الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 18 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها تتعلق بالتنمر الإلكتروني والحرب بين أوكرانيا وروسيا وتداعياتها على أوروبا بالإضافة إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات.

فصحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بقلم الدكتورة "نوراديلا فاودزي" سلطت من خلاله الضوء على التنمر الإلكتروني.

وأشارت الكاتبة في مستهل مقالها إلى أنه بالرغم أننا في العصر الذي تُوحّدنا فيه التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى، إلا أنها أدت أيضًا إلى ظهور نوع جديد من العذاب مثل التنمر الإلكتروني - الاستخدام المتعمد والمنتشر للتكنولوجيا الرقمية لإيذاء الآخرين أو مضايقتهم بطريقة انتقامية.

وبينت أن العديد من الشباب يواجهون مضايقات مستمرة خلف شاشات أجهزتنا الرقمية، وهو ما له آثار عاطفية ونفسية خطيرة.

ونوهت إلى أن على عكس التنمر التقليدي، الذي يحدث شخصيًا، يمكن أن يحدث التنمر الإلكتروني في أي وقت ومن أي مكان، طالما أن الضحية والمعتدي لديهما إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة الرقمية.

وترى الكاتبة أن هذا النوع من التنمر ضار بشكل خاص لأنه مستمر ويلاحق الضحية في منزله وحياته الشخصية.

وقالت في هذا الجانب: "يبدأ التنمر الإلكتروني عندما يكون لدى الشخص نية إلحاق الأذى والتسبب في ضائقة للضحية. يحدث استخدام المنصات الرقمية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل والألعاب عبر الإنترنت وغير ذلك الكثير.

ومن المرجح أن يكون الجناة مجهولين، ويستخدمون الإنترنت لإخفاء هويتهم ويكونون أكثر عدوانية. ويمكن أن تنتشر القدرة على الوصول إلى جمهور واسع، مثل الرسائل أو الصور الضارة، بسرعة إلى جمهور عريض، مما يضخم تأثيرهم على الضحية".

وأضافت أنه يمكن أن يتخذ التنمر الإلكتروني أشكالًا عديدة، كل منها ضار بالضحية، سواء التحرش أو انتحال الشخصية أو الملاحقة الإلكترونية أو التصيد، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة ودائمة على الفرد أو تؤثر على الضحايا عاطفيًا ونفسيًا وجسديًا.

وأكدت على أنه يمكن أن تكون العواقب مأساوية؛ فغالبًا ما يعاني الضحايا من مجموعة واسعة من المشاكل العاطفية والنفسية؛ بما في ذلك القلق والاكتئاب، وفي الحالات الشديدة، الانتحار.

ولفتت إلى أنه من الناحية الأكاديمية، قد يعاني الطلاب من انخفاض في الأداء لأن التنمر الإلكتروني يجعل من الصعب التركيز، وينطبق الشيء ذاته على المحترفين.

وشددت الكاتبة على ضرورة قيام الآباء والمعلمين والمربين بمراقبة المراهقين والأطفال، ومراقبة النشاط عبر الإنترنت، وتتبع تفاعلات أطفالهم عبر الإنترنت وتثقيفهم حول السلوك الآمن عبر الإنترنت.

كما ركزت على أهمية قيام الآباء بممارسة التواصل المفتوح مع أطفالهم لتعزيز بيئة حيث يشعرون بالراحة في مناقشة التجارب عبر الإنترنت.

وقالت أنه يجب على الآباء والمعلمين أيضًا أن يكونوا منتبهين للتغيرات في السلوك، مثل تقلبات المزاج، أو انخفاض الأداء الأكاديمي، والتي قد تشير إلى التنمر عبر الإنترنت.

من جانبه، طرح الكاتب "إحسان أكتاس" سؤالًا حول الحرب بين أوكرانيا وروسيا مفاده: هل ستشكل هذه الحرب ثقبًا أسودًا محتملًا لقارة أوروبا؟

ولفت في مقاله الذي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية إلى أن التركيز ينصب على فلسطين وإسرائيل، بينما يدفع الدعم الغربي لأوكرانيا روسيا نحو التحالفات، مما يعرضها لخطر كارثة عالمية.

وأشار الكاتب إلى أن قضايا معينة برزت في الآونة الأخيرة تحت عناوين "عالم أحادي القطب، وعالم متعدد الأقطاب، ومنافسة تجارية بين الأقطاب" وخاصة بعد أن فقدت الأمم المتحدة دورها الحيوي الذي لا يزال عالم العلاقات الدولية فيه يتصف بغياب الضمانات القانونية الملزمة بين الدول.

ويرى أن البشرية قد عادت إلى فترة ما قبل عصر الإمبراطورية، ويكاد قانون الغاب هو السائد الآن حسب وصفه.

ونوّه الكاتب إلى أن في فترة الرومان، سيطرت روما على العالم، وكان القانون الروماني صالحًا في العلاقات فوق الوطنية والدولية. وأثناء صعود الإسلام، كان هناك إطار للعلاقات الإسلامية والمسيحية. وفي عصر الإمبراطورية العثمانية، كانت هناك أيضًا مدونات سلوك صالحة بين الإمبراطوريات.

وأضاف: "مع انتقال البشرية إلى العصر الحديث والمعاصر، نشأ نظام قانوني وإطار لحقوق الإنسان تحت قيادة العالم الغربي. ومنذ نشأة هذا النظام وحتى تنفيذه الكامل، وعلى الرغم من مواجهة العديد من التحديات المتعددة الجوانب، نشأ نظام عالمي. وخلال الحرب الباردة، كان هذا النظام تهيمن عليه بشكل رئيسي المؤسسات الرسمية والفوق وطنية التي شكلت العلاقات الدولية".

