عواصم في 22 مايو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء بشأن قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها وتتعلق بالأوبئة المستقبلية، ومخاطر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية، بالإضافة إلى العلاقة بين الأسمدة وحل أزمة الغذاء.
فصحيفة "نيوستريت تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بعنوان "الاستعداد جيدًا لمواجهة الأوبئة المستقبلية" بقلم الدكتور هوسيه جويوان.
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن جائحة كوفيد-19 تسببت في خسائر فادحة وتفاقم التفاوتات الصحية وتراجع في الاقتصاد العالمي حينها؛ ما كان له تأثير كبير على حياة البشر في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن تجربة العالم مع هذه الجائحة أظهرت أن الاستجابة العالمية لمثل هذه التهديدات الصحية ليست فعالة بالشكل المطلوب.
وقال إن فيروس كورونا بالرغم أنه لم يعد يُصنف كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا وقد عاد النشاط التجاري والاقتصادي على مستوى العالم إلى طبيعته، إلا أن منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر انتشار جائحة أخرى، ما يزيد من أهمية تعزيز حوكمة الصحة على المستوى العالمي لتجنب مثل هذه المخاطر.
ولفت الكاتب إلى أن منظمة الصحة العالمية والعديد من الدول قد بدأت في مراجعة استراتيجيات الاستجابة التي اتُّبعت خلال جائحة كوفيد-19؛ وهو ما نتج عنه الكشف عن نقاط الضعف في اللوائح الصحية الدولية، في وقت يزداد فيه التخوف المتعلق بإدارة مثل هذه الأزمات.
وأكد أن هذه المراجعات أظهرت تغيرات مستمرة، تشمل التعديلات على قوانين تعزيز المراقبة والإبلاغ وتبادل المعلومات وتحسين الاستعداد للاستجابة.
وأشار إلى أن هناك مناقشات مستفيضة بشأن اتفاقية جديدة لمكافحة الجائحات، تهدف لصياغة إطار عالمي قوي لحوكمة الأوبئة يرتكز على المساءلة والشفافية والإنصاف، وهي اتفاقية يمكن أن يُوافَق عليها في الجمعية السابعة والسبعين لمنظمة الصحة العالمية.
وفي ختام مقاله شدد الكاتب على أهمية إسهام جميع الأطراف بآرائها وخططها في إدارة الأوبئة والتعلم من أفضل الممارسات الدولية، بالإضافة للتنفيذ الفعال للسياسات الوبائية لمواجهة الأوبئة المستقبلية، وتحسين أساليب الحصول على اللقاحات وإدارة الموارد الطبية واستغلال التكنولوجيا بشكل فعال ومعالجة المعلومات المضللة.
من جانبها، نشرت صحيفة "جابان تايمز" مقالًا بعنوان "مخاطر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية" بقلم الكاتب "بارمي أولسون".
شدد الكاتب خلاله على ضرورة قيام شركات التكنولوجيا بمعالجة المعلومات المضللة التي يحركها الذكاء الاصطناعي.
وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أن هذا العام يَعِد بأن يكون عاماً ضخماً بالنسبة للحكومات المنتخبة، حيث يتمكن المليارات من البشر - أو أكثر من 40% من سكان العالم - من التصويت في الانتخابات.
ولفت إلى أنه بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على عام 2024، يتساءل بعض المسؤولين الحكوميين بهدوء عن سبب عدم تحقق خطر الذكاء الاصطناعي الذي يلوح في الأفق.
وبيّن أنه حتى مع توجه الناخبين في دول مثل إندونيسيا وباكستان إلى صناديق الاقتراع، فإنهم لم يروا سوى القليل من الأدلة على أن التزييف العميق الفيروسي الذي يحرف النتيجة الانتخابية - وفقًا لمقالة حديثة في بوليتيكو -نقلت عن مسؤولي الأمن القومي والمديرين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا ومجموعات المراقبة الخارجية-.
وقالوا إن الذكاء الاصطناعي لم يكن له "التأثير الشامل" الذي توقّعوه.
فيما يرى الكاتب أن هذه تعد وجهة نظر مؤلمة وقصيرة النظر، فربما يقوم الذكاء الاصطناعي بتعطيل الانتخابات في الوقت الحالي، ونحن لا نعرف ذلك.
وقال في هذا السياق: "المشكلة هي أن المسؤولين يبحثون عن نسخة مكيافيلية من بابا بالنسياغا - في إشارة منه إلى الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للبابا فرانسيس وهو يرتدي سترة منتفخة والتي انتشرت بسرعة كبيرة العام الماضي-.
وأضاف: "هذا ما يتوقعه الكثيرون الآن من أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية التي يمكنها استحضار نصوص وصور ومقاطع مرئية تشبه الإنسان بشكل جماعي، ما يجعل من السهل اكتشافها مثل حملات الإقناع السابقة التي دعمت دونالد ترامب من مقدونيا أو نشرت محتوى سياسيًّا مثيرًا للانقسام على منصتي "إكس" و"فيسبوك".
ويعتقد الكاتب أن هذا باختصار، هو ما يجعل اكتشاف المعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أكثر صعوبة.
ولهذا السبب؛ يرى أن شركات التكنولوجيا تحتاج إلى تحويل تركيزها من "الفيروسية" إلى "التنوع" - كما يقول جوش لوسون الذي كان رئيس قسم المخاطر الانتخابية في منصات "ميتا" والآن يقدم الاستشارات لشركات التواصل الاجتماعي كمدير في معهد آسبن، وهو مركز أبحاث.
