عواصم في 5 نوفمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالقدرة التنافسية الأوروبية، والانتخابات الأمريكية في ظل الصراع في الشرق الأوسط بالإضافة إلى استمرار المشهد الدموي في غزة.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان "استعادة القدرة التنافسية الأوروبية" بقلم الكاتب "هوارد ديفيز" وهو نائب محافظ بنك إنجلترا السابق.
استفتح الكاتب مقاله بالتركيز على التقرير الذي حذر فيه ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق من أن أوروبا تواجه خطرًا اقتصاديًّا حقيقيًّا.
وأوضح الكاتب أن تقرير ماريو دراجي عن القدرة التنافسية الأوروبية، من خلال اللغة القوية والدرامية، كان يهدف بوضوح إلى جذب انتباه صناع القرار في الاتحاد الأوروبي.
وبيّن أنه بدلاً من محاولة تجميل الأمر، حذر من أن أوروبا تتخلف عن الولايات المتحدة بشكل متزايد.
فهي لم تفتقد الثورة الرقمية فحسب، بل إنها على وشك تفويت ثورة الذكاء الاصطناعي أيضًا. ولا يمكن لشركة تكنولوجيا أوروبية واحدة أن تنافس شركات أمثال "آبل" أو "مايكروسوفت".
وأضاف أنه فضلاً عن ذلك، يلاحظ دراجي أن نمو الإنتاجية في جميع أنحاء القارة يتخلف عن مثيله في الولايات المتحدة، مما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديًا وجوديًّا. وإذا لم يغير أساليبه بشكل جذري، فإنه "سيفقد سبب وجوده.
وشبّه الكاتب استنتاجات دراجي بمثابة الموسيقى في آذان الفرقة المتضائلة من أنصار الخروج البريطاني في المملكة المتحدة، لأنهم كانوا يروجون دائمًا للتصلب الأوروبي. وفي معرض دفاعهم عن الخروج، زعموا أن المملكة المتحدة مقيدة برجل ميت (أي الاتحاد الأوروبي)، وأنها بحاجة إلى التحرر منه.
ويرى الكاتب أن دراجي ليس من المتشكّكين في أوروبا أو المتحمّسين للتبعية، ومعظم توصياته تتطلب "مزيدًا من أوروبا" في شكل سياسات منسقة وتعزيز ضخم للاستثمار الممول من القطاع العام على مستوى الاتحاد الأوروبي.
ويشاطر الكاتب الرأي مع ماريو دراجي حول حقيقة أن أوروبا تعتمد بشكل مفرط على التمويل المصرفي، فالشركات الناشئة الجديدة (التي يقل عددها كثيراً عن مثيلاتها في الولايات المتحدة) تميل إلى الحصول على التمويل من قِبَل المستثمرين المغامرين الأمريكيين، كما نقلت 30% من الشركات الناشئة الخاصة التي تبلغ قيمتها مليار دولار أمريكي أو أكثر مقارها عبر الأطلسي.
ويعتقد بأن السبب الرئيس وراء هذه الحالة المحزنة هو أن أسواق رأس المال الأوروبية لا تزال مجزأة، ولم تحقق خطة تشكيل اتحاد أسواق رأس المال أي تقدم يذكر منذ إطلاقها في عام 2015 (من قبل جوناثان هيل، مفوض المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي آنذاك).
وقال الكاتب في ختام مقاله: "إذا كان أعضاء المجلس الأوروبي يريدون حقاً اتحاداً لأسواق رأس المال، فسوف يحتاجون إلى وضع الاعتبارات الوطنية جانباً والتخلي عن كبريائهم.
وسوف تظهر لنا الأشهر المقبلة مدى التزامهم باستعادة القدرة التنافسية الأوروبية في عالم يتخلفون فيه عن الركب".
من جانب آخر، وضح الكاتب "سبيستيان بلانك" أن الصراع في الشرق الأوسط قد ألقى بثقله على الحملة الرئاسية الأمريكية على مدار العام الماضي، والآن - مع تصاعد التوترات بشكل أكبر - يمكن أن يؤثر على المشهد العام للانتخابات.
وأشار في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية إلى أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تجد نفسها في وضع حرج وهي تتمسك بدعم الرئيس جو بايدن لحليفها الرئيس إسرائيل، في حين تخاطر بتنفير الناخبين المسلمين والعرب الأمريكيين.
وفي الوقت نفسه، استغل دونالد ترامب الصراع للتحذير من حرب عالمية ثالثة ملقيًا باللوم فيه على الإدارة الحالية.
واقتبس الكاتب حديث ترامب الذي قال إن السياسات الفاشلة وغير الكفؤة لإدارة بايدن وهاريس أدت إلى عواقب عالمية كارثية، مؤكدًا على أن أحداث السابع من أكتوبر وما تبعها من دمار لم تكن لتحدث لو كان في منصبه.
ولفت إلى أن ترامب يأمل أن يؤدي تركيزه على الشرق الأوسط إلى تعزيز شعبيته لدى الناخبين اليهود الذين صوتوا تاريخيًّا للديمقراطيين ويفضلون إلى حد كبير هاريس قبل تصويت الخامس من نوفمبر.
