الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 22 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصّحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية منطقة آسيا الوسطى، وأولويات الاقتصاد العالمي والتهديدات المقبلة، وأجهزة الحاسوب المستقبلية.

فنشرت صحيفة "اكسبريس تربيون" الباكستانية مقالًا بعنوان "منطقة آسيا الوسطى تتجنّب التحوّل إلى مسرح جيوسياسي" بقلم الكاتب "أزهر عزام".

قال في مستهل مقاله "نظرًا لموقعها الجغرافي عند ملتقى الصين وروسيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط وقدرتها على أن تكون بمثابة بوابة إلى قارة أوروبا، فقد استحوذت منطقة آسيا الوسطى على اهتمام القوى العالمية منذ فترة طويلة. وقد أدى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس بين القوى العظمى إلى زيادة الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بشكل كبير".

وأشار الكاتب إلى أن ما يسمى بالممر الأوسط - الذي يبدأ من جنوب شرق آسيا والصين، ويمر عبر كازاخستان وبحر قزوين وأذربيجان وجورجيا ثم إلى الدول الأوروبية - يحمل أهمية كبيرة من حيث التجارة وتقليل أوقات السفر.

وأضاف أن الهدف الأساسي وراء استمالة الاتحاد الأوروبي للمنطقة هو إنهاء اعتماده على النفط والغاز الروسي، والبحث عن ممر بديل وتنويع مصادر المواد الخام الحيوية. كما أن الولايات المتحدة ترى أيضًا أن منطقة آسيا الوسطى منطقة حيوية نظرا لتوفر المعادن النادرة.

ويعتقد الكاتب بأن مبادرة الولايات المتحدة الجديدة لتحسين العلاقات مع المنطقة هي مبادرة رجعية وليست استباقية، وتهدف إلى الاستفادة من الأهمية الجيوسياسية والجيواستراتيجية لآسيا الوسطى.

ووضح أن التحديات التي تواجه هذه السياسة تنبع من العلاقات الوثيقة بين آسيا الوسطى والصين، حيث وصلت التجارة بين بكين وآسيا الوسطى في عام 2022 إلى 70 مليار دولار، كما بلغت قيمة التجارة بين كازاخستان 31 مليار دولار. كما حققت منطقة آسيا الوسطى توازناً دقيقاً للغاية في تعاملها مع كل من أوروبا وروسيا.

وتطرق الكاتب في مقاله إلى أهمية كازاخستان كونها أكبر لاعب في آسيا الوسطى وتمتلك اقتصادًا كبيرًا علاوة على دورها في العمل كطريق عبور لنقل البضائع بين كل من قارتي آسيا وأوروبا. وقد حث هذا الموقف الفريد العاصمة أستانا على تمسّكها بسياستها الخارجية متعدّدة الاتجاهات تسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع الجميع.

ولفت إلى أن هذا التوازن قد ساعد المنطقة على منعها من التحول إلى مسرح "لعبة عظيمة" جديدة مع دخول أوروبا إلى "الفناء الخلفي" للصين وروسيا.

كما أن إدراك كل من أوروبا أو الولايات المتحدة المفاجئ للأهمية الجيواستراتيجية لآسيا الوسطى، بعد عقود من تجريد المنطقة من أولوياتها، من غير الممكن أن تغير هذه الاستراتيجية بين عشية وضحاها.

وذكر الكاتب أن أوزبكستان تتبنى سياسة شاملة الاتجاهات. وأظهرت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف إلى بكين، حيث قام بترقية العلاقة بين أوزبكستان والصين إلى "شراكة استراتيجية شاملة في جميع الأحوال"، بعد اجتماعات مع قادة الاتحاد الأوروبي، وأن طشقند منفتحة على كل دولة مهتمة بالاستثمار والمساهمة في الاقتصاد الأوزبكي.

