الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 15 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بقدرة روبوتات الذكاء الاصطناعي في التغلب على حاجز اللغة، وتداعيات نية إسرائيل اجتياح رفح بالإضافة لتبعات طلب جنوب أفريقيا من محكمة العدل اتخاذ تدابير ضد العمل العسكري الإسرائيلي في غزة.

فصحيفة "نيوستريتز تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بعنوان: "تغلب روبوتات الذكاء الاصطناعي على حاجز اللغة" بقلم الكاتبة "رينا شاندران".

استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن النماذج اللغوية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي لاقت رواجا في بعض دول العالم أظهرت نتائج متقدمة في استخدام وتوليد النصوص بتلك اللغات لكن حينما تم تغيير اللغة أصبحت النتائج ركيكة من الناحية اللغوية.

وفي هذا الصدد يحذر خبراء التكنولوجيا من أن يترك هذا الأمر الكثيرين في وضع غير مؤات، إذ يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث تحول كبير في مجالات التعليم والعمل والحوكمة في جميع أنحاء العالم، لذا فإن مثل هذه التحديات يمكنها أن تعيق هذا التحول.

وأضافت الكاتبة أن الأمر الجيد هو بروز برامج جديدة أرخص عن غيرها وأكثر كفاءة وتناسب اللغات المحلية في مناطق مختلفة من العالم، وهو ما يزيد من أهمية الدور التكاملي لمثل هذه البرامج.

ونوهت إلى أن هنالك ما يزيد على 7000 لغة منطوقة في جميع أنحاء العالم، إلا أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة المعروفة وغيرها من الأدوات تم تطويرها وتدريبها إلى حد كبير على اللغة الإنجليزية.

وسردت الكاتبة رأي بعض الخبراء الذين يرون أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتبنى اللغات الأخرى يمكنها أن تساعد السكان المحليين في مختلف بقاع العالم من المشاركة بشكل أكثر إنصافًا في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي.

وفي ختام مقالها أكدت على أن الباحثين يعتقدون بأن نماذج الذكاء الاصطناعي متعددة اللغات التي يمكن تدريبها على نصوص من لغات مختلفة، يمكنها استنتاج الروابط الدلالية والنحوية بين هذه اللغات.

وتطوير روبوتات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال من شأنه أن يزيد من تطور قدرات هذه التطبيقات على الترجمة والدردشة وخدمة العملاء والإشراف على محتوى منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

كما نشرت ذات الصحيفة مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "اجتياح رفح".

وأشارت الصحيفة في بداية المقال إلى أن من المفترض أن تكون رفح الملاذ الأخير لسكان غزة، ولكن الآن تطلب منهم إسرائيل مغادرتها أيضًا.

وبينت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ الضربات الجوية يوم الخميس الماضي، وإذا لم يكن ذلك كافيا، فهو يهدد الآن بإرسال قواته لذبح النساء والأطفال كما فعل منذ 7 أكتوبر.

وقالت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم بأن هناك أكثر من مليون مدني أعزل في رفح، ولكن بالنسبة له يجب عليهم الإخلاء أو الموت.

وأبدت استغرابها من المحكمة الجنائية الدولية التي سارعت إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، ولكنها لا تصدر مذكرة مماثلة ضد نتنياهو عندما قضت محكمة العدل الدولية أخيرا باحتمال ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية.

ومن وجهة نظر الصحيفة فإن الجغرافيا السياسيّة تقيد العدالة دائمًا. وقالت: "عالمنا ليس عالم القانون والنظام. إن مؤسسات العالم، بما في ذلك المؤسسات القانونية، صممها المعتدون من أجل المعتدين".

وأضافت: "من المؤكد أن المؤسسات القانونية الدولية تستغرق وقتا طويلا للعمل ــ وتشكل مذكرة الاعتقال ضد الرئيس الروسي استثناءً صادما ــ ولكن المؤسسات السياسية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أكثر مرونة. ومع ذلك فهي لم ترق إلى مستوى اسمها".

