عواصم في 9 أكتوبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بتصاعد أزمة الضفة الغربية، وتداعيات المناوشات المروّعة بين إسرائيل وإيران بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على البشر.
ونشرت وكالة الأناضول التركية مقالًا بعنوان: "تصاعد أزمة الضفة الغربية وسط التركيز العالمي على غزة" بقلم الكاتب "عمران خالد".
وأوضح الكاتب في بداية مقاله أنه في خضم العنف والدمار المستمر في غزة، غض العالم الطرف عن الصراع المتقلب على نحو مماثل في الضفة الغربية.
ويرى أنه رغم عدم وضوح الوضع في الضفة الغربية من الوحشية التي تبديها محنة غزة، فإنه خطير بالقدر نفسه، ويهدّد بإشعال الاضطرابات التي قد تزعزع استقرار السلطة الفلسطينية وتغذي التطهير العرقي.
وذكر أن إسرائيل قد توسّعت بشكل مطرد في المستوطنات، وهدمت المنازل، واستولت على مساحات كبيرة من الأراضي، مستهدفة المدنيين في هذه العملية.
ومع ذلك، لا يزال الاهتمام العالمي منصباً على غزة والحرب المتصاعدة التي تشنها إسرائيل مع حزب الله في لبنان. وكأنّ العالم نسي أنه قبل عام واحد فقط، كان كثيرون يخشون أن تصبح الضفة الغربية، وليس غزة، ساحة المعركة الأساسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، انحرفت طبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل كبير بين غزة والضفة الغربية، فبعد الانسحاب الأحادي الجانب من غزة في عام 2005، تُرِكَت المنطقة بلا مستوطنين يهود، مما أسهم في إيجاد نوع مختلف من الاحتكاك مقارنة بالضفة الغربية.
وأكد الكاتب على أن حل الدولتين يتعرض للتدمير من قبل إسرائيل.
وقال في هذا السياق: "إن الحكومة الإسرائيلية تُتهم بشكل متزايد بتنفيذ خطة ضمّ في الضفة الغربية. وينبغي أن تثير عواقب هذا الأمر قلق جميع الدول التي دعمت تاريخيًّا حلّ الدولتين، حيث إن التأكيدات اللفظية والتمنيات الطيبة لا تفعل الكثير لتخفيف حقيقة أن قوات الأمن الإسرائيلية تعمل الآن كما تشاء في المنطقة- وهي أراضي السلطة الفلسطينية السيادية بموجب اتفاقيات أوسلو".
وأضاف أن ما يزيد من هذا التوتر المتصاعد هو التصريحات التحريضية من المسؤولين الإسرائيليين.
واقتبس حديث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال إجازة نهاية الأسبوع حيث قارن العمليات العسكرية في جنين وطولكرم بتلك التي في غزة، قائلاً إننا في "حرب بكل معنى الكلمة".
ويرى الكاتب أن اقتراح كاتس بعملية إخلاء مماثلة على طول الحدود حيث يمكن نقل المدنيين الفلسطينيين مؤقتًا لن يخدم إلا في إضافة المزيد من الوقود إلى النار في منطقة مشتعلة بالفعل.
من جانبها، ترى الكاتبة "لينا الخطيب" وهي مديرة معهد الشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية وزميلة مشاركة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، أن المناوشات المروعة بين إسرائيل وإيران لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث للمنطقة.
وأشارت في بداية مقالها الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران على إسرائيل كان تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين الدولتين.
وبينت أن إسرائيل وعدت بالرد، وقد يشمل ذلك ضربات مباشرة على طهران ومع ذلك، لا تزال الجبهة الأكثر نشاطًا في الصراع في المنطقة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث غزت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان.
وأكدت الكاتبة على أن حزب الله لم يتعرض في أي وقت منذ إنشائه للهجوم على مستويات متعددة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن وبمثل هذه الخسائر العالية.
ولفتت إلى أنه في غضون أسبوعين، أخضعت إسرائيل المجموعة لحرب هجينة، ودمرت مواقعها العسكرية الرئيسة واغتالت أمينها العام، حسن نصر الله.
