 بذلت قصارى جهدها لدعم اقتصادها، وخاصة من خلال تحويل العجز المالي إلى نقود، وهو من المحرمات في الأوقات العادية، كما كانت الحوافز المالية التي اتبعوها بما في ذلك تقديم كميات كبيرة من المساعدات المباشرة للأسر والشركات، مصحوبة بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.

وأضافت بأنّه في حقبة ما بعد الجائحة، تعتبر هذه التدابير مفرطة وغير حكيمة وغير مستدامة، لكن انخفاض النمو وارتفاع التضخم وزيادة الدين العام، الذي ارتفع من نحو 93 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في المتوسط في عام 2019 إلى 100 بالمائة في عام 2022 في اقتصاد مجموعة الآسيان+3 وهذا ما يجعل تفكيكها أمرًا صعبًا.

ووضحت الكاتبة بأنّه يبدو أنّ صناع السياسات في مجموعة الآسيان+3 يدركون هذه الحقيقة، وعلى الرغم من مواجهة تحديات مماثلة إلى حد كبير، فقد ركزت هذه الحكومات على تدابير مختلفة، اعتمادًا على ظروف اقتصادها والحيز السياسي.

كما تدخلت بلدان مجموعة الآسيان+3 في أسواق الصرف الأجنبي، وبما أنّ الانخفاض السريع في قيمة العملة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية، وهذا ما يجعل من الصعب على الشركات والأسر التكيف، فقد استخدمت العديد من المصارف المركزية لمجموعة الآسيان+3 احتياطاتها الدولية لدعم عملاتها.

ولفتت بأنّ صناع السياسات كانوا حريصين على عدم المبالغة في ذلك، واحتفظوا بالقدر الكافي من الاحتياطات الدولية للوفاء بالتزاماتهم الخارجية، وعلى نطاق أوسع يبدو أنّها تمكنت من الحد للتداعيات الناجمة عن صدمات الوباء والتضخم، وفي الإجمال تظل مجموعة الآسيان+3 نقطة مضيئة في الاقتصاد العالمي حسب وصف الكاتبة.

وأكدت الكاتبة في ختام مقالها على أهمية قيام صناع السياسات في مجموعة الآسيان+3 بالتعامل مع التحديات البنيوية الأطول أمدًا، ويشكل تعزيز التكامل الإقليمي ضرورة أساسية؛ لأن من شأنه أن يعزز من قدرة البلدان على الصمود في مواجهة قوى التفتت، ويعزز الجهود الرامية إلى التخفيف من تغير المناخ وتحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال التحول الرقمي بشكل أسرع.

من جانبها نشرت صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية مقالًا بعنوان "استخدام الفن في التعليم" بقلم الكاتبة "ريذابيل تسيفي".

استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنّ التعليم يُعد أحد أسس تحقيق الازدهار في المجتمعات، ولا نتعجب من تتطلب هذه الأسس تحولات وتغيرات على مر الزمن.

وأوضحت أنّه لا يجب النظر إلى التعليم في يومنا الحالي كوسيلة لتحقيق غاية فحسب، بل ينبغي التعامل مع التعليم بصفته وسيلة للإجابة عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية المعقدة ذات الصلة والتي تُعيق تقدم العالم.

ونوهت بأنّ التعلم والتدريس يعتمدان إلى حد كبير على خطط التدريس التي يتم تطويرها باستخدام مواد متنوعة معا للاعتماد على نقل المعلومات التي يُتوقع من خلالها أن يأخذها المتعلمون إلى منازلهم ومجتمعاتهم بهدف دفع عجلة التطوير.

لكن التساؤل المهم الذي طرحته الكاتبة كان مفاده "هل النظام التعليمي الحالي قديم وغير مناسب؟".

وسلّطت الكاتبة الضوء على مسألة الحشو في التعليم، إذ لا يتم التركيز بشكل كاف على التفكير النقدي والتحليلي في الفصول الدراسية، وهو ما يبدو جليًّا في إجابات الكثير من المتعلمين على الأسئلة التي تنبع من قضايا الحياة الواقعية.

