عواصم في 25 يونيو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومعضلة التوسع في عضوية الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تداعيات استخدام حلف الناتو للأسلحة النووية.
فصحيفة "ستاندرد" الكينية نشرت مقالا بعنوان: "استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة" بقلم الكاتب: "ايرونجو هوجتون".
وذكر الكاتب في بداية مقاله أنه مع بدء العالم في تصميم الذكاء الاصطناعي وتسخيره في جميع مجالات الحياة المهنية والشخصية، فمن الأهمية بمكان أن ننظر إلى الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيات الناشئة تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتجنب المزيد من الإقصاء والتهميش.
وأشار إلى أن المئات من قادة حقوق الإنسان وقطاع الأعمال وحقوق الإعاقة قد اجتمعوا في مؤتمر أفريقيا الشامل لعام 2024 لمناقشة مخاطر وفرص الذكاء الاصطناعي لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن هذه المناقشات في أوروبا وأمريكا، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى توجيه عملية صنع السياسات الوطنية بشكل كبير في أفريقيا.
ونوه إلى أن المشاركين في المؤتمر قد تحدثوا عن مخاطر الخوارزميات ونماذج اللغة التي تقتصر على ذوي الإعاقة وتستبعد الاحتياجات المحددة لأولئك الذين يختلفون بصريًّا أو سمعيًّا أو عقليًّا أو جسديًّا عن معظم المجتمع، والصور غير الموضحة، والاستجابات الصوتية المسيئة أو غير الدقيقة والتمثيل الناقص لوجود الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبيّن الكاتب أن الذكاء الاصطناعي مبني على مجموعات البيانات، وإذا كانت تلك البيانات تحتوي على تحيزات مجتمعية مناهضة أو محايدة للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الذكاء الاصطناعي سوف يديم هذا التحيز عشرة أضعاف لنا جميعا.
ويعتقد بأنه إذا لم يتم تصميم التكنولوجيا من منظور إمكانية الوصول الشامل وأصبحت غير قادرة على التقاط عوائق الكلام أو الأشخاص الذين لديهم سمات وجهية أو جسدية معينة، فإنها ستنتهك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد أن هناك فرصًا هائلة في مجال التقنيات المساعدة حيث أصبح لدى العالم الآن إمكانية تصميم كراسٍ متحرّكة أفضل، ومتصفحات إنترنت، وأجهزة أكثر ذكاء يمكنها فهم لغة الإشارة وترجمتها في الوقت نفسه، مثل تعبيرات الوجه.
وقال إن الفرصة متاحة لأنظمة طاقة الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشخاص ذوي الإعاقة وبرمجتهم بشكل أكثر ذكاء والعيش بشكل أكثر استقلالية من خلال التحكم في بيئتهم لم تكن بهذه الروعة من قبل.
وبين أن التطبيقات الجديدة تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة طرقا أكثر فعالية لتحليل البيئة المحيطة بهم والتكيف معها، واقتراح طرق أكثر سهولة، وترجمة الكلام إلى نص في الوقت الفعلي أو مقاطع فيديو توضيحية بجزء صغير من التكلفة السابقة.
ومن وجهة نظره فإن هذا الجيل يحظى بالفرصة لتجاوز عقود من استبعاد الإعاقة، والاستغلال، وانتهاك الحقوق، من خلال تصميم التكنولوجيات الناشئة.
من جانبها طرحت الكاتبة "آنا بالاسيو" تساؤلا في مقالها الذي نشرته مؤسسة "بروجيكت سينديكت" مفاده: هل أوروبا أكبر من أن تسمح بالمزيد من التوسع؟
وأشارت الكاتبة، وهي وزيرة خارجية إسبانيا السابقة وتعمل حاليا محاضرة زائرة في جامعة جورج تاون الأمريكية، إلى أن الاتحاد الأوروبي قد احتفل في شهر مايو الماضي بالذكرى العشرين لأكبر توسع له، ضم عشرة أعضاء جدد إلى الكتلة.
وأكدت على أن هذا الحدث يظل بمثابة تذكير قوي بقدرة الاتحاد الأوروبي على تعزيز السلام والوحدة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
وترى الكاتبة أنه في الوقت الذي يتسم بالانقسامات الداخلية العميقة والبيئة الخارجية المتزايدة التقلب، فإن المثالية الطائشة- على حدّ وصفها- التي سادت عام 2004 تبدو وكأنها حلم بعيد المنال، كما تبدو آفاق المزيد من التوسعة غير مؤكدة.
وقالت في هذا السياق: "كان الوعد بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يعد لفترة طويلة آلية قوية لتعزيز الاستقرار والديمقراطية والرخاء في مختلف أنحاء القارة. وكانت إضافة البرتغال وإسبانيا في ثمانينات القرن العشرين ـ في ظل التحولات الديمقراطية في كل من البلدين ـ بمثابة مثال واضح لهذه الديناميكية.
ولكن بحلول عام 2004، عندما انضمت ثماني دول ما بعد الشيوعية (ومالطا وقبرص)، ناهيك عن انضمام بلغاريا ورومانيا في عام 2007، تغير منطق التوسعة وكان توسيع السوق الموحدة وتعزيز أسس الديمقراطية في مختلف أنحاء أوروبا من الأهداف الحاسمة".
