عواصم في 14 أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها وتتعلق بالاستعداد لموجات الحر المتكررة، ووضع وسائل الإعلام الدولية في سياق الإبادة الجماعية في غزة بالإضافة إلى مجموعة العشرين والاقتصادات الناشئة.
فمؤسسة "بروجكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان "أهمية الاستعداد لموجات الحر المتكررة" بقلم الكاتب "رينزو آر جوينتو" وهو أستاذ مشارك في الصحة العالمية والكوكبية بكلية ديوك-نوس الطبية بسنغافورة.
وقال الكاتب في مستهل مقاله إن الناس قد انتظروا في مختلف أنحاء آسيا بفارغ الصبر نهاية موسم موجات الحر، الذي يبدو الآن أنه يقترب من نهايته.
وأشار إلى أن الفلبين على سبيل المثال قد تعرضت لأول إعصار خلال العام الجاري (2024) في أواخر شهر مايو، ما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة التي ارتفعت إلى ما يقارب من 50 درجة مئوية.
وأضاف الكاتب بأنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى إغلاق المدارس، وزيادة حادة في زيارات غرف الطوارئ، وانخفاض الإنتاجية، والعودة إلى العمل عن بُعد.
ولفت إلى أن رغم التأثيرات الصحية العامة والتأثير الاقتصادي لموجات الحر الشديد قد يكون من الصعب قياسها، إلا أن السرعة التي يتم بها نسيانها وتجاهل تأثيراتها مثيرة للقلق.
ويعكس هذا حلقة الذعر والإهمال التي غالبًا ما تتبع الأوبئة؛ إذ تنسى المجتمعات الدروس المستفادة من الأزمات الصحية السابقة، وتتفاجأ بعدم الاستعداد عندما تظهر الأزمة التالية.
وشدد الكاتب على أهمية تحسين مستويات الاستعداد لمواجهة المخاطر الصحية التي تفرضها درجات الحرارة المهددة للحياة. ومع تسارع تغير المناخ، من المتوقع أن تصبح موجات الحر أكثر تواترًا وخاصة في قارة آسيا.
وأكد على أهمية تبني الحكومات نهجًا أكثر استباقية وضرورة تسريع الجهود لبناء القدرة على الصمود في مواجهة موجات الحرارة.
وأوضح أنه بحلول الوقت الذي تضرب فيه موجة الحر التاريخية التالية، ينبغي لجميع البلدان أن تكون لديها خطة وطنية لمعالجتها، إلى جانب تدابير التكيف مع المجتمعات المحلية.
ويرى أنه ينبغي النظر إلى كل جانب من جوانب صنع السياسات من خلال تقييمها بالقدرة على الصمود. وبخلاف قطاع الصحة، ينبغي أن تكون الأولويات القصوى هي الإسكان والنقل والمياه.
وقال الكاتب في ختام مقاله: "مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمعدلات مثيرة للقلق، ليس أمامنا خيار سوى التكيف مع عالم أكثر دفئًا. وفي الوقت نفسه، قد تمكننا عملية تسريع إزالة الكربون من الحد من تواتر وشدة موجات الحر الشديد. ومن خلال الضغط على الحكومات والشركات لوقف حرق الوقود الأحفوري، يمكننا بناء قدرة حقيقية على التكيف مع الحرارة وتحسين صحة الكوكب".
من جانبهما، يرى كل من "أحمد ميريكان" وهو أستاذ التاريخ الاجتماعي والفكري بمعهد الفكر والحضارة الإسلامية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، و"روميل شمس الدين" وهو مدير مركز أبحاث حقوق الإنسان بماليزيا، أن العالم يحتاج إلى ميثاق الأمم المتحدة للحياة البشرية.
وأشارا في مقالهما الذي نشرته صحيفة "نيوستريتز تايمز" الماليزية إلى أن في سياق الإبادة الجماعية في غزة التي أصبحت جلية للقاصي والداني، كشفت وسائل الإعلام الدولية بوضوح عن موقفها من قيمة الحياة البشرية: حتى في الموت، هناك تمييز في السرد.
وبيّن الكاتبان أن وسائل الإعلام الدولية لا تزال تمارس الفكر الاستعماري من منظور إعلامي حيث ترى أن موت فلسطيني واحد لا يساوي موت إسرائيلي أو أوروبي أو أمريكي.
وشددا على ضرورة إعادة النظر في القوانين والأعراف المتعلقة بتدمير الحياة البشرية في حد ذاتها، وتقاطعها مع التغطية الإعلامية والأعراف والمهنة.
ونوها إلى أن دور وسائل الإعلام قد تم إهماله بشكل كبير في الصراعات؛ حيث إن في حالات الإبادة الجماعية، تحرم وسائل الإعلام الضحايا من التواصل مع الآخرين، مع التأكيد على أن وسائل الإعلام متواطئة في الإبادة الجماعية، وبالتالي تمحو ذاكرة وتاريخ الفلسطينيين.
