الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 29 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بوضع المياه الجوفية حول العالم، وقضية المناخ وتأثيرها على الأجيال الحالية والمستقبلية بالإضافة إلى الانتخابات الأمريكية ومستقبل النظام الدولي.

فصحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالا بعنوان "المياه الجوفية تختفي في جميع أنحاء العالم" بقلم الكاتب "مارك جونجلوف".

استهل الكاتب مقاله بتهكم ساخر يشير فيه إلى أن مياه الأرض لن تقوم الكائنات الفضائية العطشى بأخذها، بل هي متاحة للبشر على الأرض، ومع ذلك تزداد صعوبة الوصول للمياه لعدد كبير من الناس الذين يعانون من العطش المستمر.

وأضاف أن هذا التراجع في إمكانية الوصول إلى المياه يمكن معالجته رغماً عن التحديات التي تواجه العالم مثل ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ووضح أن حوالي 97 بالمائة من مياه الأرض موجودة في المحيطات المالحة فهي بالتالي غير صالحة للشرب أو الزراعة، ومن بين الـ3 بالمائة من المياه العذبة فإن معظمها محصور في الصفائح الجليدية والأنهار المتجمدة التي يذوب الكثير منها وبسرعات كبيرة في المحيطات نتيجة للتغير المناخي، وفي الوقت ذاته تتوفر كميات قليلة نسبياً من المياه العذبة في البرك والبحيرات والأنهار إلا أن جميعها مصادر معرضة للتلوث ولمشاكل الإفراط في الاستخدام وموجات الجفاف.

ونوّه الكاتب إلى أن أكبر مصدر للمياه العذبة للبشر يمثل 0.8 بالمائة فقط من إجمالي المياه على الأرض موجودة في طبقات المياه الجوفية، وفي الوقت ذاته يعمل الجفاف والتلوث والإفراط على استغلالها على تقليص هذا المخزون الثمين، كما يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر إلى إتلاف المزيد من المصادر العذبة وذلك بتغلغل المياه المالحة فيها.

وحذر من أن مستويات المياه الجوفية في مئات من الآبار في جميع أنحاء العالم قد انخفضت بنسبة 71 في المائة منذ بداية القرن الحادي والعشرين وفق ما تشير إليه إحدى الدراسات الحديثة، وتشير المسوحات إلى أن هذا الانخفاض يتركز في المناطق الجافة والمناطق المزروعة بكثافة.

وفي ختام مقاله أكد على وجود حلول لمثل هذه المشاكل مثل استغلال المياه المهدرة باستخدام السدود، وهو ما ثبتت فعاليته في مناطق مختلفة من العالم، وشدد على أهمية زيادة وعي الناس حيال المياه وندرتها.

من جانبها، نشرت صحيفة "ذا ستاندرد" الكينية مقالًا بعنوان: "العدالة المناخية للأجيال القادمة تبدأ بالأجيال الحالية" بقلم الكاتب: "ديبورا موماني".

واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الدعوة العالمية للعدالة المناخية قد اكتسبت زخمًا، مما يؤكد بحق على الحاجة إلى حماية كوكب الأرض.

ومع ذلك، يرى أنه في خضم المناقشات حول العدالة المناخية بين الأجيال، غالبًا ما يتم التغاضي عن الجانب الحاسم بالقدر نفسه من العدالة المناخية بين الأجيال - التوزيع العادل والمنصف لأعباء وفوائد المناخ داخل الجيل الحالي.

ووضح أن تغير المناخ، وهو ظاهرة عالمية، تعمل كمضخم للتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة، مما يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات المهمشة والدول النامية.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإنه على الرغم من إسهاماتها المحدودة في انبعاثات الغازات الدفيئة، فإن هذه المجتمعات تتحمل العبء الأكبر من آثار تغير المناخ، حيث يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر المناطق الساحلية وأنماط الطقس غير المنتظمة إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي والنزوح.

وقال الكاتب: "إن معالجة تغير المناخ من خلال عدسة العدالة بين الأجيال فقط تهدد بإدامة أوجه عدم المساواة القائمة. وإن التضحية برفاهية الحاضر من أجل مستقبل نظري، وخاصة الذي يشوبه الظلم، أمر لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيًّا. ويتطلب المستقبل المستدام اتباع نهج ذي شقين، مع إعطاء الأولوية للمساواة بين الأجيال وبين الأجيال".

