عواصم في 18 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بمسار فيروس كوفيد طويل الأمد، وتطوير التعليم في أفريقيا على ضوء انعقاد قمة رؤساء القارة، بالإضافة إلى تداعيات تقنيات التزييف العميق ودور الذكاء الاصطناعي في مجال النظافة العامة.
فصحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بعنوان: "الباحثون يعثرون على أدلة حول مسار فيروس كوفيد طويل الأمد"، بقلم الكاتب: "دانييل لاولير".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه يُعتقد أن عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض كوفيد طويل الأمد، ولكن بعد مرور أربع سنوات على إعلان الوباء، بقي من غير الممكن اختبار هذه الحالة، ناهيك عن علاجها.
ومع ذلك، لفت الكاتب إلى إمكان أن تبدأ الأبحاث أخيرًا في العثور على أدلة مبكرة حول مسار فيروس كوفيد الطويل، ما يزيد الآمال في تحقيق اختراقات مستقبلية قد تسلط الضوء على متلازمات مزمنة أخرى غامضة بشدة.
وأوضح أن "كوفيد طويل الأمد" هو الاسم الذي يطلق على مجموعة واسعة من الأعراض التي لا يزال يعاني منها الأشخاص بعد أسابيع وأشهر من إصابتهم بفيروس كورونا لأول مرة، والأكثر شيوعًا هو التعب وضيق التنفس وآلام العضلات وضباب الدماغ.
وأشار الكاتب إلى أن إحدى الدراسات البارزة التي صدرت الشهر الماضي أظهرت وجود اختلافات كبيرة في بروتينات الدم لدى أكثر من 110 من مرضى كوفيد طويل الأمد.
واقتبس حديث أونور بويمان، وهو باحث سويسري وكبير مؤلفي الدراسة العلمية، الذي لفت إلى أنه يعتقد أن هذه "قطعة لغز مركزية" فيما يبقي كوفيد مستعرا لفترة طويلة في أجساد بعض الناس.
وقال الباحثون إن جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، يسمى النظام التكميلي، والذي يقاوم العدوى عادة عن طريق قتل الخلايا المصابة، يظل نشطًا لدى الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد، ويواصل مهاجمة الأهداف الصحية والتسبب في تلف الأنسجة.
وقال بويمان إنه عندما تعافى الأشخاص من كوفيد طويل الأمد، تحسن نظامهم التكميلي أيضًا، ما يشير إلى وجود صلة قوية بين الاثنين.
وقال بويمان: يظهر أن كوفيد طويل الأمد هو مرض ويمكنك قياسه بالفعل، مضيفا أن الفريق يأمل أن يؤدي ذلك إلى اختبار مستقبلي.
وقالت كلير ستيفز، وهي أستاذة الشيخوخة والصحة في جامعة كينجز كوليدج في لندن إنه "من الرائع أن نرى الأبحاث تُظهر الآن إشارات قد تبدأ في تفسير فترة كوفيد الطويلة"
وقالت لوسيا، وهي مقيمة في الولايات المتحدة وتعاني من مرض كوفيد لفترة طويلة وفضلت عدم الكشف عن اسمها الأخير: إن "مثل هذه الدراسات تقربنا كثيرًا من فهم" الحالة.
وأشارت إلى ورقة بحثية أخرى حديثة وجدت تلفًا وعددًا أقل من الميتوكوندريا في عضلات مرضى كوفيد طويل الأمد، مما قد يشير إلى سبب إرهاق العديد من المرضى بعد قدر صغير من التمارين الرياضية.
وفي حين يكون من الصعب تحديد العدد الحقيقي لمصابي كوفيد الطويل الأمد، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه قد يتراوح بين 10 و20 في المائة من جميع الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض.
وقال الكاتب إن الأبحاث التي أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أشارت إلى أن النسبة المئوية للأشخاص الذين يصابون بكوفيد طويل الأمد قد انخفضت حيث أصبحت المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا أقل خطورة.
ويقول الباحثون إن التطعيم ضد كوفيد أثبت أنه يقلل بشكل كبير من فرصة إصابة الأشخاص بكوفيد طويل الأمد، مما يؤكد أهمية الجرعات المنشطة.
من جانبه، يرى الكاتب: "بوب كيكويو" أن على قارة أفريقيا أن تتخلص من الديون أولًا من أجل تحسين التعليم.
وأشار في مقاله الذي نشرته صحيفة "ستاندرد" الكينية إلى أنه مع بدء أعمال قمة رؤساء الدول الأفريقية المنعقدة حاليًا في إثيوبيا، فإن كل أفريقي حريص على رؤية ما يحدد أولوياته في نهاية القمة.
وأكد أن وضع قمة الاتحاد الأفريقي في مقدمة السنة يعمل كمنصة لإطلاق النداء الواضح للقارة، وأوضح الكاتب أن موضوع القمة "تعليم أفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين - بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل في أفريقيا" يعيد إلى الأذهان المناهج القائمة على الكفاءة التي تم اعتمادها مؤخرًا في أفريقيا.
