الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 23 يونيو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالادعاءات الكاذبة لإسرائيل في سياق الحرب في غزة، ووضع اليمين المتطرف في أوروبا، بالإضافة إلى تأثير عودة ترامب إلى السُّلطة على أسعار السلع الأساسية والأسواق العالمية.

فالكاتب "نونتوبيكو هليلا" وهو باحث في معهد الفكر والمحادثة الإفريقية، استعرض العديد من الادعاءات الكاذبة لإسرائيل في سياق الحرب في غزة.

وذكر في بداية مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب إفريقية أنه بعد أحداث السابع من أكتوبر، وجدت إسرائيل ومؤيدوها أنفسهم غير قادرين على معرفة الحقيقة.

وقال الكاتب في هذا السياق: "قيل لنا إن حماس قطعت رؤوس الأطفال وأحرقتهم، وأن بطون النساء الحوامل قطعت وقتلت أطفالهن الرضع وتم تداول هذه القصص في جميع أنحاء العالم وتكررت من قبل وسائل الإعلام (ذات السمعة الطيبة).

وتبين أن هذه الادعاءات كانت كاذبة، ولقد تم فضح قصة نيويورك تايمز بشكل شامل".

وأضاف: "وقيل لنا أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء مقرًّا لها وتم نقل الصحفيين إلى المستشفى وتم عرض ما زُعم أنها أسلحة تركتها حماس وعندما تم التشكيك في صحة هذه الادعاءات، تمت إزالة مقاطع الفيديو دون تفسير.

وتبين أن شريط الفيديو الذي يظهر ممرضة في مستشفى في غزة، حيث من المفترض أن حماس تحتجز رهائن، كان مزيفًا وتبين أن الممرضة هي ممثلة مكسيكية إسرائيلية".

وذكر الكاتب أنه في وقت سابق من هذا العام ادعت إسرائيل أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وكالة الأمم المتحدة التي تعتني باللاجئين في فلسطين، قد تم اختراقها من قبل مسلحي حماس.

ودون تقديم أي دليل يمكن التحقق منه لدعم هذا الادعاء، أخذت وسائل الإعلام الغربية والحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بكلمة إسرائيل وأوقفت تدفق المساعدات الإنسانية التي كان شعب غزة في أمس الحاجة إليها.

وأشار الكاتب إلى أن ذلك جاء على الرغم من إعلان الأمم المتحدة والأونروا أن هذه الادعاءات كاذبة، وحقيقة أن إسرائيل سبق أن قدمت ادعاءات لا أساس لها ضد وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأكد على أن إسرائيل لم تقدم أي دليل إلى المراجعة المستقلة التي أجرتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا بتكليف من الأمم المتحدة للنظر في هذه الاتهامات.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن إسرائيل لم تكن غير صادقة في ادعاءاتها بشأن الفلسطينيين فحسب، بل كانت أيضًا غير صادقة بشأن نواياها.

ولفت في هذا الجانب حادثة الفلسطينيين الذين طلب منهم مغادرة شمال غزة والتوجه جنوبا إلى بر الأمان عبر الطرق المحددة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية هذه الطرق وقتلت العشرات من الأشخاص أثناء توجههم جنوبا.

والآن، طلب من الفلسطينيين الذين نزحوا عدة مرات داخل قطاع غزة أن يغادروا الجنوب ورفح، الجزء الجنوبي من غزة، وهو المكان نفسه الذي قيل لهم إنه آمن.

ويعتقد الكاتب بأن مع كل أكاذيبها وادعاءاتها، يبدو أنه لن يكون هناك أي تداعيات على إسرائيل بسبب كذبها المنهجي والمتكرر، وسوف يسير كل شيء كالمعتاد وستستمر في تلقي المساعدات والدعم الذي تريده من الغرب.

ويرى أن حقيقة أن أكاذيب إسرائيل تسببت على الأرجح في مقتل عدد لا يحصى من الناس لن يحدث أي فرق في كيفية استمرارها في تصوير نفسها ضحية بينما تواصل قتل وتشويه المدنيين.

ومن وجهة نظره فإن المشكلة الحقيقية ليست إسرائيل، حيث إن الطريقة التي تتصرف بها حكومة نتنياهو أصبحت مألوفة، ولكن على نطاق أكثر تدميراً بكثير من ذي قبل.

وأكد على أن المشكلة الحقيقية هي الدول الغربية القوية التي تسمح لإسرائيل بالاستمرار في هذا الطريق.

وبين أن المشكلة الحقيقية هي أن إسرائيل ينظر إليها باعتبارها جهة فاعلة ذات مصداقية على الرغم من سجلها الموثّق جيدًا في الكذب، لأنه ينظر إليها على أنها جزء من الغرب، وجزء من الحضارة التي تحدّد من هو إنسان ومن ليس كذلك، ومن يفترض أنه عقلاني وصادق ومن ليس كذلك.

من جانبها، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان: "اهتزاز أوروبا بمكاسب اليمين المتطرف" بقلم الكاتب "أندرو هاموند" من كلية لندن للاقتصاد.

وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أنه كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن يحقق اليمين المتطرّف نتائج جيدة في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة. ومع ذلك، أظهرت النتائج التي صدرت هذا الأسبوع مكاسب مذهلة أكثر مما توقعه الكثيرون.

وبين أنه في الواقع، كانت النتائج قوية للغاية في فرنسا بالنسبة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي فاز بنسبة 33% من الأصوات، أي أكثر من ضعف حصة الأصوات التي حصل عليها تحالف إيمانويل ماكرون الوسطي، لدرجة أن الرئيس دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة مفاجئة للحزب الوطني المحلي.

ويرى الكاتب أنه من المعقول أن يحقق اليمين المتطرف أيضا مكاسب كبيرة في هذا الاقتراع المحلي الفرنسي ويفتح هذا احتمالا خارجيا بأن يصبح أحد المعارضين السياسيين الرئيسين لماكرون رئيسًا للوزراء.

وقال إن الشعبية المتزايدة التي تتمتع بها الجماعات اليمينية المتطرفة تعكس مجموعة واسعة من العوامل، وليس فقط السخط الشعبي إزاء التكامل الأوروبي المتنامي.

ولفت إلى أن القضايا الأوسع نطاقاً تشمل الانزعاج العميق إزاء الأحزاب والأنظمة السياسية الوطنية الراسخة، بما في ذلك الاستياء إزاء النمو الاقتصادي دون المستوى.

ونوه الكاتب إلى أنه في الوقت الذي حقق فيه اليمين المتطرف مكاسب مذهلة، فإن حزب الشعب الأوروبي المحافظ الوسطي قد فاز بأكبر عدد من المقاعد بشكل عام.

وأكد على أن هذا يضمن وجود أغلبية مستمرة وأكثر اعتدالا إلى جانب التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين الذي ينتمي إلى يسار الوسط، وحزب تجديد أوروبا، والحزب الليبرالي الوسطي.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن مكاسب اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية تكرر الاتجاه السائد في السياسة الوطنية الأوروبية في الانتخابات الأخيرة وفي دول من اليونان وإيطاليا في الجنوب، إلى فنلندا والسويد في الشمال، تحركت السياسة في اتجاه اليمين.

ويعتقد بأن أكبر الخاسرين في الانتخابات هم حزب الخضر، مما يعكس الجدل المتزايد حول أجندة الصفقة الخضراء الطموحة للغاية التي تتبناها رئيسة المفوضية الأوروبية "فون دير لاين" التي عارض حتى حزب الشعب الأوروبي عناصرها الرئيسة لدرجة أن كلمة جديدة ظهرت في المفردات السياسية الأوروبية ــ كلمة "الجلد الأخضر"، أو رد الفعل العنيف ضد الاستدامة.

وللمضي قدما، أكد الكاتب على أن انتخابات البرلمان الأوروبي ليست مهمة فقط لمستقبل القارة فحسب، بل سوف تؤثر أيضا على بقية العالم حيث يظل الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية عظمى إذ يتوازى ناتجها المحلي الإجمالي الجماعي مع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

وقال في هذا الصدد، إن أحد تأثيرات الارتفاع الكبير في دعم الأحزاب اليمينية هو الاحتمال الكبير لوجود اتحاد أوروبي أكثر حمائية.

وستكون لهذا آثار عالمية حيث إن الاتحاد ومقره بروكسل هو أكبر مصدر في العالم مع عشرات الدول التي تعد أوروبا الشريك التجاري لها بدءًا من الأسواق الناشئة الرئيسة مثل الصين في آسيا إلى البرازيل في أمريكا اللاتينية.

وفي سياق متصل، يرى الكاتب "فيليب بلينكنسوب" أن اليمين المتطرف في أوروبا يسعى إلى فرض نفوذ سياسي لمضاهاة المكاسب في المقاعد.

وأكد في مقاله الذي نشرته صحيفة "اليابان اليوم" على أن الأحزاب القومية الأوروبية في انتخابات البرلمان الأوروبي قد استفادت من انزعاج الناخبين بشأن ارتفاع الأسعار والهجرة وتكلفة التحول الأخضر، وستسعى الآن إلى ترجمة مكاسبها في المقاعد إلى تأثير على سياسة الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن الأحزاب القومية والشعبوية والمتشككة في الاتحاد الأوروبي كانت في طريقها للفوز بأقل من ربع مقاعد البرلمان الأوروبي، وفقا لتوقعات المجلس.

ويرى الكاتب أن هذا الأمر يعكس اتجاها متزايدا في الغرب للتحول من التيار الرئيس والوضع الراهن نحو بدائل متطرفة مثل الرئيس الأمريكي السابق وربما المستقبلي دونالد ترامب.

وبين أن في الانتخابات السابقة، تحدثت أحزاب اليمين المتطرف عن مغادرة الاتحاد الأوروبي أو عملته الموحدة، مرددة صدى دعوات أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والآن تريد هذه الأحزاب التأثير عليه من الداخل.