وأضافت: "ولكن من خلال الترحيب ببلدان أوروبا الوسطى والشرقية في الأسرة الأوروبية، كان الاتحاد الأوروبي يظهر أيضا أنه تغلب على ماضيه الحافل بالحرب والانقسام.
ومن جانبهم، رحب الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي بالفرصة التي أتيحت لهم للإفلات من حالة النسيان التي دامت قروناً من الزمن بين روسيا والغرب، حتى برغم أن روسيا لم تعد تشكل تهديداً كبيراً لجيرانها، على الأقل في نظر الاتحاد الأوروبي".
ونوهت إلى أنه بعد أربعة أيام فقط من بداية الحرب في فبراير 2022، تقدمت أوكرانيا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
وبينت أنه وبدافع من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية، وليس الحماس الحقيقي لمزيد من التوسعة، سارعت الكتلة إلى منحها مكانة المرشح ويوجد الآن تسعة مرشحين معترف بهم لعضوية الاتحاد الأوروبي، وأغلبهم في أوروبا الشرقية.
وتعتقد الكاتبة بأنه رغم ما وصفته بـ "الانفجار العظيم" في عام 2004 كان ناجحاً، فإنه من غير الممكن أن يخدم بصفته نموذجًا للتوسع في المستقبل.
وترى أن كل انضمام يجلب تحدياته الخاصة، التي تتطلب حلولاً دقيقة، مشيرةً إلى أن أحد التحديات الرئيسة اليوم أدى إلى تقويض السرد القديم بشأن توسعة الاتحاد الأوروبي ـ يتلخص في تراجع الديمقراطية في بعض البلدان الأعضاء.
وقالت الكاتبة إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم خطر التحول إلى رقعة الشطرنج التي تدور عليها الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، بدلًا من أن يصبح لاعبًا في حدّ ذاته.
وخلاصة القول في نظرها أن الكيفية التي يبحر بها الاتحاد الأوروبي في مناقشة التوسعة ـ بما في ذلك نجاحه في تحديث وتبسيط عملية صنع القرار ـ سوف تساعد في تحديد ما إذا كانت هذه المخاطرة ستتحقق أم لا.
وأكد الكاتب تشن ويهوا -في مقاله الذي نشرته صحيفة تشاينا ديلي الصينية- على أن تهديدات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي باستخدام الأسلحة النووية تهدد البشرية جمعاء.
ووصف الكاتب، وهو رئيس مكتب الصحيفة في بروكسل، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأنه كان داعية للحرب، ولكن قبل أسابيع فقط من تقاعده المقرر بعد قمة الناتو في واشنطن، يريد إضافة لقب "داعية الحرب النووية" إلى إرثه.
وذكر أن ستولتنبرج قال لصحيفة التلغراف الأسبوع الماضي إن الناتو يدرس العدد المتزايد من الأسلحة النووية المتاحة لمواجهة التهديد من روسيا والصين.
واقتبس حديث أمين عام حلف الناتو، الذي قال: "لن أخوض في التفاصيل التشغيلية حول عدد الرؤوس الحربية النووية التي يجب أن تكون جاهزة للعمل وأيها يجب تخزينها، لكننا بحاجة إلى التشاور بشأن هذه القضايا وهذا بالضبط ما نفعله".
ويرى الكاتب أن مثل هذه التصريحات العدائية غير المسؤولة الصادرة عن الأمين العام لحلف الناتو صادمة، لأنها دعوة إلى سباق تسلح نووي، بل وحتى إلى حرب نووية من شأنها أن تقضي على الجنس البشري بأكمله.
وأشار إلى أن وفقًا لتقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، التي صدرت، تشير التقديرات إلى أن الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية قد قفز إلى مستوى قياسي قدره 91.4 مليار دولار في عام 2023.
وبين أن حصة الولايات المتحدة من إجمالي الإنفاق تبلغ 51.5 مليار دولار، وهو أكثر من جميع الدول الأخرى المسلحة نووياً مجتمعة ويمثل 80 بالمائة من الزيادة في الإنفاق على الأسلحة النووية في العام الماضي.
وكانت الزيادة العالمية البالغة 10.7 مليار دولار مقارنة بالعام السابق مدفوعة إلى حد كبير بالزيادة السريعة في الميزانية العسكرية الأمريكية.
ونوه الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تمتلك 1770 رأسًا نوويًّا مجهزة بالصواريخ أو موجودة في قواعد بها قوات تشغيلية، وفقا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يوم الاثنين الماضي، بينما تمتلك روسيا 1710 رأسًا، ويمتلك البلدان معا 90% من الترسانة النووية العالمية.
فضلاً عن ذلك فإن ثلاثاً من القوى النووية الخمس الكبرى في العالم هي أعضاء في حلف شمال الأطلسي ـ الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا.
ومن وجهة نظر الكاتب، فإنه من غير المعقول أن يحاول الأمين العام لحلف الناتو نشر الخوف في جميع أنحاء العالم من خلال الادعاء بأن الصين، التي لا تشكل ترسانتها النووية سوى جزء بسيط من ترسانة الولايات المتحدة، تشكل تهديدا نوويا لحلف شمال الأطلسي.
وأكد أنه يتعين على العالم أجمع، بما في ذلك رؤساء الاتحاد الأوروبي، أن يدينوا تهديدات ستولتنبرج باستخدام الأسلحة النووية، لأنه دفع العالم للتو خطوة أقرب إلى "الإبادة النووية" على حدّ تعبيره.
/العُمانية/
أحمد صوبان