عواصم في 11 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها تتعلّق بتحديات دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط وسط الصراعات الإقليمية، وحول إمكانية أن تصبح القارة الأفريقية قوة خضراء عظمى وعالمية، وحول مشكلة اضطراب المناخ.
وقد نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان "تحديات دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط وسط الصراعات الإقليمية" بقلم الكاتب "فان هوندا" وهو أستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية بالصين.
أشار الكاتب في مستهلّ مقاله إلى أن دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط تواجه تحديات في تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي والصراعات الإقليمية.
وقال بأنه نتيجة للدعم القوي الذي قدمته الصين للفلسطينيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السنوات الأخيرة، أصبح موقف إسرائيل تجاه الصين عدائيًا بشكل متزايد.
وأضاف الكاتب بأنه خلال التنمية الاقتصادية السريعة، ركزت الصين على التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول الشرق الأوسط. كما سعت إلى اتباع دبلوماسية متوازنة نسبيًا وتجنبت التدخل المباشر في بعض نزاعات المنطقة.
وأوضح بأنه بالنسبة لدول الشرق الأوسط، التي عانت طويلًا من التدخل الخارجي والصراعات والفوضى والحروب وتباطؤ التنمية، فإن دعم الصين للاستقلال الاستراتيجي للجهات الفاعلة الإقليمية وسيادة البلدان وكرامتها وحضارتها جعل من دولة الشرق الأقصى (الصين) شريكًا مثاليًا للتعاون الاقتصادي والتجاري.
ومن خلال استراتيجيتها لبناء السلام، أصبحت الصين بالفعل أكبر شريك تجاري للعديد من دول الشرق الأوسط.
ويرى الكاتب أن "مجرد الانخراط في التعاون الاقتصادي والتجاري لن يؤدي إلى تعميق أو تعزيز العلاقات بين المنطقتين. ففي نهاية المطاف، يعتمد التعاون المالي والتجاري إلى حد كبير على سعي كل طرف إلى تحقيق مصالحه الاقتصادية الخاصة، وهو ليس سوى أحد المؤشرات المستخدمة لقياس الحالة العامة للعلاقات الثنائية.
وبحسب رأي الكاتب، فإذا كانت بكين ترغب في تعميق علاقاتها مع دول الشرق الأوسط بشكل أكبر، فيتعين عليها أن تتجاوز نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري وتُحرز تقدمًا في مجالات أخرى، مثل السياسة والأمن.
وأضاف بأنه بمجرد أن تخرج الصين من منطقة الراحة التي تنعم بها في الاستثمار في الاقتصاد، فإنها ستدخل إلى مجالات التفاعل الأمني والسياسي الصعبة.
ورغم التحديات والمخاطر المحتملة، فإن ممارساتها الدبلوماسية حتى الآن تشير بوضوح إلى أن بكين أدركت ما يجب القيام به لتعميق علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، وقد شرعت بالفعل في رحلة جديدة في الدبلوماسية الإقليمية.
وأشار الكاتب إلى أن الصين زادت من اهتمامها بالشؤون السياسية والأمنية في الشرق الأوسط. ورغم أن بكين سعت إلى الحفاظ على دور متوازن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 24 يناير/كانون الثاني1992، فإن ركود عملية السلام، واندلاع الصراعات المتكررة بين الجانبين، والتغيرات في دبلوماسية الصين وعلاقاتها مع القوى العالمية الكبرى، أدت إلى تغيير في منظور الصين للصراع.
وفي الآونة الأخيرة، أضاف بأن الصين كانت تدعو إلى حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وباعتبارها دولة محتلة لفلسطين.
وقد تزايد استياء إسرائيل من الصين تدريجيا. وفي الوقت نفسه، اكتسب موقف الصين من القضية الفلسطينية اعترافًا وحتى إشادة من الدول الإسلامية.
وقال الكاتب في ختام مقاله "لقد حاولت الصين ذات يوم عدم التدخل في النزاعات بين دول الشرق الأوسط، ولكن من الواضح أن مثل هذه الدبلوماسية تتغير. لقد كانت الميزة الدبلوماسية الأعظم التي تتمتع بها الصين في الشرق الأوسط تتمثل فيتوازنها. ولكن بمجرد اختلال هذا التوازن الدبلوماسي، فقد تواجه بكين تحديات إقليمية متزايدة.
من جانب آخر، ترى الكاتبة "كارابو موكجونيانا" وهي ناشطة في مجال الطاقة المتجددة، أن قارة أفريقيا في وضع يسمح لها بأن تصبح قوة خضراء عظمى وعالمية.
وأشارت الكاتبة في بداية مقالها الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية إلى أنه في الوقت الذي يكافح فيه العالم، مع الحاجة الملحة، للتحول إلى مصادر الطاقة المستدامة، فإن أفريقيا، بمواردها الطبيعية ومناخها الملائم، لديها القدرة على قيادة هذا التحول.
وبينت أن القارة تتمتع بالقدرة على توفير الطاقة لشعبها مع الاستمرار في إنتاج فائض لبقية العالم.
وأوضحت الكاتبة أن الظروف الجغرافية والمناخية في أفريقيا مثالية للطاقة المتجددة، فالقارة لديها صحاري شاسعة وسواحل طويلة وأنظمة أنهار متوسعة، مما يجعلها ملائمة لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية
وقالت في هذا السياق: "تتلقى الصحراء الكبرى والمناطق القاحلة الأخرى بعضًا من أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، مما يوفر إمكانات هائلة لتوليد الطاقة الشمسية.
ويمكن للألواح الكهروضوئية وأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية توفير الكهرباء للأسر غير المتصلة بالشبكة، وتشغيل الأضواء والأجهزة والشركات الصغيرة.
