عواصم في 29 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بسلسلة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وضرورة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بالإضافة إلى جدوى الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بالنسبة لأفريقيا.
فصحيفة "تايمز أوف مالطا" نشرت مقالًا بعنوان: "إبادة جماعية مفجعة" بقلم الكاتبة: "يانا مينتوف" وهي ناشطة سياسية.
طرحت الكاتبة في بداية مقالها عدة تساؤلات: لماذا لا تتصدر الإبادة الجماعية في غزة الصفحة الأولى من الصحف كل أسبوع على الأقل؟ ولماذا تتجاهل الطبقة السياسية الغضب الشعبي إزاء غزة؟
وبينت أن كل يوم نستيقظ فيه على صور جديدة لمدنيين يتعرضون للقتل الوحشي والتجويع الشديد بفضل سياسات الحكومة الإسرائيلية والتواطؤ الغربي.
وأشارت إلى أن كل يوم وعلى مدى أكثر من 300 يوم نتساءل لماذا يحدث هذا في عصر الحرية والديمقراطية على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.
ووضحت في هذا السياق: "يطالب العديد من الناس في جميع أنحاء العالم بوقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والحرية والمساواة للشعب الفلسطيني.
وقد أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارات بوقف إطلاق النار الفوري. وأعلنت محكمة العدل الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني.
ودعت المحكمة الجنائية الدولية جميع الدول الأطراف إلى فرض حظر على إسرائيل حتى تلتزم بالقانون الدولي.
لكن القوات العسكرية الإسرائيلية تواصل قصف غزة، واستهداف الصحفيين والمعلمين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والرعاية الصحية والنساء والأطفال مع إفلات تام من العقاب".
وذكرت الكاتبة أنه وفقًا لمرصد حقوق الإنسان الأورومتوسطي، أسقط الجيش الإسرائيلي 70 ألف طن من القنابل على مليوني روح جائعة في مساحة 140 ميلاً مربعاً من غزة على مدى ستة أشهر فقط (من 7 أكتوبر إلى 24 أبريل) وهذا يتجاوز القصف المشترك للحرب العالمية الثانية على لندن: 18300 طن في 1940-1941؛ وعلى هامبورغ: 8500 طن في صيف 1943؛ وعلى دريسدن: 3900 طن في فبراير 1945.
وأضافت أن الدمار الناتج في غزة شمل ارتفاع حصيلة الضحايا إلى نحو 41000 شخص، وأكثر من 94100 جريح ونصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع وهم في المقام الأول من الأطفال والنساء.
وأعربت الكاتبة عن أسفها تجاه صمت العديد من القادة والنخب السياسية في العديد من الدول تجاه ما يحدث في غزة، مؤكدةً على أن لا أحد يستطيع تحمل الانتهاكات المستمرة والمتزايدة للعدالة والمساواة والسلام للشعب الفلسطيني.
كما نشرت ذات الصحيفة مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "إسرائيل تفلت من العقاب على جرائم القتل" شددت فيه على ضرورة قيام المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.
واستهلت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن الحرب الإسرائيلية غير المبررة والقاسية في غزة قد أدت حتى الآن إلى إزهاق أرواح أكثر من أربعين ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين.
وبينت أن إسرائيل قد استهدفت المدارس والمستشفيات والبنية الأساسية في سعيها إلى القضاء على حركة حماس، مؤكدةً على أن إسرائيل-في هذه المرحلة- ارتكبت جرائم حرب في محاولتها تحقيق مهمتها.
ووضحت الصحيفة أن غزة قد تحولت الآن إلى مخيم كبير للاجئين حيث يعيش أغلب الناس بلا مأوى في ظروف مروعة، مضيفةً أن الحرب شهدت ظهور شلل الأطفال بين الفلسطينيين مما أجبر الأمم المتحدة على تطعيم أطفال المنطقة.
