عواصم في 7 أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها وتتعلق بفلسطين الحرة من النهر إلى البحر، ومن سيوقف الحرب الإقليمية؟ والأعمال الإبداعية التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي.
فنشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالا بقلم الكاتب "إحسان أكتاش" بعنوان "فلسطين الحرة من النهر إلى البحر".
قال الكاتب في مستهل مقاله: "لقد أدلى المفكرون أو قادة الرأي مؤخرًا بتصريحات حول الحرب العالمية الثالثة. وهناك تحليلات حول ما إذا كانت هذه الحرب بين الصين والولايات المتحدة في تايوان، أو أن تكون حربًا شاملة بين حلف شمال الأطلسي "الناتو" وخصومه، مع تورط الحلف في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، أو أن تتحول إلى حلقة نار في الشرق الأوسط مع انخراط إسرائيل. ولا ينبغي إهمال أي من هذه التحليلات؛ فهناك حقيقة فيها، جزئيًا أو كليًا".
وأضاف بأنه في الأيام القليلة الماضية، وقعت حادثة غامضة تمثلت في مقتل 11 طفلاً في مرتفعات الجولان المحتل. وعندما ننظر إلى الطبيعة الغريبة لهذه القضية، فإنها تظهر بوضوح.
ولفت الكاتب بأنه في قطاع غزة، يموت في المتوسط مئات المدنيين، ويموت 10 أو 20 أو 50 أو 100 طفل كل يوم... في يوم يتم قصف مستشفى فيقتل المرضى. وفي يوم آخر يتم مهاجمة سيارة إسعاف فيفقد المرضى حياتهم. وفي يوم آخر يتم قصف الأشخاص الذين يعملون في منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة حتى الموت. وفي يوم آخر، تتعرض مدرسة في غزة للقصف بينما كان الطلاب يلعبون في حديقتها، أو تتعرض المخيمات التي يفر إليها الناس بحثاً عن ملاذ آمن للقصف، ويموت المدنيون. وكأن هذه الوفيات في غزة ليست وفيات بشرية، ولا تجدها أبداً من ضمن جدول الأعمال العالمي.
وعبّر الكاتب عن استغرابه بأنه عندما يُقتل عشرة من طائفة الدروز، وهم ليسوا إسرائيليين ولا يهود، بل مواطنون سوريون يعيشون في الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل، فجأة يصبح الأمر قضية كبيرة في العالم.
وأضاف بأنه بعد ذلك، هددت إسرائيل لبنان، وقتلت في عملية إرهابية فؤاد شكر، الرجل الذي يمكن اعتباره رئيس أركان حزب الله. ثم، وبشكل غير متوقع، وبعد ساعات قليلة من اليوم نفسه استشهد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي كان في طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وأوضح الكاتب بأنه من المثير للدهشة أنه كما جعل مقتل 40 ألف مدني في غزة القضية الفلسطينية مصدر قلق للبشرية جمعاء، فإن استشهاد هنية أرسل موجات من الصدمة عبر العالم.
وأشار إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونجرس الأمريكي الذي أحدث حالة من اليأس الشديد لدى البشرية جمعاء. كما أن التصفيق لقتل 40 ألف مدني هو بمثابة تواطؤ في القتل، وعلامة على اليأس لدى البشرية. ولعل البشرية لم تكن قط في مثل هذه الحالة من الفقر والانحطاط النفسي خلال القرن الماضي، حسب وصف الكاتب.
وبينما يرتكب الإسرائيليون المجازر والإبادة الجماعية، فإن أنفاس هؤلاء الشهداء سوف تُلهم الإنسانية على شكل موجات، وسوف يقف كلُّ من يسعى إلى الحرية والديمقراطية ويمتلك ذرة من الضمير إلى جانب الفلسطينيين. ولا يمكن للمرء أن يزدهر مع الظلم. والجميع، الأصدقاء والأعداء، يعرفون هذا جيدا، وسوف يدفع الظالمون ثمن ما فعلوه.
وقال الكاتب في ختام مقاله "هناك مقولة مفادها: من يزرع الريح يحصد العاصفة. والإسرائيليون الذين فروا من ظلم هتلر ولجأوا إلى فلسطين يواصلون ممارساتهم الإبادية وكأنهم يريدون الفوز على هتلر في سباق. وأخيرا أود أن أقول إن ضمير الإنسانية سيخنق هؤلاء الظالمين!".
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "ديلي صباح" مقالا بقلم الكاتب "نبي ميش" كان عبارة عن تساؤل مفاده "من سيوقف الحرب الإقليمية؟".
قال الكاتب في مستهل مقاله "من أجل مستقبل البشرية، يجب وقف إسرائيل. لقد ارتكبت إسرائيل كلَّ أشكال العنف ضد الفلسطينيين، ويعُدّها التاريخ جرائم ضد الإنسانية. لقد قتلت الأطفال والنساء وكبار السن. وفرضت الجوع والعطش على الناجين. لقد ارتكبت إبادة جماعية أمام أعين العالم أجمع. لقد هاجمت أراضي دول أخرى وقصفت سفارات. لقد أدينت إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من أعلى المحاكم الدولية".
