عواصم في 16 أبريل /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق باستخدام الألوان لنشر الوعي بمرض التوحد، وسبل تعزيز القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أهمية القراءة في تغذية الفكر البشري.
فصحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بعنوان: "استخدم الألوان لنشر الوعي بمرض التوحد" بقلم الدكتورة ديفيا روز بيتر وهي رئيسة كلية التربية بجامعة كويست الدولية، والدكتور أزنان تشي أحمد وهو منسق برنامج البكالوريوس في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة ذاتها.
واستهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أن موضوع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي تم الاحتفال به في 2 أبريل، تمحور حول قوة الألوان في نشر الوعي وفهم مرض التوحد.
وبينا أن الألوان تقوم بدور مهم في نقل المشاعر والرسائل: إذ يمثل كل لون جانبًا مختلفًا من جوانب التوحد، بدءًا من الإبداع وحتى التحديات التي يواجهها المصابون بالتوحد.
ويرى الكاتبان أن من خلال تبني موضوع اللون هذا، يمكننا أن نحتفل بنطاق جميل من الاختلافات التي تجعل كل شخص مصاب بالتوحد فريدًا من نوعه.
وأوضحا أن هناك خطوات يمكننا اتخاذها لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد مثل فهم المحفزات وإنشاء بيئات صديقة للحواس لتقليل الحمل الحسي الزائد وتقليل الضوضاء والأضواء الساطعة والروائح القوية.
وشدد الكاتبان على أهمية تشجيع الأطفال المصابين بالتوحد على اختيار بيئتهم وتجاربهم الحسية. وهذا يمكن أن يساعدهم على أن يكونوا مستقلين ويشجعهم على الدفاع عن أنفسهم لدعم احتياجاتهم وخياراتهم.
ومن وجهة نظر الكاتبين فإن من أجل التنشئة الاجتماعية، يجب جعل الأطفال المصابين بالتوحد يشاركون في الأنشطة المجتمعية، مثل الرياضة أو النوادي أو العمل التطوعي، لتنمية مهاراتهم الاجتماعية وبناء علاقات خارج البيئة الأسرية والمدرسة.
ولفت الكاتبان إلى أنه بالنسبة للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال مصابون بالتوحد، يُنصح بالاحتفال بنجاح أطفالهم، مهما كان صغيرًا، لأن ذلك سيساعدهم على بناء ثقتهم بأنفسهم وتعزيز قبولهم.
وقال الكاتبان في ختام مقالهما: "في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نبدأ رحلة الفهم والقبول. معًا، يمكننا تحطيم الصور النمطية وتبديد المفاهيم الخاطئة والدفاع عن حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد".
من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "الحجة لصالح الاتحاد المالي للاتحاد الأوروبي" بقلم الكاتب جون كاسار وايت، بيّن من خلاله أن الأمر يتطلب إصلاحات كبيرة إذا كان للاتحاد الأوروبي أن يتمكن من البقاء على قيد الحياة في العقد المقبل وما بعده.
وفي بداية المقال، أوضح الكاتب أن المناقشة كانت محتدمة حول ما إذا كان الاتحاد النقدي لليورو قادرًا على البقاء من دون اتحاد مالي منذ أن أصبحت العملة الموحدة حقيقة واقعة مع طرح أوراق اليورو والعملات المعدنية في عام 2002.
ومن وجهة نظره فإن حقيقة أن اليورو قد صمد بعد الفترة التي توقعها العديد من المنتقدين لا تتفق مع الواقع، وهذا يعني أن الأساسيات المالية للاتحاد الأوروبي في حالة جيدة.
وبيّن أن إيجابيات وسلبيات الاتحاد المالي لا تزال هي التي تحرك مواقف القادة السياسيين والأكاديميين في الدول الأعضاء. ومع ذلك، تغير السيناريو الاقتصادي والسياسي في أوروبا بشكل كبير عما كان عليه قبل 20 عامًا.
ولفت إلى أن رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قدم حجة مقنعة لإنشاء اتحاد مالي للاتحاد الأوروبي في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست قبل بضعة أشهر.
وأشار الكاتب إلى أن مقاومة دول شمال أوروبا في الأساس ضد الاتحاد المالي كانت مبنية على عدم ثقتها في قدرة دول جنوب أوروبا على إدارة مواردها المالية العامة على نحو مسؤول.
وقال الكاتب إن هناك عاملًا رئيسًا أدى إلى تغيير السيناريو الاقتصادي في أوروبا وهو أن الاتحاد الحالي لا يواجه الكثير من المخاطر بسبب السياسات المالية غير السليمة في بعض الدول الأعضاء.
وبدلًا من ذلك، أوجدت التحديات الجديدة التي تتجاوز الحدود الوطنية واقعًا جيوسياسيًّا معقدًا يهدد الرخاء الاقتصادي، وتشمل هذه التحديات صدمات جائحة كورونا وأسواق الطاقة غير المستقرة وتأثير الحرب في أوكرانيا.
وذكر الكاتب أن لدى المفوضية الأوروبية 750 مليار يورو لمساعدة اقتصادات الدول الأعضاء على معالجة التحولات الخضراء والرقمية، ويتوقف صرف هذه الأموال على قيام الدول الأعضاء باستخدامها بنجاح وفاعلية.
