عواصم في 14 يوليو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم الحديث، وتأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على الخصوصية بالإضافة إلى تبني النهج الجماعي لإدارة المنصات الرقمية في أفريقيا.
فصحيفة "تايمز أوف مالطا" نشرت مقالًا بعنوان : "تعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم الحديث" بقلم الكاتب: "كارل جيمس" وهو أستاذ في قسم هندسة الاتصالات وعميد كلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة مالطا
وأشار الكاتب في مستهل مقاله إلى أننا نعيش في عصر يتسم بالابتكار الرقمي والاتصال، مما يجعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضرورية في الحياة الحديثة.
وأوضح أنه من الهواتف الذكية والساعات الذكية إلى الخوارزميات المعقدة التي تعمل على تشغيل مختلف الصناعات، تهيمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياتنا اليومية.
ويرى الكاتب أنه لا يمكن المبالغة في أهمية دراسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويمكن للجميع الاستفادة من مواصلة تعليمهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال في هذا السياق: "يتطور سوق العمل بسرعة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي. وتشهد الوظائف التقليدية تحولات، وتتطلب الأدوار الجديدة معرفة قوية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويكتسب الطلاب الذين يدرسون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المهارات الأساسية مثل البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني".
ومن وجهة نظره، فإن هذه الكفاءات لا تمنح ميزة في سوق العمل فحسب، بل أصبحت بشكل متزايد من المتطلبات الأساسية للوظائف الأكثر طلبًا.
وأكد على أن تعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعمل على تعزيز التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات، وهو أمر بالغ الأهمية في معظم المهن.
ويعتقد الكاتب أن الفهم القوي للتكنولوجيا من خلال الدراسات العليا يمكّن الأفراد من تطوير خدمات ومنتجات وحلول جديدة للتحديات الحديثة.
ونوه إلى أن أصحاب المشاريع الذين يتمتعون بمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكنهم استخدام أدوات التكنولوجيا الجديدة لإحداث تغيير جذري في الصناعات.
ويرى أنه سواء كانت شركة ناشئة لمتجر صغير للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت أو منظمة غير ربحية تستخدم البيانات في القضايا الاجتماعية، فإن إمكانيات الابتكار القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا حصر لها.
وشدد على أهمية تشجيع الشباب على اختيار دورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تغذية الجيل القادم من المبدعين وصناع التغيير.
وذكر الكاتب أن مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعمل على تحسين الكفاءة الشخصية والإنتاجية وتمكن الأشخاص من التنقل وتحسين حياتهم، مثل تطوير أنظمة المنزل الذكي التي تدمج أجهزة إنترنت الأشياء من أجل التشغيل الآلي السلس أو إنشاء تطبيقات برمجية مخصصة لحل مشكلات معينة.
وبحسب الكاتب، فإن من الناحية المهنية، تؤدي إتقان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى تبسيط العمليات، وتحسين الاتصالات وتحسين إدارة المشاريع، مما يترجم إلى وفورات في التكاليف وتعزيز الإنتاجية للشركات والاقتصادات.
وأكد على أن مع تحول المجتمع إلى مجتمع رقمي بشكل متزايد، فإن فهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا يقل أهمية عن محو الأمية التقليدية للانخراط في مختلف جوانب الحياة.
وقال في ختام مقاله إن تعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن الأجيال القادمة من إنشاء أدوات رقمية تضمن عدم تخلف أحد عن الركب في الفجوة الرقمية، وتلبية الاحتياجات المتنوعة، وتعزيز الشمولية، وتمكين الاتصال والتعاون العالميين.
من جانبه، أشار الكاتب "ادم سميث" في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية، إلى أن خطة باريس الأولمبية للتعرف على الوجه بالذكاء الاصطناعي تثير مخاوف الخصوصية
وبين أن جماعات حقوق الإنسان وصفت الخطط الفرنسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفحص آلاف الرياضيين والمدربين والمتفرجين الذين يأتون إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية بأنها شكل من أشكال المراقبة الزاحفة.
ولفت الكاتب إلى أن السلطات الفرنسية قد اختبرت أنظمة مراقبة الذكاء الاصطناعي في محطات القطارات والحفلات الموسيقية ومباريات كرة القدم في الأشهر الماضية.
وأوضح أنه عندما تفتتح الألعاب الأولمبية في أواخر شهر يوليو الجاري، ستقوم هذه الأنظمة بمسح الحشود والتحقق من وجود طرود مهجورة والكشف عن الأسلحة.