وأضاف بأنه رغم كل هذا، ظلت الولايات المتحدة والدول الغربية تدعم إسرائيل باستمرار، وأشادت بمجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وشجعته على ارتكاب المزيد من المجازر، ولم ترَ في التواطؤ في الإبادة الجماعية والمجازر أي قضية.
وأوضح بأنه بفضل هذا الدعم الغربي، تسعى إسرائيل إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة. ولإشعال فتيل حرب إقليمية شاملة، هاجمت إسرائيل عواصم خمس دول في الشرق الأوسط في يوم واحد.
ففي لبنان، استهدفت قائد حزب الله فؤاد شكر. وفي طهران، اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وفي اليوم نفسه، نفّذت هجمات مماثلة في العراق وسوريا واليمن. وحتى بعد هذه الهجمات، ظلت ردود الفعل الأولية من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية دون تغيير، فقد جددت دعمها وبكل أسف لإسرائيل.
وأشار الكاتب إلى أن استجابة طهران للهجمات ضد إيران كانت محدودة على الدوام. ومع ذلك، استمرت إسرائيل في استفزاز إيران ودفعها إلى الحرب. ومع هذه الاغتيالات الأخيرة، تشعر إيران بأنها مضطرة إلى تنفيذ رد أقوى من أجل استعادة قوة الردع لديها وتعزيز نفوذها على وكلائها. وتزداد احتمالات انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة مع كل هجوم انتقامي، حسب رأي الكاتب.
وشدد الكاتب على أهمية اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لمنع اندلاع حرب عالمية جديدة وتجنّب انزلاق العالم إلى عملية فوضوية. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب، وهو يفكّر في مستقبله السياسي، ويرفض السلام والمفاوضات ووقف إطلاق النار.
وأضاف بأنه حتى الآن، لم تحقق إسرائيل أهدافها المرجوة، ورغم الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية فإن شرعية إسرائيل وعزلتها في النظام الدولي آخذة في الازدياد. ويُنظر إليها بشكل متزايد على أنها دولة منبوذة لعدم اعترافها بالقانون الدولي والاتفاقيات وقرارات الأمم المتحدة.
وتثير هذه القرارات التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بشأن نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين، تثير التساؤلات حول شرعية إسرائيل كدولة.
ويرى الكاتب بأن هذه القرارات ليست كافية لوقف إسرائيل، فما دام الغرب لا يتخذ خطوات رادعة وفعالة، فلن تمتنع إسرائيل عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية، بل إنها ستواصل سياسات المجازر والقتل والتدمير، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعميق الأزمات العالمية.
واختتم الكاتب "نبي ميش" مقاله بالتأكيد على أهمية أن تتخذ الولايات المتحدة والغرب خطوات لوقف إسرائيل، فإن الحرب الإقليمية سوف تخلّف تأثيرات صادمة على مستقبل النظام العالمي.
من جانبها، نشرت وكالة "تريبيون كونتينت" مقالًا بعنوان "الأعمال الإبداعية التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي" بقلم الكاتبة "ماري راسنبرجر".
استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى تعرض المبدعين لمخاطر انتهاك حقوقهم وذلك بقيام النماذج الأساسية للذكاء الاصطناعي باستخدام الإنتاج الإبداعي الخاص بهم دون موافقة ودون تعويضهم.
وأضافت أنه في الوقت ذاته، هنالك محاولات ظاهرية لتعديل هذه المشكلة وذلك بتوفير منصات تتيح للمبدعين ومالكي المحتوى من التحكم في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لأعمالهم، إلا أن هذه المحاولات لم تُثبت فاعليتها - حتى الآن - في معالجة هذه المشكلة.
وترى الكاتبة أنه في الوقت التي تروّج هذه المنصات بأنها تتيح للمبدعين إمكانية استبعاد أعمالهم عن عمليات التدريب المستخدمة من قبل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بهدف عدم استغلالها أو انتهاك حقوق الملكية الفكرية، فإن النماذج الأساسية لهذه التطبيقات تقوم بالفعل باستخدام هذه الأعمال الإبداعية دون موافقة أو تعويض وذلك بتقليد أساليب الفنانين لإنشاء أعمال جديدة.
وحذّرت من أن المحاولات الحالية تلقي العبء على صانعي المحتوى دون معالجة التجاوزات القانونية والأخلاقية السابقة لعدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقالت إن كثيرًا من شركات الذكاء الاصطناعي تزعم أنه سيكون من المستحيل بالنسبة لها ترخيص كل المحتوى الذي تحتاجه، كما أن القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى توقف التقدم بشكل كبير، وهو ادعاء غير صحيح على حد وصف الكاتبة.
وفي ختام مقالها، أكدت الكاتبة أنه لا يجب ترك المجال أمام مختلف منصات الذكاء الاصطناعي في أخذ ابتكارات وإبداعات الأشخاص دون موافقة وتعويض صانعي هذا المحتوى بمختلف أشكاله.
/ العمانية /
خالد البوسعيدي / أنس البلوشي