وتعتقد الصحيفة بأنه كان من الممكن أن تحصل غزة المحتلة على وقف لإطلاق النار في الأسبوع الأول من الهجوم الإسرائيلي إذا أراد مجلس الأمن ذلك.

وترى أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تتحمل قدراً كبيراً من اللوم لأنها لم تضع حداً لإفلات إسرائيل من العقاب.

ووضحت أن المنظمة الدولية لا تستمع إلى مفوض حقوق الإنسان "فولكر تورك"، الذي نقلت عنه وكالة فرانس برس قوله إن "التدمير الواسع النطاق الذي تقوم به إسرائيل للممتلكات والذي لا تبرره الضرورة العسكرية ويتم تنفيذه بشكل غير قانوني وتعسفي، يرقى إلى مستوى انتهاك خطير لسيادة القانون الدولي".

ولفتت الصحيفة إلى أن في 22 سبتمبر الماضي خلال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي خريطة لإسرائيل ضمت غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى محو فلسطين إلى الأبد، حيث لم تقم الجمعية العامة للأمم المتحدة بفعل أي شيء يذكر حيال ذلك.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية مقالًا بعنوان: "محكمة العدل الدولية تنجو من اختبار الإجهاد القضائي" بقلم الكاتب: "تيم موريثي" وهو رئيس تدخلات بناء السلام وأستاذ الدراسات الأفريقية في جامعة فري ستيت بجنوب أفريقيا.

واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة قد نجحت في اجتياز اختبار الإجهاد القضائي عندما أصدرت حكما بشأن طلب جنوب أفريقيا اتخاذ تدابير مؤقتة ضد العمل العسكري الإسرائيلي في غزة في السادس والعشرين من يناير الماضي، في مواجهة الضغوط الجيوسياسية المكثفة من جانب الدول الغربية.

ووضح أنه في الفقرة 78، خلص حكم محكمة العدل الدولية إلى أن "الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة معرض لخطر شديد لمزيد من التدهور" وأنه "يجب على إسرائيل، وفقا لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة، أن تتخذ جميع الإجراءات التي تقع في نطاق سلطتها لمنع قتل أعضاء المجموعة" أو "التسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير".

وأكد على أن أمر المحكمة العالمية هذا، الذي تم إقراره بالإجماع بأغلبية 15 صوتًا مقابل صوتين، نص صراحةً على أنه "يجب على إسرائيل أن تضمن، على الفور، عدم قيام قواتها العسكرية بارتكاب أي من الأعمال المذكورة أعلاه". وكان هذا في الواقع مطالبة إسرائيل بوقف العمليات العسكرية التي تسببت في مقتل وإصابة الفلسطينيين في غزة.

ويرى الكاتب أن المحكمة العالمية، وهي الجهاز القضائي الرئيس للأمم المتحدة، قد تحدثت في الواقع نيابة عن الإنسانية، وأن تصرفات محكمة العدل الدولية توفر بصيص أمل لإحياء التعددية على أساس المبادئ التأسيسية لمنظومة الأمم المتحدة.

ولفت في هذا الجانب إلى أن ديباجة ميثاق الأمم المتحدة تنص على "إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب" و"إعادة تأكيد الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الإنسان وقدره".

ويلتزم ميثاق الأمم المتحدة أيضاً "بتهيئة الظروف التي يمكن في ظلها الحفاظ على العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي".

ويعتقد الكاتب بأن حكم محكمة العدل الدولية سوف يضع موضع الاختبار ما إذا كانت كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سوف تحترم تدابيرها المؤقتة أو تتجاهلها.

وأكد في ختام مقاله على أن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في أعقاب طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة هو محاولة لتعزيز التوجه من أجل العدالة العالمية التي تتعرض للهجوم من الدول القومية المتمردة التي لا تزال تلتزم بسياسة القوة تصنع الحق.

/العُمانية/

أحمد صوبان/أنس البلوشي