وتحدثت الكاتبة عن الغزو البري الإسرائيلي، الذي يعمل في الأمد القريب على حشد الشعب اللبناني ضد إسرائيل، وذلك لأن الغزو بالقوات البرية يختلف إلى حد كبير عن الحملة الجوية الأكثر كثافة.
وترى الكاتبة أنه بالنسبة للشعب اللبناني، فإن رؤية إسرائيل تتسلل إلى أرضهم مرة أخرى يجلب معه الغضب واليأس اللذان كانا جزءًا من الماضي غير البعيد، عندما خاضت إسرائيل وحزب الله آخر حرب شاملة بينهما في عام 2006.
وأوضحت الكاتبة أن لبنان تجد نفسها مرة أخرى ملعباً للجهات الفاعلة الإقليمية. وهذا يجلب معه سبباً محتملاً آخر لعدم الاستقرار.
وتعتقد بأنه مع تصعيد إسرائيل وإيران لمواجهتهما العسكرية المباشرة، يصبح خطر الحرب الإقليمية أعظم من أي وقت مضى. ومع اعتبار إيران لحزب الله خط المواجهة لدفاعها عن نفسها، فقد ينتهي الأمر بلبنان إلى القتال من أجل نفسه ومن أجل إيران.
وقالت إن لبنان قد تأثرت دوماً بالتطورات الإقليمية في الشرق الأوسط. ولكن مع مثل هذا المزيج المعقد من التحديات، فإن استقرار بيروت مهدد بشدة.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا في افتتاحيتها ركزت فيه على توغل وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها على حياة البشر، وعلى أهمية استرجاع هذه السُّلطة.
استهلت الصحيفة المقال بالإشارة إلى أن البشر في وقت ليس ببعيد كانت لديهم القدرة على الانفصال عن العمل وعن العالم الخارجي متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وكان الناس يتحدثون ويستمعون لبعضهم البعض متى ما أرادوا التعرف على بعضهم البعض.
وترى الصحيفة أن هذه الأيام قد انتهت بالفعل مع وصول الهواتف المحمولة إلى أيادي البشر، وبعد أن أصبحت هذه الهواتف بوابات إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي.
ووضحت أن مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف الذكية وصلوا إلى نسب مرتفعة جداً، وهو ما يشير لسهولة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي.
وأشار المقال إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أداة رائعة بشرط عدم إساءة استخدامها، إذ نجحت هذه المنصات في ربط الناس عبر القارات وجمع الأشخاص ذوي التفكير المماثل معًا من أجل مناقشة القضايا التي تهمهم.
كما توفر منصات التواصل الاجتماعي ترفيهًا مستمرًّا وتسمح للناس بمشاركة المعلومات والأفكار والقيام بحملات التسويق وتنمية الأعمال.
ونوهت الصحيفة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مسيطرة على نواح كبيرة من حياة البشر، فمثلاً أصبح الناس مركزين جدا على الإشعارات وينتظرون الرنين الذي يعلن عن وصول رسالة أو منشور معين بشكل غير طبيعي.
وحذرت من أن هذه المنصات تستخدم في الوقت ذاته في مشاركة المعلومات الخاطئة والمضللة وتسهم في تعرض العديد من الناس للمضايقات والتنمر الإلكتروني وخسارة بعض من الخصوصية، ووصول عدد كبير من الناس إلى حالة من الإدمان وهو ما له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية.
وفي ختام المقال أكدت الصحيفة على أهمية إعادة أخذ زمام الأمور إلى أيدينا وذلك بالتحكم في وقت استخدام الشاشات، وعلى زيادة وعي الجميع بالأضرار المحتملة التي يمكن لهذه الوسائل أن تسببها، وفي حال دعت الحاجة إلى ذلك قد يتطلب الوضع تدخل الحكومات وذلك بسن قوانين تنظم هذا الجانب.
/العُمانية/
أحمد صوبان/أنس البلوشي