وبيّن أن الاتحاد الأوروبي لا يملك استراتيجية فيدرالية لتمويل خططه الطموحة، وفي الوقت نفسه، لا تستطيع الدول الأعضاء منفردة أن تتحمل التزامات التمويل هذه بسبب قواعد مساعدات الدولة التي تحد من قدرة البلدان على التصرف بشكل مستقل.
ونوّه الكاتب إلى أن الاستراتيجيات الاقتصادية لأوروبا اعتمدت على مدى العقود العديدة الماضية على أمريكا في الأمن، والصين في الصادرات، وروسيا في الطاقة، وقد أدى هذا إلى إيجاد فترة طويلة من الرخاء والأمن، ولكن هذه الاستراتيجيات عفا عليها الزمن الآن.
لذلك يعتقد الكاتب أن الأمر يتطلب إصلاحات كبيرة إذا كان للاتحاد الأوروبي أن يتمكن من البقاء على قيد الحياة في العقد المقبل وما بعده.
ويرى أن الإصلاحات المطلوبة لابد أن تشمل تجميع المزيد من السيادة وتتطلب أشكالًا جديدة من التمثيل ومركزية اتخاذ القرار.
وأشار إلى أن التغييرات الأكثر إثارة للجدل تشمل مراجعة ميثاق الاتحاد الأوروبي وعملية صنع القرار التي يجب أن تعكس نفوذ الدول الأعضاء المختلفة على أساس حجمها.
وسوف تتطلب مشروعات الدفاع والنمو الاقتصادي التي تتجاوز الحدود الوطنية استثمارات ضخمة في إطار زمني قصير إذا تمكنت من تحويل اقتصادات الاتحاد الأوروبي بشكل فاعل وتعزيز أمن الاتحاد.
وأكد في ختام مقاله على أن المزيد من السياسات الفيدرالية هي السبيل الوحيد لجعل الاتحاد قوة سياسية واقتصادية محترمة في ظل الحقائق الجيوسياسية المعقدة اليوم.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان "لماذا نقرأ" بقلم الكاتب "لي هيون سو".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى مقولة "تشارلز ويليام إليوت" وهو أكاديمي أمريكي وشغل منصب رئيس جامعة هارفارد في الفترة من 1869 إلى 1909 عندما قال: "الكتب هي الأصدقاء الأكثر هدوءًا وثباتًا؛ إنهم أكثر المستشارين سهولة في الوصول إليهم وأكثرهم حكمة، وأكثر المعلمين صبرًا".
وأضاف الكاتب أن القراءة هي تمرين عقلي يحفز العقل ويغذي الفكر، ومن خلال الكتب، نواجه وجهات نظر وفلسفات وتخصصات مختلفة، مما يوسع معرفتنا وفهمنا للعالم.
وأوضح أن القراءة تثير الفضول، وتحفز التعطش للتعلم الذي يمتد إلى ما هو أبعد من صفحات الكتاب، فالقراءة تسهم في النمو الفكري، حيث نتعامل مع أفكار جديدة، ونكتسب الحكمة ونصقل تفكيرنا.
ووضح الكاتب بأن القراءة تتيح لنا الانطلاق في رحلات إلى عوالم غير مستكشفة، سواء كانت أراضي خيالية، أو عصورًا تاريخية، أو حتى أعماق المشاعر الإنسانية، وتقدم القراءة تجربة غامرة، حيث تنقلنا إلى ما وراء حدود حياتنا وتوسع آفاقنا.
وذكر أن ممارسة القراءة هي بمثابة بوابة لإطلاق العنان لقوة الخيال، عندما تنسج الكلمات سحرها، فإنها توجِد صورًا حية في أذهاننا، وترسم المناظر الطبيعية والوجوه والعواطف التي تنبض بالحياة بوضوح لا مثيل له.
وعلى عكس الأشكال الأخرى من الوسائط، أشار الكاتب إلى أن القراءة تشغل خيالنا بطريقة فريدة، مما يترك مجالًا للتفسير الشخصي والتأمل، في هذه الشراكة الديناميكية بين المؤلف والقارئ، تشارك عقولنا بشكل حيوي في إيجاد العوالم التي تتكشف أمامنا. وتقدم القراءة الحرية اللامحدودة، حيث لا حدود يقيد خيالنا.
وفي أوقات التوتر، توفر القراءة فترة راحة من متطلبات الحياة اليومية، فهي توفر ملاذًا من مشكلاتنا الخاصة، وتغمرنا في قصص تنقلنا إلى عوالم الجمال والمغامرة والعجائب.
وقال الكاتب في ختام مقاله: "القراءة تعزز التعاطف، حيث نطور فهمًا أعمق للثقافات ووجهات النظر والخبرات المختلفة. ومن خلال الشخصيات التي نواجهها في الأعمال الأدبية، نتعلم كيفية التواصل مع الآخرين، وتنمية مشاعر الرحمة والتفاهم، القراءة هي لغة عالمية تسد الفجوات وتربط بين الناس وتعزز الشعور بالانتماء للمجتمع".
/العُمانية/
أحمد صوبان/خالد البوسعيدي