وبيّن أن الحديث قد دار حول المناهج الجديدة من حيث تأثيره على طبيعة القوى العاملة في القارة.
وفي هذا الجانب، قال الكاتب: "في المتوسط، مقابل كل دولار تجمعه حكومة أفريقية من الإيرادات، يذهب 53 سنتًا لسداد الديون. وهذا يترك لحكوماتنا حيزاً مالياً محدوداً للغاية لبناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل مدى الحياة والجيد والملائم الذي يجهز المتعلمين في أفريقيا بشكل أفضل للتعامل مع تحديات العالم الحقيقي اليوم والمتطلبات المهنية".
وأضاف: "لا يمكن الشعور بالآثار السلبية للديون في ارتفاع تكاليف المعيشة فحسب، بل أيضا في الإهانة التي تسببها. فعندما لا يتم تلبية الاحتياجات الأساسية، سواء من قبل الحكومة على المستوى الوطني أو الأفراد، تتضاءل الكرامة التي وهبها الله للناس".
ومن وجهة نظر الكاتب فإنه إذا لم يتمتع سكان أفريقيا بالقيمة، فلن يكون بمقدورهم تثقيف أنفسهم والوصول إلى قمة الأوساط الأكاديمية، وسيبقون غير قادرين على المنافسة أو المساهمة بفاعلية على المستوى العالمي.
وأكد على أهمية أن يكون هدف التعليم في القارة هو إنتاج قوة عمل مستقلة وواثقة ورشيقة مع التفكير النقدي وحل المشكلات في جوهرها.
ويرى أنه إذا كانت الديون تشكل عائقاً يحول دون تحقيق هذا الهدف، فإن قمة الاتحاد الأفريقي لا تستطيع أن تغض الطرف عن هذه المسألة في مداولاتها.
وشدد في ختام مقاله على ضرورة أن تدعو القمة الأفريقية إلى تحقيق الصالح العام في مناشدتها المجتمع الدولي للنظر في الأثر الضار للديون على التنمية العالمية.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "يشكل التزييف العميق تهديدًا حقيقيًا" بينت من خلاله أنّ انتشار الصور المزيفة الصريحة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تستدعي اتخاذ المزيد من التدابير الاستباقية.
وفي بداية المقال، أشارت الصحيفة أنه قبل بضع سنوات فقط، كان على المحتالين عبر الإنترنت أن يكتسبوا على الأقل تقنيات التحرير الأساسية لإنشاء صورة مزيفة على المستوى الأساسي. ولكن الآن، يمكن بسهولة إنشاء صور عميقة وواقعية للغاية باستخدام برامج الصور الشهيرة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وبينت أن الوصول المحسّن إلى أدوات الصور والفيديو المستندة إلى الذكاء الاصطناعي يكتسب زخمًا وينتشر بشكل أسرع، بمساعدة تأثير شبكة الإنترنت. ولذلك، فإن السرعة التي تنتشر بها الصور المزيفة أصبحت أسرع فأسرع. وفي المقابل، ترى الصحيفة أن السلطات وشركات التواصل الاجتماعي لا تزال بطيئة في تحديد الصور المزيفة.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل أنظف وأكثر اخضرارًا" بقلم الكاتب: "جلين بيدنجفيلد" وهو السكرتير البرلماني للنظافة العامة في مالطا.
وأوضح الكاتب في بداية مقاله أن التطورات التكنولوجية تعيد تشكيل حياتنا اليومية، وأحد المجالات التي ستستفيد بشكل كبير هو مجال الحفاظ على النظافة في الأماكن العامة.
وأكد على وجود طرق مختلفة يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساعدة في تنظيف الأماكن العامة، مما يمهد الطريق لبيئة أكثر استدامة وجاذبية بصريًا.
ولفت إلى أن في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال النظافة توجد أنظمة روبوتية مجهزة بتقنيات متطورة.
ويرى أن استثمار 5 ملايين يورو في هذه التكنولوجيا سيساعد على التنقل في الأماكن العامة بدقة، باستخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار والخوارزميات لتحديد واستهداف المناطق التي تتطلب الاهتمام. والنتيجة هي عملية تنظيف أكثر كفاءة وفاعلية حيث يمكن لهذه الروبوتات غسل القمامة وجمعها والتخلص منها بشكل مستقل.
ونوّه إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في معدات التنظيف، مثل كاسحات الشوارع، يمثل مجالًا آخر تعمل فيه التكنولوجيا على إعادة تشكيل نهجنا تجاه النظافة.
ومن وجهة نظره فإن الكفاءة والدقة التي توفرها الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لا تعمل فقط على تعزيز الجاذبية البصرية لمحيطنا ولكنها تساهم أيضًا في الصحة العامة ورفاهية مجتمعاتنا.
وذكر أن من خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا إيجاد تآزر بين التكنولوجيا والنظافة؛ ما يدفعنا نحو بيئة أكثر استدامة وممتعة من الناحية الجمالية للأجيال القادمة.
/العُمانية/
أحمد صوبان