ونوه الكاتب إلى أنه في النظام الانتخابي الفريد في الولايات المتحدة ــ حيث تستطيع ولاية واحدة فقط أن تؤثر على النتيجة بالكامل ــ ركزت حملة هاريس أنظارها على ولاية ميشيغان.
ولكنها ولاية متأرجحة تضم عدداً كبيراً من السكان العرب الأمريكيين، حيث يراقب الناخبون ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين في غزة.
كما نشرت ذات الصحيفة مقالًا بعنوان: "وضع مأساوي في شمال غزة بعد أن سمح العالم لإسرائيل بقصف الفلسطينيين" بقلم الكاتبة "نضال المغربي".
وأشارت الكاتبة في بداية مقالها إلى أنه بعد غارة جوية إسرائيلية أخرى في هجومها المستمر شمال غزة، هرع الفلسطينيون إلى منزل جيرانهم المكون من أربعة طوابق الذي تعرض للقصف يوم الثلاثاء الماضي وانتشلوا أشلاء الجثث من جدرانه وأرضياته في بحث يائس عن أي ناجين.
وأوضحت أنه بعد الهجوم الصاروخي، أصبح وضع المنزل مرعبا، وراح ضحيته ما لا يقل عن 93 شخصاً من بينهم بشكل رئيس أفراد من عائلة أبو ناصر، وأصحاب المنزل، فضلاً عن النازحين الذين حشروا في كل مساحة متاحة.
واقتبست حديث إسماعيل عويضة، وهو شاهد كان يساعد في انتشال الجثث، حيث قال: "هناك عشرات الشهداء- كما أن هناك العشرات من النازحين كانوا يعيشون في هذا المنزل. وتم قصف المنزل دون سابق إنذار".
"كما ترون، الشهداء هنا وهناك، مع أجزاء من الجثث تتدلى من الجدران".
ونوهت الكاتبة إلى أنه مع تركيز معظم العالم على الحملة العسكرية الإسرائيلية في لبنان، كانت إسرائيل تقصف شمال غزة بكثافة لأكثر من ثلاثة أسابيع في حربها المستمرة منذ عام على القطاع.
وذكرت أن جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون القريبة تعرضت لصدمة بسبب هجوم جوي وبري إسرائيلي جديد يقول مسعفون فلسطينيون إنه أسفر عن استشهاد حوالي 900 شخص.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "ديلي صباح التركية" مقالًا بعنوان: "نار بلا نهاية: دمار غزة ووهم التاريخ" بقلم الكاتب "عمر كياسي".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه في الأسبوع الماضي، ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية مستشفى شهداء الأقصى في غزة، مما أدى إلى إحراق ليس فقط الخيام ولكن مرة أخرى أدى إلى إحراق مكان من المفترض أن يجد فيه المرء ما يشفي جراحه وليس ما يزهق روحه.
ويرى أن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو الاعتقاد المستمر بأن القسوة تتضاءل مع مرور الوقت، وكأن مجرد حقيقة العيش في القرن الحادي والعشرين يمكن أن تمنحنا تطعيمًا ضد مثل هذه الأفعال.
وبين أن هذا الافتراض الساذج متجذر في سوء فهم خطير للتاريخ، وعلى نطاق أوسع، سوء فهم للوقت.
وقال في هذا السياق: "منذ الصغر، ونحن نتعرف على فظائع التاريخ مثل حرق الزنادقة في أوروبا في العصور الوسطى، وإبادة السكان الأصليين على يد المستعمرين الأوروبيين، والفظائع التي ارتكبت أثناء تجارة الرقيق عبر الأطلسي".
وأضاف: "هذه حقائق مقبولة، لكنها تظل بعيدة عنا رغم ذلك. نحن نعترف بفظائعها، ولكننا لا نستوعبها. ونتصور هذه الأحداث وكأنها حدثت في عالم آخر، بعيداً عن الحاضر، وواقعها باهت بفعل مسافة القرون. وفي أقصى تقدير، ننظر إليها باعتبارها دروساً من التاريخ قد ترشدنا أو لا ترشدنا في الحاضر".
وأوضح الكاتب أن الفظائع التي شهدها التاريخ، رغم اعترافنا بها أنها حقائق، لا تزال موجودة بالنسبة لأغلبنا ومجرد تجريدات، منفصلة عن الحاضر بفعل حاجز الزمن.
وأكد على أن ما حدث في مستشفى شهداء الأقصى، وما حدث ويحدث خلال أكثر من عام في غزة، لا ينبغي أن يفاجئنا أبدًا.
ويعتقد بأن هذا الأمر يعكس حقيقة مفادها بأن البشر، عندما يوضعون في ظروف من القوة غير المقيدة، سوف يلجأون إلى القسوة الشديدة، تماماً كما فعلوا دوماً. والمشكلة ليست في الوقت، بل في هياكل القوة التي تسمح بحدوث مثل هذه الأفعال، بل وتحفزها.
/العُمانية/
أحمد صوبان