يمكن للمزارع الشمسية واسعة النطاق أن تُغذّي الشبكات الوطنية، مما يعزز الأمن العام للطاقة والصناعة.
ونوهت الكاتبة إلى أن بعض الدول مثل المغرب ومصر وجنوب أفريقيا تستغل بالفعل هذه الإمكانات من خلال مشاريع الطاقة الشمسية واسعة النطاق، مثل مجمع نور للطاقة الشمسية في المغرب، وهو أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم.
وأضافت أن السواحل الأفريقية والمناطق المرتفعة توفر إمكانات كبيرة لطاقة الرياح، وتستثمر البلدان الساحلية مثل كينيا وجنوب أفريقيا، والمناطق المرتفعة في إثيوبيا وتنزانيا، في مزارع الرياح.
ولفتت إلى أن أنظمة الأنهار في أفريقيا، بما في ذلك الكونغو والنيل وزامبيزي، توفر فرصًا كبيرة لتطوير الطاقة الكهرومائية.
وترى الكاتبة أنه يمكن لمشاريع الطاقة الكهرومائية صغيرة الحجم أن توفر طاقة موثوقة للمجتمعات الريفية، في حين يمكن للسدود الكبيرة دعم الشبكات الوطنية.
وأكدت على أن سد النهضة الكبير على النيل الأزرق يمثل مثالًا رئيسيًا على تسخير الطاقة الكهرومائية لتلبية احتياجات القارة من الطاقة.
وأشارت الكاتبة إلى أن الطاقة المتجددة تُقلّل من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد والمستخرج، مما يعزز أمن الطاقة.
وتعتقد أنه من خلال تطوير مواردها من الطاقة المتجددة، يمكن لأفريقيا التخفيف من المخاطر المرتبطة بتقلب أسواق الطاقة العالمية والتوترات الجيوسياسية.
وشددت على أهمية التحول إلى الطاقة المتجددة للتخفيف من تغير المناخ، وأشارت إلى أن أفريقيا معرضة بشكل خاص لتغير المناخ، مما يؤدي إلى أحداث الطقس المتطرفة.
وترى الكاتبة في مقالها أنه يمكن للطاقة المتجددة أن تساعد في تقليل البصمة الكربونية للقارة الأفريقية والمساهمة في تحقيق أهداف المناخ العالمية.
وأكدت في ختام مقالها على أن رحلة أفريقيا لتصبح قوة عظمى خضراء عالمية تعد طموحة وقابلة للتحقيق، ويعتمد النجاح النهائي لهذا المسعى على قدرة أفريقيا على تولي ملكية مستقبلها في مجال الطاقة، مع التركيز على الحلول المحلية والابتكار والمرونة.
من جانبها نشرت صحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية مقالًا بعنوان: "اضطراب المناخ"
بقلم الكاتب "شوجا أحمد
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن ظاهرة تغير المناخ يمكن وصفها على أنها اضطراب في درجة حرارة كوكب الأرض الطبيعية. وتقوم معظم الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري بالعمل على رفع درجة حرارة الأرض وتكون هذه الغازات بالعادة ناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة.
وأضاف أن الجمع بين الغازات المختلفة بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والأوزون، ينتج عنه احتباس الهواء الساخن في الغلاف الجوي للأرض وبهذا تزداد وتيرة تأثيرات الاحتباس الحراري.
وأوضح الكاتب أن هذه التأثيرات تعمل على تسريع سلسلة لا رجعة فيها من التفاعلات المناخية التي تتسبب بدورها في أحداث مختلفة مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير المدارية وموجات الحر وحرائق الغابات وارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات وذوبان الصفائح الجليدية التي تزيد من تدفق المياه العذبة إلى المحيط.
وحذر من أن استمرار هذا الذوبان الناتج عن الاحتباس الحراري العالمي سيزيد من تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وإذا استمرت عملية الذوبان فإنها ستساهم أيضًا في إنتاج غاز الميثان من المستنقعات، وبذلك قد تزداد شدة زعزعة طبقة الأوزون.
ونوّه الكاتب إلى أن الأضرار التي تلحق بطبقة الأوزون تُقلّل من قدرتها على حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية للشمس، وحرارة الشمس بدورها قد تكون قاتلة للإنسان وتُشكّل مشكلة كبيرة للماشية والزراعة.
وحذّر من أن الأنشطة البشرية المسؤولة بشكل رئيس عن استنزاف غشاء الأرض تُحوّل الكوكب إلى مكان غير صالح للحياة، ومن ضمن هذه الأنشطة حرق الوقود الاحفوري الذي يعد المصدر الرئيس للغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري العالمي بالإضافة لممارسات أخرى مثل زيادة مكبات النفايات المتحلّلة وزيادة تركيز الميثان الناتج عن الزراعة.
وقال بأن إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وانخفاض الإنتاجية الزراعية بسبب الاضطرابات المناخية وأحداث المناخ الخطيرة مثل الفيضانات المتكررة وموجات الجفاف أدت إلى حدوث اضطرابات جغرافية مختلفة.
وفي ختام مقاله، أكَّد الكاتب على أهمية مساعدة البلدان المعرضة لتأثيرات التغير المناخي ومكافحة مختلف التحديات المرتبطة مثل الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي مثل: السعال وتهيج العين وأمراض الجلد وغيرها، بالإضافة لمكافحة سوء التغذية والافتقار إلى نظام غذائي متوازن ناتج عن فقدان المحاصيل والتأثيرات المختلفة على الزراعة والمجالات المرتبطة بها.
/العُمانية/
خالد / صوبان / أنس