ولفت إلى أن قمة المناخ الأفريقية الأولى التي عقدت في نيروبي العام الماضي شدّدت على أهمية إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي لتحقيق المساواة والرخاء الجماعي. وشدّد القادة على أنه على الرغم من عدم تحمل القارة المسؤولية التاريخية عن ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن القارة لديها الإمكانية والطموح للعب دور حاسم في الجهد العالمي لمعالجة تغير المناخ.

ويعتقد الكاتب بأن تجاهل العدالة المناخية بين الأجيال يشبه البناء على أساس من الرمال. وفي حين أن حماية الأجيال القادمة أمر ضروري، فإن إهمال المظالم الحالية يقوض فرصنا في مستقبل مستدام.

من جانب آخر، طرح الكاتب: "يويتشي هوسويا" وهو أستاذ السياسة الدولية في جامعة كيو اليابانية تساؤلًا مفاده: لماذا تتجه أنظار العالم نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

وبين في مقاله الذي نشرته صحيفة "اليابان تايمز" أن العالم كله الآن يخشى الديمقراطية الأمريكية.

ولفت الكاتب إلى أن هذا العام سيكون عام الانتخابات، حيث من المقرر التصويت في أكثر من 70 دولة حول العالم، وسيذهب أكثر من 3 مليارات شخص إلى صناديق الاقتراع، مؤكدًا على الانتخابات الأكثر أهمية التي يجب التركيز عليها هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وتطرق لصحيفة الإيكونوميست التي أعربت عن قلقها بشأن النتيجة المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية في مقال نُشر في 16 نوفمبر من العام الماضي بعنوان “دونالد ترامب يشكل أكبر خطر على العالم في عام 2024”.

من جانبها، أعلنت مجموعة أوراسيا، وهي شركة أبحاث مقرها الولايات المتحدة، في 8 يناير الماضي عن أهم 10 مخاطر في العالم لعام 2024، وصنفت "الولايات المتحدة مقابل نفسها" على أنها الخطر الأكبر.

وذكر الكاتب أنه من المتوقع أن تهتز الولايات المتحدة بسبب المواجهات داخل مجتمعها، الذي سيصبح أكثر انغلاقا وانقساما، بدلا من اتخاذ إجراءات كقوة عظمى عالمية في خضم الحرب في أوكرانيا والفوضى المتفاقمة في الشرق الأوسط.

ويرى أن مثل هذا الوضع سوف يشكل تهديدًا مدمرًا ليس فقط للديمقراطية الأمريكية ولكن أيضًا لمستقبل النظام الدولي الليبرالي.

وأشار الكاتب إلى أن من المرجح جدًا أن تكون الانتخابات بمثابة "مباراة إعادة" بين جو بايدن، الرئيس الحالي، والرئيس السابق دونالد ترامب.

ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن في شهر أغسطس الماضي، قال 69% من الجمهوريين والأشخاص الذي يميلون إلى الحزب الجمهوري إن فوز بايدن في انتخابات 2020 لم يكن شرعيًّا، مما يشير إلى أن هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول عام 2021 أدى إلى إيجاد انقسام عميق داخل المواطنين الأمريكيين.

وبين الكاتب أن مستقبل السياسة في الولايات المتحدة، القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في العالم، من الممكن أن يلقي بظلال ضخمة على النظام الدولي.

وأشار في هذا الصدد إلى أنه في حالة فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وقام بتغيير سياسة إدارة بايدن بالكامل في دعم أوكرانيا وسحب مساعداتها، بل وألمح إلى التحرك للانسحاب في نهاية المطاف من حلف شمال الأطلسي، فسوف يجد المجتمع الدولي نفسه في حالة من الفوضى.

وأكد في ختام مقاله على أن كل الأنظار تتجه نحو هذه الانتخابات، لأن نتيجتها ستؤثر بشكل كبير على مستقبل العالم، وخاصة مستقبل حلفاء الولايات المتحدة.

/العُمانية/

أحمد صوبان/أنس البلوشي