واقتبس الكاتب تصريح المسؤولين الفرنسيين الذين قالوا إن هذه الأدوات لن تعمل بكامل طاقتها قبل الألعاب، ولكن أكدوا في ذات الوقت أن الشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ وبعض عملاء أمن النقل الفرنسيين سيستخدمونها حتى 31 مارس من العام المقبل.
ويشارك الكاتب الرأي مع بعض النشطاء الذين عبروا عن خشيتهم من أن تصبح مراقبة الذكاء الاصطناعي هي الوضع الطبيعي الجديد.
وقالت كاتيا رو، وهي مديرة المناصرة في منظمة العفو الدولية في فرنسا، إن "الألعاب الأولمبية فرصة كبيرة لاختبار هذا النوع من المراقبة تحت ستار القضايا الأمنية، وتمهد الطريق لأنظمة أكثر تدخلاً مثل التعرف على الوجه".
وذكر الكاتب حديث بعض النشطاء الذين قالوا إن أجزاء من التشريعات المتبعة ستسمح بنشر التعرف على الوجه من قبل "السلطات المختصة" لأغراض تشمل الأمن القومي والهجرة.
من جانب آخر، طرح الكاتب "فيكتور بي واير" تساؤلًا في مقاله الذي نشرته صحيفة "ستار" الكينية مفاده: لماذا تتطلب إدارة المنصات الرقمية في أفريقيا نهجًا جماعيًا؟
وقال الكاتب في بداية مقاله: "لقد وضع الاتحاد الأفريقي استراتيجية قارية بشأن الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة جيدة للغاية ولكننا الآن بحاجة إلى استراتيجية أخرى بشأن الحوكمة الرقمية بالنظر إلى المخاطر الكامنة.
إن القلق المتزايد بشأن حوكمة المنصات الرقمية على مستوى العالم، وانعدام الثقة الذي يظهره العديد من صناع السياسات، يشكل سببا للقلق، بالنظر إلى الفوائد التي جاءت مع الابتكارات التكنولوجية".
وأضاف: "وقد اتخذت العديد من الحكومات هذا النهج؛ أنت لا تلعب وفقًا للقواعد، ولا يمكنك الوصول إلى سوقنا، وهو اتجاه عدائي للغاية ولا يناسب الابتكار والمزايا الضخمة.
لكن الاتجاه الأكثر خطورة هو أن معظم الهيئات التنظيمية لا تملك المعرفة التقنية والخبرة اللازمة للتوصل إلى نماذج حوكمة عملية ولا تحتاج إلى ذلك، ومع استمرار إحجام شركات التكنولوجيا الكبرى عن المشاركة الهادفة مع الآخرين في وسائل الإعلام وقطاع الأعمال. وفي مجال التكنولوجيا، قد يتم اتخاذ بعض التدابير الجذرية التي تشكل خطورة".
وأوضح الكاتب أن المعلومات تمثل منفعة عامة وعامل تمكين لتعزيز وإعمال حقوق الإنسان.
ويرى أن عند مناقشة مسألة سلامة المعلومات، يجب علينا التأكد من أن التدخلات التي تحكم المنصات الرقمية يجب ألا تنظر فقط إلى المصدر والمتلقي في سلسلة الاتصالات وتمتد المزيد من التركيز على القناة (المنصات الرقمية).
ونظراً للتعقيدات بما في ذلك الأموال والأبحاث والتكنولوجيات المعنية، يعتقد الكاتب أن الحكومات لن تتمكن من اللحاق بركب شركات التكنولوجيا الكبرى في السباق.
ومن وجهة نظره، فإن على الحكومات الأفريقية استخدام الآليات القائمة مثل الاتحاد الأفريقي لإعطاء الأولوية للنهج القاري لإشراك شركات التكنولوجيا الكبرى في الجهود الرامية إلى الحماية من الضرر الذي يأتي من خلال المنصات الرقمية، بدلا من ترك الأمر لدول منفردة لسن القوانين الوطنية للتحكم في القنوات الرقمية.
ودعا المنظمين في مجال الإعلام والاتصالات من القارة إلى ضرورة إدراك الحقيقة المتمثلة في الحاجة الملحة لنهج قاري وليس فردي على مستوى دولة دون آخرى.
وأكد في ختام مقاله على أن الحروب التكنولوجية التي تدور رحاها بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا أصبحت سريعة للغاية بالنسبة لأفريقيا، وهناك حاجة إلى جبهة موحدة من القارة اليوم أكثر من أي وقت مضى.
/العُمانية/
أحمد صوبان