ويقول جوش لوسون: "لا تنسوا القوة الخفية للكلمات، كان الكثير من الخطاب العام عن الذكاء الاصطناعي يدور حول الصور والتزييف العميق.. في حين يمكننا أن نرى أن الجزء الأكبر من حملات الإقناع يمكن أن يعتمد على النص. هذه هي الطريقة التي يمكنك بها حقًا توسيع نطاق العملية دون أن يتم القبض عليك".
وأوضح الكاتب أن المشكلة الأخرى هي أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم الآن على نطاق واسع من قبل الجميع. وهذا يعني أن الأشخاص العاديين - سواء عن قصد أو بغير قصد - يمكنهم إنشاء معلومات مضللة ومشاركتها أيضًا.
وفي مارس الماضي - على سبيل المثال - نشر معجبو دونالد ترامب صورًا مزيفة له تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي محاطًا بأنصار من ذوي البشرة السمراء؛ لتصويره كبطل لديهم.
ومن جهة أخرى، نشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكت" مقالًا بعنوان "العلاقة بين الأسمدة وحل أزمة الغذاء" بقلم الكاتبين: "سيلك بولمور" و"هارون واروي".
استهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أن العالم يواجه أزمة غذائية غير مسبوقة، تفاقمت كثيرا بسبب جائحة كوفيد-19 ومختلف الصراعات الجيوسياسية ونتيجة لتفاقم الظروف المناخية، وفي الوقت ذاته يمكن اعتبار المشكلة أكثر حِدّة في أفريقيا، حيث يمكن أن تصل نسبة المعرضين لانعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد إلى 61% من السكان.
وأضافا أن العالم في الوقت الراهن يحتاج بشدة إلى حلول فعالة، خصوصاً في وقت ينتشر فيه الاعتقاد المضلل بأن زيادة استخدام المعادن والأسمدة الاصطناعية هي المفتاح لتعزيز الإنتاجية الزراعية والقضاء على الجوع، خصوصاً في القارة الأفريقية.
وأشارا إلى أنه يمكن رجع هذا النهج إلى قرارات سابقة ترى أنه يجب زيادة استخدام الأسمدة من ثمانية إلى خمسين كيلوجراماً للهكتار الواحد في غضون عقد من الزمان؛ بهدف الوصول إلى ما يسميه البعض بـ "الثورة الخضراء"، في خطوة كان يرى آخرون فيها أن توزيع الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية من شأنه أن يحل التحديات الزراعية في القارة الأفريقية.
وأكد الكاتبان على أن هذا التركيز الفردي على استخدام الأسمدة الاصطناعية فشل في معالجة الحقائق المعقدة للزراعة.
وبيّنا أنه لا يوجد تقييم حديث لمثل هذه الخطوات تشير إلى زيادة الإنتاج أو ارتفاع دخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، بل على العكس من ذلك أضحى عدد من المزارعين الذين شملتهم هذه الخطوات مثقلين بالديون بعد أن أصبحوا يعتمدون على المبيدات الحشرية والأسمدة الاصطناعية باهظة الثمن، والتي ارتفعت أسعارها خلال السنوات الماضية نتيجة الأحداث الجيوسياسية.
ولفتا إلى أن هناك أمثلة على دول تستهلك نسباً كبيرة من الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية في أفريقيا إلا أنها لا تزال تشهد نسباً عالية فيما يتعلق بمعدلات الجوع وسوء التغذية.
وأكدا على عدم صحة الرأي القائل بأن زيادة الأسمدة يعني تقليل الجوع وذلك لعدم نجاح هذه الطريقة في معالجة الحواجز النظامية التي تحول دون الأمن الغذائي، مثل القدرة على تحمل التكاليف، ويؤدي في الوقت نفسه إلى تفاقم التحديات القائمة، مثل تدهور التربة.
وقال الكاتبان إن الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية تعطل التوازن الدقيق للنظام البيئي للتربة (وهو أساس الزراعة المستدامة). وقد ثبت أن هذه المدخلات تقلل من وفرة وتنوع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، مثل الفطريات، والتي تعد ضرورية لدورة المغذيات وصحة النبات. وعندما تتعطل هذه العلاقات التكافلية، تنخفض مرونة التربة وخصوبتها.
وأشار الكاتبان إلى أنه ربما من الصحيح أن استخدام الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأسمدة يمكن أن يخفف من انبعاثات الغازات الدفيئة، وفي حين يمكن أن تكون عملية الإنتاج أقل كثافة في استخدام الكربون، إلا أنها لا تزال تستهلك الكثير من الطاقة، وهو ما يجب معالجته.
وبيّنا أنه من الممكن أن يؤدي استخدام الأسمدة إلى إطلاق كميات هائلة من أكسيد النيتروز - وهو أحد الغازات الدفيئة القوية - في الغلاف الجوي، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في تدهور التربة وتلوث المياه.
ومن وجهة نظر الكاتبين؛ فمن الممكن الحفاظ على الإنتاجية من دون استخدام الأسمدة النيتروجينية الصناعية، كما تبين من التجارب الطويلة الأمد في مختلف أنحاء أفريقيا، وتشمل البدائل تنويع النظم الزراعية، وإنتاج الأسمدة العضوية، وزراعة البقوليات.
/العُمانية/
أحمد صوبان/أنس البلوشي