الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 20 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بقانون الاتحاد الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي، وضعف موقف الأمم المتحدة في مواجهة الهمجية الإسرائيلية بالإضافة لتطور التنقل والابتكار في مجال السيارات.

ونشرت وكالة بلومبيرج مقالا بعنوان: "قانون الاتحاد الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي" بينت فيه أن أول قانون في العالم لتنظيم الذكاء الاصطناعي سيكون قريبا في الكتاب التشريعي الأوروبي.

وأشارت الوكالة إلى أن المفاجأة هي أن هذه الفكرة لم تتم صياغتها أو مناقشتها في الولايات المتحدة، الدولة التي أعطت العالم أول "وادي سيليكون" خاص بها، حيث تتخذ مجموعات كبيرة جدا من كبرى شركات التقنية من هذا الوادي مقرا لها.

ووضحت أنه في حين أن بقية العالم لا يزال يناقش مخاطر ومكافآت الذكاء الاصطناعي، فقد مضى الاتحاد الأوروبي قدما، من خلال ما يعتقد بأنه التشريع الأكثر شمولا بشأن التكنولوجيا.

وقالت الوكالة: "كونك الأول لا يعني فقط سوف تجني ثمار الابتكار ويعني إيجاد بيئة غير آمنة، ليس فقط للاتحاد الأوروبي، بل وأيضا لبقية العالم.

وأضافت: "القوانين، سواء كانت محلية أو دولية، لا تعني الكثير بالنسبة للمحتالين. ولنأخذ على سبيل المثال حالة عمالقة التكنولوجيا الذين يفترض أنهم يلتزمون بالقانون، وهم معروفون بانتهاك القانون أكثر من احترامه".

وأكدت الوكالة على أنه ليس هناك من ينكر أن الذكاء الاصطناعي يحمل معه وعودًا جديدة، حيث إن برنامجا مدعوما بالذكاء الاصطناعي يمكنه معرفة الأمراض الكامنة في جسم الإنسان والتوصية بالعلاجات التي لا تستطيع الأدوات الطبية التقليدية تقديمها.

ووضحت الوكالة أن هذه التطورات المتسارعة دفعت رواد التكنولوجيا بقيادة إيلون ماسك إلى وقف تطوير الذكاء الاصطناعي في شهر يونيو من العام الماضي بسبب قلقه من التقدم الجامح في الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن ماسك انضم إلى حوالي 1300 خبير - من التكنوقراط والعلماء - للدعوة إلى وقف تطوير التكنولوجيا لفترة من الزمن في رسالة مفتوحة.

وأضافت أن هناك تحذيرا أكثر خطورة من عالم الكمبيوتر الإنجليزي جيفري هينتون، الذي يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى انقراض البشرية حيث أدت التقنيات إلى وجود آلات أكثر ذكاء من البشر.

وتعتقد الوكالة بأن تحذيرا مثل هذا، وخاصة القادم من مطوري التكنولوجيا، يجب التفكير فيه بجدية. إن القانون الذي يتم التعجيل به ليس لديه الوقت الكافي للتفكير بعمق في مثل هذا التهديد.

وبينت أن أفضل طريقة لمعالجة قانون الذكاء الاصطناعي المقترح للاتحاد الأوروبي للمخاوف التي أثارتها هذه التكنولوجيا سوف نعرفها عندما يتم تمريرها عبر البرلمان الأوروبي.

من جانبها، ترى الكاتبة: "سوليداد دياز" أن إسرائيل تسعى إلى هدم الأمم المتحدة التي كانت السبب في وجودها، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة لم تكن في أي وقت مضى ضعيفة كما هي حالها الآن، وأن مجلس الأمن، وهو أداة للسلام، غير قادر على مواجهة الهمجية الإسرائيلية.

وقالت في مقالها الذي نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية إن الأمم المتحدة لم تكن في أي وقت مضى عاجزة إلى هذا الحد ولم يكن أمينها العام يشعر بالإحباط إلى هذا الحد للحفاظ على السلام وحماية الأطفال واللاجئين.

وأشارت إلى أن في خطابه الأخير، أقر أنطونيو جوتيريش أن مجلس الأمن، وهو الأداة الرئيسة للأمم المتحدة لتحقيق السلام، مشلول وغير قادر على التعامل مع الهمجية التي تحدث في أنحاء مختلفة من العالم منذ أشهر، وخاصة في غزة. 

ولفتت الكاتبة إلى أن خطاب جوتيريس المؤلم وثقل الأمم المتحدة لم يتمكنا عمليّا من فرض وقف الحرب في غزة، الذي اعترضت عليه الولايات المتحدة. 

ونوهت إلى أنه على مدار أكثر من أربعة أشهر، ظلت الحكومة الإسرائيلية تفرض عقوبات وحشية على السكان المدنيين العُزل في غزة، مما أدى إلى سقوط ما يقرب من 30 ألف ضحية منهم عشرات الآلاف من الأطفال.

ووضحت أن الأمم المتحدة لم تتمكن حتى من ضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى مليوني نسمة من سكان قطاع غزة المحاصر، ولا حتى من الدفاع عن منظماتها على الأرض، فقد تم قصف المدارس ومراكز اللاجئين ومرافق الأمم المتحدة والمستشفيات وتسويتها بالأرض، كما قتل الصحفيون في منازلهم. 