ونوه الكاتب إلى أن رؤساء الوزراء القوميون قد وصلوا بالفعل إلى مناصبهم في المجر وإيطاليا وسلوفاكيا، بينما تحكم الأحزاب اليمينية أو تدعمها في فنلندا والسويد، في حين يبدو حزب الحرية المناهض للمهاجرين بزعامة خيرت فيلدرز على وشك الدخول في ائتلاف حاكم في هولندا.

واقتبس حديث "أرميدا فان ريج" وهي باحثة بارزة في تشاتام هاوس، حيث قالت: "إن سياسات الطوق الصحي لاستبعاد أحزاب اليمين المتشدد تتآكل".

وأضافت: "يعرف الناس الآن أن الأمر ليس مجرد تصويت خاسر"، مشيرة إلى أن استخدام الأحزاب الشعبوية المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يجذب أيضا الناخبين الأصغر سنًا".

وبين الكاتب أن من الممكن أن يأتي الاختبار الأول للبرلمان الجديد، لتحديد رئيس المفوضية المقبل، في شهر يوليو القادم على أقرب تقدير. وسيكون فون دير لاين في المركز الأول لولاية ثانية نظرا لأن حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط سيكون أكبر مجموعة.

ومع ذلك، يعتقد الكاتب بأنها قد تحتاج إلى دعم من بعض القوميين اليمينيين، مثل "إخوة إيطاليا" بزعامة رئيسة الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني، لتأمين أغلبية برلمانية، مما يمنح ميلوني وحلفاءها المزيد من النفوذ.

من جانب آخر، طرحت الكاتبة "سارة سميث" تساؤلا مفاده: كيف يمكن أن تؤثر عودة ترامب المحتملة إلى السلطة على أسعار السلع الأساسية والأسواق العالمية؟

وأشارت في مقالها الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب إفريقية إلى أنه عندما أعلن دونالد ترامب عن ترشحه الأول لرئاسة الولايات المتحدة في يونيو 2015، كان العالم مكانا مختلفا تماما.

وذكرت أن في ذلك الوقت، كان المحللون السياسيون يعتبرون ترامب فرصة بعيدة المنال، ولكن برنامجه "أمريكا أولا" - الذي شهد جاذبية المرشح الرئاسي لعمال المناجم ومنتجي الصلب في الولايات المتحدة - أثبت أنه أكثر إقناعا بكثير مما توقعه كثيرون.

وفي عام 2015 أيضا، كان منتجو السلع الأساسية في خضم انهيار وحشي، وهو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية خلال العامين الأولين لترامب في البيت الأبيض، ارتفعت أسعار السلع الأساسية، ويرجع ذلك جزئيا إلى سياسات الرئيس الحمائية.

وترى الكاتبة أن في الوقت الذي قد تعطي عودة ترامب المحتملة إلى كرسي السلطة دفعة لبعض السلع الأساسية ــ وخاصة في ضوء موقفه من تغير المناخ ــ فإن هناك أمراً واحداً يلوح في الأفق بشكل أكبر كثيراً فيما يتصل بتوقعات الأسعار ــ وهو العدو اللدود للمرشح الرئاسي وهي الصين.

وبينت أن البيانات الواردة من موقع تجميع استطلاعات الرأي "فيفتي ثيرتي آيت" تشير إلى أن ترامب يخوض سباقا متقاربا ضد الرئيس الحالي جو بايدن وبينما كانت استطلاعات الرأي للمرشح الديمقراطي تبلغ 40.5% في وقت سابق، كان لترامب تقدم طفيف بنسبة 41.5%.

وتعتقد الكاتبة بأنه ليس من المستغرب أن تشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن حالة الاقتصاد الأمريكي ــ فضلاً عن ارتفاع تكاليف المعيشة ــ سوف تشكل عاملاً حاسماً رئيساً في الانتخابات.

ولفتت إلى أن من بين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته شبكة "آية بي سي" أخيرا، قال عدد أكبر إنهم يثقون في ترامب أكثر من بايدن في هذه القضايا ويشعرون بأنهم في وضع أفضل ماليا في عهد الرئيس الجمهوري.

ونوهت الكاتبة إلى أن حماية الوظائف الأمريكية تظل النقطة المحورية في استراتيجية ترامب الاقتصادية. وخلال فترة ولايته الأولى، أصبح هذا مبررا للتعريفات الجمركية التي فرضتها إدارته على الواردات، وعلى الأخص من الصين.

ومن وجهة نظرها فإن محركات المشاعر - مثل التغيرات السياسية - لها تأثير أقل حدة بكثير على أسعار السلع الأساسية مقارنة بالتأثيرات الاقتصادية.

وأكدت على أنه رغم الجهود المبذولة لتعزيز النفوذ الأمريكي، فإن خصمها الاقتصادي في الشرق لا يزال يقوم بدور حاسم في تحركات أسعار السلع الأساسية.

واقتبست الكاتبة تصريح سيلهيو تساتسي، وهو محلل الاستثمار في شركة أنكور كابيتال، الذي قال إن رئاسة ترامب قد تكون إيجابية بالنسبة لمعادن مجموعة البلاتين، التي تضررت أخيرا من انخفاض حاد في الأسعار.

/العُمانية/

أحمد صوبان

أخبار ذات صلة ..