ويرى الكاتبان أن الحياة البشرية لا ينبغي أن تقتصر على معاييرها العلمية والاقتصادية والقانونية، لأن الحياة البشرية مقدسة، ولذا من الضروري إيجاد إطار لتقدير الإنسان لتحقيق هذه الغاية.
وقالا في ختام مقالهما: "إننا نتحمل التزامًا أخلاقيًّا وقانونيًّا ومقدسًا بمكافحة الجرائم ضد الإنسانية. والإعلام جزء لا يتجزأ من الحرب والإبادة الجماعية. وما نحتاج إليه هو أن نعمل على فهم هذا البعد الذي طمسته متطلبات التقدم والحداثة".
كما نشرت مؤسسة (بروجيكت سينديكت) مقالًا بعنوان "أجندة النمو لمجموعة العشرين" بقلم الكاتبة "باولا سوباتشي" وهي أستاذة الاقتصاد السياسي.
وقالت الكاتبة في مطلع مقالها: إنه عندما تتولى جنوب أفريقيا الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام، ستكون الدولة النامية الرابعة على التوالي التي تقوم بذلك، والعضو الثالث في مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة الكبرى، وأول دولة أفريقية تتولى القيادة.
وترى أن الأولويات الاقتصادية لأفريقيا، جنبًا إلى جنب مع أولويات البلدان النامية، ستحتل مكانًا بارزًا على أجندة مجموعة العشرين.
وحذّرت الكاتبة من أن تحقيق التقدم في مثل هذه الأجندة في عالم منقسم على نحو متزايد بسبب السياسات الداخلية المنعزلة والازدراء المتزايد للتعددية، لن يكون بالمهمة السهلة، خاصة في سياق رغبة البلدان الكبرى (مثل الولايات المتحدة الأمريكية) في التركيز على تعزيز التحول نحو تدابير الحماية والابتعاد عن التعاون متعدد الأطراف.
وتحدثت عن عدد من الديناميكيات الخاصة بتحقيق النجاح في القمة، موضحة أن الرئاسة الناجحة لمجموعة العشرين سوف تتطلب من جنوب أفريقيا أن تعمل على إحياء التعاون السياسي بين أعضاء المجموعة، وذلك بالتغلب على الخلافات الجيوسياسية من أجل تعزيز الحوار بين "أندية" مجموعة العشرين المختلفة، وخاصة الاقتصادات المتقدمة ونظيراتها من الاقتصادات الناشئة.
وأضافت أن إيجاد سبل لسد الفجوة بين القوى الكبرى ليس سوى خطوة أولى، ويتعين على جنوب أفريقيا أيضًا أن تتعامل مع الدول حديثة الانضمام لمجموعة البريكس، وكذلك التأكد من أن صوت الاتحاد الأفريقي سيكون مسموعًا.
وشددت على أهمية التنوّع في تفاصيل جدول الأعمال بحيث تأخذ في الاعتبار أولويات وتطلعات جميع المجموعات الفرعية لمجموعة العشرين، علاوة على رسم التزامات قابلة للقياس.
وأوضحت أن هناك العديد من القضايا التي يمكن، بل ينبغي، أخذها في الاعتبار، من بينها تخفيف قبضة الديون المفرطة وتخصيص المزيد من الموارد للعمل المناخي، مع المحافظة على الهدف الرئيس: ألا وهو تحقيق النمو الاقتصادي لأنه أمر بالغ الأهمية في الحد من الفقر، ورفع القدرة على تحمل الديون والاستقرار الاجتماعي والتحول الأخضر.
وقالت: إن عقد العشرينيات من هذا القرن يتجه نحو النمو البطيء، وترى أن ما يتطلبه تعزيز النمو في الأمد المتوسط يشمل دعم الطلب الكلي العالمي واستخدام الموارد بكفاءة وبشكل مستدام، وإبقاء النظام التجاري العالمي مفتوحًا وقائمًا على القواعد، وإدخال التعديلات قصيرة الأجل والاستثمار طويل الأجل على النظام المالي الدولي، وذلك ببناء إطار سياسي متعدد الأطراف متفق عليه عالميًّا.
وأكدت الكاتبة على أن الاقتصادات المتقدمة والنامية، مع مواجهتها لاحتمال تباطؤ النمو في الأمد المتوسط، قد توفرت لها قاعدة للعمل الجماعي لتبني أجندة نمو جيدة يدعمها الالتزام المشترك بالتعاون، الشيء الذي يمكن أن تسفر عنه نتائج لا تستطيع أي دولة تحقيقها بمفردها.
وفي ختام المقال شددت الكاتبة على ضرورة قيام جنوب أفريقيا بلعب دور "الوسيط النزيه" في هذه العملية، مؤكدة بأنها إذا قامت بوظيفتها على النحو الصحيح، فإنها سوف تتمكن من استعادة مكانة مجموعة العشرين باعتبارها المنتدى الرئيس للتعاون السياسي الدولي وتحسين الإدارة متعددة الأطراف على نطاق أوسع.
/العُمانية/
خالد/صوبان/بشارة