ونوهت إلى أنه مع دخول حرب غزة شهرها الثاني عشر، تتزايد الدعوات إلى وقف إطلاق النار، وتأتي هذه الدعوات من داخل إسرائيل، ومن الشركاء الإقليميين ومن أوروبا والولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أنه في الوقت الذي تعد فيه جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لتأمين وقف إطلاق النار موضع ترحيب، فقد حان الوقت لواشنطن لوضع قدمها والإصرار على موافقة إسرائيل على وقف الحرب - مع التهديد بحجب المساعدات المالية والعسكرية التي تشتد الحاجة إليها إذا ظل نتنياهو غير مرن.
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على التأثير على إسرائيل حقاً ــ وينبغي لها أن تستخدم نفوذها لإنهاء هذا الوضع المروع وإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين.
من جانب آخر، طرح الكاتب "كارابو موكونيانا" تساؤلًا في مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية مفاده: هل الهيدروجين الأخضر يستحق العناء بالنسبة لأفريقيا؟
وفي مستهل مقاله، وضح الكاتب، وهو ناشط في مجال الطاقة المتجددة، أن الدفع العالمي نحو الطاقة المتجددة قد أدخل الهيدروجين الأخضر منقذًا محتملًا في مكافحة تغير المناخ.
وبين أن الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه من خلال التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة، يعد بديلاً نظيفًا ومستدامًا للوقود الأحفوري.
وأشار الكاتب إلى أنه مع بدء مشروعات الهيدروجين الأخضر في ترسيخ جذورها في إفريقيا، تنشأ أسئلة جدية حول من يستفيد حقًا من هذه الثورة الخضراء المزعومة- على حد وصفه.
ويرى أنه بعيدًا عن كونه حلاً سحريًّا، أظهر الهيدروجين الأخضر في إفريقيا بالفعل علامات على إدامة الاستغلال والاستعمار الأخضر والتدهور البيئي، كل ذلك تحت ستار الاستدامة.
وقال في هذا الجانب: "غالبًا ما يتم تقديم الهيدروجين الأخضر منارة أمل لأفريقيا، حيث يعد بالنمو الاقتصادي وأمن الطاقة والمسار نحو إزالة الكربون. لكن نظرة فاحصة تكشف أن هذه الوعود وهمية إلى حد كبير، خاصة عندما تطغى مطالب الدول الأكثر ثراءً على مصالح الدول الأفريقية".
وذكر الكاتب بعض الأمثلة على مشروعات الهيدروجين الأخضر في دول أفريقية مثل ناميبيا وجنوب أفريقيا وبين خلالها أن الدول الأوروبية المستثمرة في هذه المشروعات تسعى إلى تأمين مستقبلها في مجال الطاقة من خلال استغلال موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأكد أنه غالبًا ما تؤدي الأراضي المطلوبة لهذه المشروعات إلى تهجير المجتمعات المحلية، في حين أن الفوائد الاقتصادية، إن وجدت، منحازة بشكل غير متناسب لصالح المستثمرين الأجانب.
ولفت الكاتب إلى أن من بين أهم المخاوف البيئية المتعلقة بإنتاج الهيدروجين الأخضر استخدامه المكثف للمياه، حيث تتطلب عملية التحليل الكهربائي كميات هائلة من المياه، وهو مورد نادر بالفعل في العديد من المناطق الأفريقية.
ومن وجهة نظره ففي قارة حيث الماء هو شريان الحياة للبقاء، فإن إعطاء الأولوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر على احتياجات المياه المحلية ليس فقط غير مسؤول بيئيًّا ولكنه غير قابل للدفاع عنه أخلاقيًّا.
ويعتقد بأن فكرة التضحية بموارد المياه الشحيحة في أفريقيا لإنتاج الطاقة للتصدير إلى أوروبا هي تذكير صارخ بالممارسات الاستغلالية التي ابتليت بها القارة منذ فترة طويلة.
وأكد الكاتب على أنه لكي تستفيد قارة أفريقيا من الهيدروجين الأخضر حقاً، هناك حاجة إلى تحول أساسي في النهج.
وهذا يتطلب- بحسب رأيه- إعطاء الأولوية لاحتياجات الطاقة المحلية، وضمان تقاسم فوائد مشروعات الهيدروجين الأخضر بشكل عادل، وتنفيذ تدابير حماية بيئية قوية لحماية الموارد الطبيعية في أفريقيا.
/العُمانية/
أحمد صوبان