ونوه إلى أنه من خلال تنفيذ الممر العابر لأفغانستان، ومشروع السكك الحديدية بين أوزبكستان وأفغانستان وباكستان، وتسعى طشقند إلى الاستفادة من هذا المشروع وغيره من المشروعات لتعزيز جاذبيتها كجسر عبور إقليمي. كما أن الممر يتمتع بإمكانات كبيرة من حيث دفع التجارة وتحسين الاتصال الإقليمي حيث تواصل ثلاث دول إجراء المناقشات ذات الصلة.

وأشار الكاتب إلى أن منطقة جنوب آسيا ــ وهي واحدة من أقل مناطق العالم تكاملا بسبب الصراعات والتنافس بين الدول والمنافسة بين القوى العظمى ــ فإن ارتباطات منطقة آسيا الوسطى ببعضها البعض وبقية العالم ضعيفة، مما يعيق الاتصال لعقود من الزمن. ولكن على النقيض من ذلك، تمكنت منطقة آسيا الوسطى من التغلب على المنافسة الجيوسياسية والاستفادة من موقعها الاستراتيجي.

وقال في ختام مقاله "إن كل هذه الجهود والاهتمام العالمي المتزايد بالممرّ الأوسط تثبت نجاح السياسة الخارجية المتعددة الاتجاهات في المنطقة. وفي خضم الوضع الجيوسياسي المكثف والمنافسة بين القوى العظمى، أنشأت آسيا الوسطى التوازن الصحيح في سياستها الخارجية، الأمر الذي سيحولها إلى مركز نقل ولوجستي أوروآسيوي رئيس بين الشمال والجنوب".

من جانبها، نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان "أولويات الاقتصاد العالمي والتهديدات المقبلة" بقلم الكاتب " كيرم ألكين".

واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه نظراً للتحديات الجيوسياسية والجيواقتصادية الحالية، فإن إعادة هيكلة الإنتاجية وديناميكيات الأعمال تعد أمرا بالغ الأهمية للاقتصادات العالمية الرائدة.

وقال "عند دراسة الأولويات الأساسية للجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة على المستوى الاقتصادي العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة، تظهر خمسة موضوعات رئيسة، على النحو المبين في التقارير الصادرة عن المنظمات الاقتصادية الدولية ومؤسسات الفكر والرأي العالمية الرائدة - تتمثل في الكفاءة وديناميكيات الأعمال، والتحول الأخضر، والتحول المزدوج (الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي)، وسلاسل التوريد العالمية، والسياسات الصناعية للجيل الجديد)".

وذكر الكاتب أن البجعتين السوداوين المتمثلتين في جائحة كوفيد-19 والحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، تتطلبان عملاً دقيقاً من حيث إدارة تكاليف الإنتاج والمدخلات في الاقتصادات الرائدة.

ونوه إلى أن الركيزة الأكثر أهمية لإدارة التكاليف تتمثل في زيادة كفاءة المدخلات، كما أن القطاعات والبلدان التي تعيد هيكلة كفاءتها في المواد الخام والعمالة والطاقة والتمويل سوف تنجح في تمييز نفسها في المنافسة العالمية.

وأضاف الكاتب أن إضافة التحول الذي يركز على صافي كربون صفري واعادة تدوير النفايات تتصدر أولويات الأجندة العالمية. كما أن المزايا التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للشركات في جميع أنحاء العالم، وتأثير انتشار التكنولوجيا وتوسعها، تشكل ركيزة أخرى للمنافسة العالمية.

علاوة على ذلك، بين أن سلاسل التوريد العالمية نجت من أكبر عاصفة خلال السنوات الثلاث الماضية، وتفاقمت بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية والإقليمية على خلفية التحديات التي يفرضها الوباء العالمي المستمر. واستجابة لذلك، تكثفت المناقشات والمخاوف المحيطة بسلاسل التوريد العالمية.

وفي المجال الاقتصادي، أكد الكاتب على أهمية استعداد البلدان في مواجهة مخاطر التضخم العالمي وتكاليف المعيشة، والانخفاضات المحتملة في مستويات المعيشة، وارتفاع معدلات البطالة، وتقلص الفرص الاقتصادية.