وفي هذا الصدد أكدت الكاتبة على أهمية نهج التعلم والتدريس الذي تتبعه المدارس الفنية، والتي تشجع بشكل كبير على التفكير النقدي العميق، فمثلًا يتم تقديم الواجبات والاختبارات بهدف تقييم مهارات المتعلمين في حل المشكلات التي تتطلب المزيد من القدرات العملية عوضًا عن المعارف النظرية.

ولفتت بأنّ القضايا الاقتصادية والاجتماعية لا تحتاج إلى أساليب قائمة على النظريات، بل إلى حلول يمكن تطبيقها فورًا، فعلى سبيل المثال ينبغي استخدام تدريس العلوم للتعامل مع قضايا مهمة مثل تغير المناخ، واستكشاف المهن المختلفة التي يمكن أن تنمي من قدرات المتعلمين.

وفي ختام مقالها شدّدت الكاتبة على أهمية أن تركز الدورات التدريبية على حل المشكلات الحالية وتوفير حلول فورية، وهو ما يزيد من أهمية استغلال الفن في التعليم، مثل استخدام الأفلام والرسوم المتحركة التي تعزز من العملية التعليمية، إذ أنّ استيعاب الإبداع سيؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الخيال الذي يمكن استخدامه عمليًّا.

كما نشرت "تريبيون كونتينت" مقالًا بقلم الكاتبة "أف دي فلام" حول النصائح الغذائية المتناقضة، وتأثيرها في صعوبة تناول الطعام الصحي.

استهلّت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنّ الوقت الحالي قد يكون من الصعب فيه الالتزام بنظام غذائي جديد نظرًا لوجود الكثير من الادعاءات المتناقضة.

وأضافت بأنّ الخبراء لا يزالون يحذرون من اللحوم والجبن والسكر والأطعمة "فائقة المعالجة"، إلا أنّه في ذات الوقت هناك من يشجع على تجنب الطماطم والفلفل والباذنجان والقرنبيط وغيرها، وهو ما يزيد من حيرة الناس.

وسلّطت الكاتبة الضوء على ما يُشير إليه بعض الخبراء الذين لا ينصحون بتناول عدد كبير من الأطعمة التي تحتوي على مادة الأكسالات مثل الفاصوليا والحبوب واللوز والبطاطس والبنجر والشوكولاتة، ويرى مجموعة من العلماء الآخرين أنّ تناول بعض النباتات قد يسبب الأمراض، خصوصًا تلك التي تحتوي على نسبة عالية من مادة الليكتين.

وأوردت الكاتبة آراء المختصين الذين يرون أنّ بعض النباتات تحتوي على آثار دقيقة من المركبات السامة عند تناول كميات كبيرة منها، إلا أنّه في ذات الوقت تُشير الأدلة إلى أنّ تناول المزيد من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل الدهون أفضل من الناحية الصحية.

وأكدت الكاتبة أنّ هناك افتراضات قديمة حول الدهون، وقد أصبحت الآن موضع خلاف، إذ تُشير النتائج الآن إلى أنّ زيت الزيتون من الدهون الجيدة، وأنّ الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان ليست بالسوء الذي تم تصويره.

وفي ختام المقال أكدت الكاتبة أنّه يمكن اعتبار تضارب الآراء والأدلة حول الأطعمة الصحية ناتجًا عن طريقة أداء الدراسات المتعلقة بها، فمثلًا أغلب الدراسات تعتمد على الطلب من المشاركين في الدراسة على أن يتذكروا ما أكلوه، وهذا لا يوضح دائمًا أي الأطعمة تُحدث فارقاً، إلا أنّ الأمر المهم الذي يجب الانتباه له رغمًا عن التناقضات هو أنّ جميع الأدلة تُشير إلى مجال واحد يمكن الاتفاق عليه في نهاية المطاف وهو "النظام الغذائي يؤثر على الصحة".

/العُمانية /

خالد البوسعيدي/أنس البلوشي