وترى الكاتبة أنه ينبغي للأمم المتحدة أن تكون مسؤولة وخاضعة للمساءلة عن كل هذه الأمور، مشيرة إلى أنها لم تكن قادرة حتى على حماية وكالتها الخاصة للاجئين في فلسطين، "الأونروا". 

ومن وجهة نظرها فإن الشيء الوحيد الذي سيظل في الذاكرة من الأمم المتحدة هو حطام سفينتها بالكامل، وأولئك الذين يعتقدون بأن شيئا كهذا لن تكون له عواقب مؤلمة وكذلك أولئك الذين يفضلون تجاهل ما يحدث.

واقتبست حديث الأمين العام للأمم المتحدة الذي أعرب عن أسفه قائلا: "إن عالمنا يدخل عصر الفوضى". 

وتعتقد الكاتبة بأن ما يحدث في غزة ليس نتيجة لعصر من الفوضى، بل نتيجة لخطة منظمة تماما من قبل حكومة متطرفة وقومية للاستيلاء على الأراضي من خلال طرد سكانها الحاليين، والقيام بذلك مع الإفلات التام من العقاب.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: " تطور التنقل" بقلم الكاتب " أولريش بيز".

استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العالم قد تغير بشكل كبير من حيث مسار الابتكار في مجال السيارات، والإشراف البيئي، والآثار المجتمعية للتكنولوجيات الناشئة.

وأضاف أن بداية الألفية كانت بمثابة حقبة محورية لكل من سكان العالم وتوسع صناعة السيارات، لافتا إلى ارتفاع سكان العالم من ستة مليارات نسمة في عام 2000 إلى ثمانية مليارات نسمة بحلول عام 2023، بالتوازي مع زيادة في عدد السيارات من حوالي 600 مليون إلى 1.3 مليار مركبة، كما شهدت هذه الفترة أيضا نمو مبيعات السيارات من 62 مليونا إلى ما يقرب من 85 مليونا سنويا.

وفي الوقت نفسه، وضح الكاتب أن المركبات تطورت لتقدم المزيد من القوة والكفاءة، وإن كان ذلك ببصمة أكبر بنسبة 50 في المائة وأوزان تصل إلى 100 في المائة، خاصة مع ظهور السيارات الكهربائية، ورغم أن هذا التطور يمثل تقدما، فإنه يمثل أيضا تحديا من حيث استهلاك الطاقة والأثر البيئي.

وبين أن من الإنجازات البارزة في هذا العصر تتمثل في الانخفاض الكبير في حوادث المرور المميتة، والذي تجسد في انخفاضها بنسبة 63 في المائة في ألمانيا مثلا من عام 2000 إلى عام 2022، فضلاً عن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي انخفضت من 170 جراما لكل كيلومتر إلى 113 جراما لكل كيلومتر.

ومع ذلك، فإن إدخال وتوسيع التنقل الإلكتروني يثير أسئلة معقدة حول مستقبل تطوير السيارات والديناميات الجيوسياسية والتكلفة الفعلية للتكنولوجيات "الخضراء".

وقال الكاتب: "يبدو أن إعطاء الأولوية للتنقل الإلكتروني، الذي دافع عنه بعض الأوروبيين باعتباره الدواء الشافي للتحديات البيئية، والتوجه الحالي نحو السيارات التي تعمل بالبطاريات فقط، يبدو مدفوعًا باستراتيجية الصين طويلة المدى لتعريض نقاط القوة الراسخة في صناعة السيارات الغربية للخطر وبالتالي ليصبح الرقم واحد في العالم".

ويرى الكاتب أن التنقل هو حق أساسي، ومن المرجح أن يستمر عدد السيارات في النمو حول العالم توازيا مع نمو السكان. 

وذكر أنه مع ذلك، فإن تحقيق ذلك من خلال المركبات الكهربائية يثير أسئلة عديدة مثل: هل يمكننا الحفاظ على 100 مليون سيارة كهربائية سنويا، مع الأخذ في الاعتبار الإنتاج الضخم للبطاريات والبنية الأساسية المطلوبة، التي تكلف مبالغ ضخمة؟ وهل يمكننا إهمال الأثر البيئي للتعدين ومعالجة المواد الخام؟ وهل يمكننا توفير شبكة عالمية من محطات الشحن؟ وهل يمكننا توفير ما يكفي من الطاقة الكهربائية النظيفة لشحن المركبات الكهربائية؟

وأكد على أهمية الإعانات الكبيرة المطلوبة لدعم هذا التحول والحاجة إلى نهج أكثر دقة للتنقل المستدام.

واختتم مقاله بالإشارة إلى أن إنجازات وتحديات العقدين الماضيين هي بمثابة دعوة للعمل لقادة الصناعة وصانعي السياسات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم لتبني التحديات المرتبطة بالتنقل الحديث، وهذا يؤكد على أهمية اتباع نهج متوازن ومتطلع إلى المستقبل يستفيد من أفضل التقنيات والابتكارات من أجل تحسين البشرية والكوكب.

/العُمانية/

أحمد صوبان/ خالد البوسعيدي

أخبار ذات صلة ..