ويعتقد الكاتب أنه في خضم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة فقدت قدرتها على فرض هذا النظام الدولي. وفي الوقت نفسه، قوضت الولايات المتحدة العدالة في إطار العلاقات الدولية وأعادت فرض قانون الغاب على الأرض، حسب رأي الكاتب.

وأشار إلى أن استمرار المناقشة حول ما إذا كان الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط يمكن أن يتصاعد ليشمل البشرية جمعاء، تشتد كذلك الحرب بين أوكرانيا وروسيا. كما يتزايد دعم الدول الأوروبية وحلفاء الناتو بشكل مطرد لأوكرانيا ويتزايد كذلك غضب روسيا ردًا على ذلك.

وأوضح الكاتب أن مرونة أوكرانيا أصبحت واضحة، حيث أن قوتها تتناسب بشكل مباشر مع الأسلحة الثقيلة التي تقدمها الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين.

وأكد أنه كلما زادت المساعدات العسكرية المتقدمة التي تقدمها هذه البلدان، أصبحت أوكرانيا أكثر قوة في دفاعها. وكلما زادت هذه القدرة، تعمقت الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

ومن وجهة نظره فإنه في حال اندلاع الحرب في أراضي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي خارج أوكرانيا، فهناك احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو.

وقال الكاتب "في حين تعمل الجبهة الغربية على زيادة قوتها ضد روسيا من خلال دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الغربي، تواصل روسيا السعي إلى إقامة تحالفات مع كل من إيران والصين وكوريا الشمالية ودول أخرى.

كما أن حرب أوكرانيا وروسيا، التي لا تبدو معادلة سهلة عندما ننظر إليها من الخارج، أصبحت خطيرة بشكل متزايد بما يكفي لإشراك البشرية بأكملها".

وحذر بأنه عندما يتوقف فرض القانون والنظام والعدالة على مستوى العالم، فإن شرارة واحدة فقط تكفي لإشعال حرب عالمية ثالثة.

وذكر أن رغم تركيز الاهتمام العالمي على الفظائع التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلية في قطاع غزة، فإننا نعيش في وقت حيث حل قانون الغاب محل حكم القانون.

وقال الكاتب في ختام مقاله "وفي مثل هذه البيئة المتقلبة، قد تتصاعد شرارة واحدة في روسيا على الفور إلى صراع كامل النطاق يشمل جميع الدول الأوروبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضد روسيا. والواقع أن الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، والتي لا تُظهر أي علامات على إلحاق هزيمة حاسمة بروسيا، لا تخاطر بأي شيء سوى دفع البشرية إلى كارثة غير مسبوقة".

من جانب آخر، نشرت صحيفة "جابان تايمز" مقالًا بقلم الكاتب "توماس بلاك" الذي سلط خلاله الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات وجعلها أكثر ذكاءً.

استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي يجتاح الاقتصاد، حيث تظهر تقنيات الذكاء الاصطناعي في سوق الأوراق المالية بشكل متزايد وأصبحت التطبيقات المرتبطة بهذه التكنولوجيا أكثر انتشارًا على نطاق واسع في مجالات متعددة.

وأوضح أن ما نراه من ذكاء اصطناعي توليدي ومساعدين افتراضيين و مركبات ذاتية القيادة هي كلها حالات يمكن وصفها على أنها "استخدام مبكر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".

وأضاف الكاتب أن هذه التقنيات تساعد على سبيل المثال في تخفيف مهام إدخال البيانات واستخراج المعلومات، ويمكن لهذه البرمجيات جمع البيانات المالية من الملفات العامة وتقديم ملخصات فورية بسرعة تتجاوز القدرات البشرية.

وفي رأي الكاتب فإن الذكاء الاصطناعي سيسهم على وجه ملفت في تطوير الروبوتات خاصة تلك التي تعمل في المصانع وفي مجالات الخدمات اللوجستية، وستقوم هذه التقنيات بالإسهام في جعل الروبوتات أكثر ذكاء ومرونة.

وأشار إلى أن المزج بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات يجب أن يكون له قواعد خاصة مع زيادة انتشار مثل هذه الروبوتات خارج حدود المصانع وانتشارها في اقتصاد الخدمات بشكل متزايد.

ويرى الكاتب أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة على الروبوتات لا تزال في أغلبها مخصصة للمهام البسيطة لكنها ستصبح أكثر تعقيدًا بمرور الوقت مثل تنفيذ الأوامر الشفهية ومعالجتها وزيادة استخدام الروبوتات في الأغراض العامة.

ونوّه كذلك إلى أنه لا يجب على الناس الشعور بالقلق والاستياء من الروبوتات الذكية التي يظن البعض أنها تستولي على وظائف الناس؛ إذ ستستمر الحاجة إلى خبرات البشر وبراعتهم.

وأكد الكاتب على أهمية أن يكون البشر مسؤولين بشكل دائم عن تصرفات الروبوتات خصوصًا في حال حدوث خلل في برمجتها واتخاذ الإجراء التصحيحي حيالها.

ورغم أن الأمر سيستغرق عقودًا من الزمن لتصبح الروبوتات متطورة بما يكفي للتفاعل بشكل روتيني مع الناس، إلا أن الكاتب شدد على أهمية وضع الأساس الصحيح لاستخدامات الذكاء الاصطناعي للتأكد من عمل هذه التقنيات بأمان حول البشر.

/العُمانية/

صوبان/خالد/أنس