ووضح أن التهديدات الاجتماعية تتجلى في صورة اضطرابات اجتماعية، وتزايد الاستقطاب الناجم عن الهجرة التي لا يمكن السيطرة عليها.

كما أن التحديات البيئية تشمل الظروف الطبيعية والجوية القاسية، والتلوث، واستنزاف المياه النظيفة والتنوع البيولوجي، فضلاً عن القلق الشامل المتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري.

ونبه إلى أن هذه العوامل مجتمعة تعمل على تشكيل المشهد المعقد الذي يتعين على الاقتصادات الرائدة في العالم أن تبحر فيه في السنوات المقبلة.

وأضاف الكاتب أن التهديدات السيبرانية ترتبط بشكل معقد بالتحديات السياسية والعسكرية، حيث تؤثر المعلومات المضللة المنتشرة عبر الفضاء السيبراني والإرهاب السيبراني بشكل مباشر على الاستقرار السياسي والعسكري والاجتماعي والسياسي للدول. ونتيجة لذلك، يبرز انعدام الأمن السيبراني باعتباره أحد أهم التهديدات التي تواجه جميع الاقتصادات الكبرى.

وأكد في ختام مقاله على أهمية قيام البلدان بإنشاء شبكة قوية للتدخل المبكر لمواجهة التهديدات السيبرانية لحماية مكانة الاقتصادات الكبرى في المشهد الاقتصادي السياسي العالمي، وتعزيز الاستقرار السياسي والقوة العسكرية.

وفي سياق مختلف، نشرت صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية مقالاً بعنوان "أجهزة الحاسوب المستقبلية" بقلم الكاتب "شون تيك ليم".

استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العالم دخل حقبة جديدة في المجالات التكنولوجية. بينما كان الذكاء الاصطناعي يعمل إلى حد كبير خلف الكواليس وذلك بأتمتة العمليات وتحسين الأداء، وأصبح التبني غير المسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أمرًا يمثل تغييراً هائلاً في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا من خلال اللغة الطبيعية والمحادثة.

وأضاف أن هذا التطور الكبير ليس مجرد موجة زلزالية سريعة الظهور ولكنه تحول تكتوني من شأنه أن يغير الطريقة التي يعيش بها البشر في المستقبل على نحو كبير.

وتشير بعض التقديرات إلى أن استخدام هذه التقنيات واستغلالها بالحد الأقصى بإمكانها أن تضيف أكثر من 4 تريليونات دولار أمريكي سنوياً إلى الاقتصاد العالمي إلى جانب 11 تريليون دولار أمريكي إضافية من المتوقع أن يسهم بها الذكاء الاصطناعي غير التوليدي وغيره من أشكال الأتمتة على مستوى العالم.

ووضح أن هذا النطاق المذهل والتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي يزيد من ضرورة تعزيز التعاون الدولي خصوصاً في الجوانب التنظيمية حتى وإن كان الحذر الموجود مُبرراً.

ورأى الكاتب أن يأخذنا إلى مسألة الحواسيب الشخصية، فعلى سبيل المثال تجارب الناس مع الذكاء الاصطناعي التوليدي حتى الآن تتم من خلال متصفحات الإنترنت مما يزيد من تحديات الموثوقية ويحد من سرعة الوصول للمعلومات ويعرض الخصوصية للعديد من المخاطر التي تنتج عن استخدام منصات متاحة عبر الانترنت فقط، لهذا فإن تثبيت أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أجهزة الحاسوب مباشرة سيمكن المستخدمين من الحصول على جميع الفوائد دون التحديات المذكورة.

ونوه إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير بالتالي دور الحاسوب الشخصي بشكل كبير وجوهري كما فعل الإنترنت في الماضي.

وفي ختام مقاله، أكد الكاتب على أهمية إعادة تصميم بنية الحواسيب الشخصية المستقبلية لتدعم الذكاء الاصطناعي توجهاً نحو المستقبل المنشود، وهنالك بالفعل نماذج من المتوقع أن يتاح استخدامها في هذا المجال خلال العام الجاري (2024).

/ العُمانية /

خالد البوسعيدي / أنس البلوشي